الكاتب : سها مصطفى

فيس بوك: ينظم حركة اللاذقية ويضبط مواقيتها!

سريعا سيخرج التعليق على صفحات الفيس بوك... ’اللاذقية هادئة’، أشرف يعلق وهو يتجول بين شوارع المدينة وأحيائها مستخدما تعبيرا من حي الحالة ووقعها’هدوء حذر... يلف المدينة ولاصوت إلا آذان الصبح ...لا إله إلا الله’، مايك سيردف على صفحة شبكة اللاذقية الاخبارية على الفيس بوك’ومحمد رسول الله’..

الاحداث التي شهدتها المدينة مؤخرا، بدا انها صهرت الناس أكثر من أي وقت مضى، مزجتهم معا في قلق واحد يتبادله شبان وفتيات حتى ساعات الصباح الباكر على الشبكة، يشبكون ينسقون يعملون كخلية واحدة، يعلمون الاهالي بكل تطور جديد يحدث على الارض، عبر الشبكة الاخبارية التي احتلت مكانها على الانترنت بسرعة خلال 24 ساعة من بدأ التظاهرات في اللاذقية، وبات عدد متتبعيهم يفوق الـ23 ألف شخص خلال ليلة وضحاها في مبادرة من مجموعة من الشبان ’اشرف وامير ومازن’ لخلق شبكة تبادل معلومات محلية بسيطة تظمئن الاهالي وتبقيهم على اطلاع...

التعليقات ستأخذ مكانها متوالية من سكان اللاذقية متواصلين عبر الشبكة الافتراضية والخليوي، مراسلو الشبكة يعملون على الارض يجوبون الشوارع ليلا ونهارا، كمراسلين من داخل الحدث على تماس مع المخربين والحواجز الامنية التي نصبتها اللجان الشعبية في لحظات استثنائية متسارعة غيرت من وجه المدينة.

الارشادات خرجت بسرعة على الصفحة ’إطفاء الأضواء ليلا حتى لا تؤثر على رؤية اماكن تبادل اطلاق النار، عدم تشغيل الكاميرات في الخليوي لأن ضوئها يبدو من بعيد كضوء القناصة، عدم الخروج من المنازل ليلا وغيره من قائمة ارشادات ظن اهالي اللاذقية انها انتهت مع احداث الثمانينات في القرن الماضي!

الشوارع باتت خالية من السكان الذين فضلوا البقاء في اماكنهم متابعين تلك الحرب افتراضيا على شاشات حواسبهم وشاشات التلفزة، فيما يصدر أزيز رصاص متقطع بين الحين والآخر في مكان ما من احياء المدينة، وتتوارد الاخبار ’اطلاق نار كثيف في دوار اليمن.....اطلاق نار ومحاولة حرق محطة القطار...اطلاق نار في مدرسة ابن زيدون واشتباك مع عنصرين مسلحين’.

شوارع اللاذقية في حي الجمهورية والشيخ ضاهر والعوينة وغيرها، استغنت عن مختلف الطرق الفرعية التي اغلقها الاهالي على عجل بما تيسر لهم من قضبان حديد أو بقايا قطع الاسمنت، حي القنينص والصليبة سيرد ذكرهما غير مرة على الشبكة، متواترا بين التأكيد على ضرورة تدقيق المعلومات والاخبار المتواردة عن اماكن اطلاق الرصاص والاشتباكات والقبض على أحد المخربين من قبل الاهالي واللجان الشعبية التي تألفت من شبان الاحياء، ونوبات الحراسة امتدت على ليل طويل خيم على المدينة.

التحذيرات تتواتر بسرعة راجين الاهالي من التأكد من دقة المعلومات والتبليغ والتعميم للوحات مختلف السيارات التي ضبطت والتي سرق بعضها وبعضها الآخر حمل لوحات تختلف الامامية منها عن الخلفية، الاشاعات باتت فنا يتسيد فضاء المدينة والارقام لم تعد تشفي الغليل، ثمة خوف يتربص بالجميع....هل قبض على مختلف عناصر الشبكة؟ تلك السمة ’الأمان’ فقدت مرة واحدة بضربة طائشة من مخربين لا تتعدى اعمارهم الثانية والعشرين في أفضل الاحوال!

الشبكة اعتذرت من مشتركيها على اعتبار أن ظروف المنشأ كانت استثنائية وتنتهي مع نهاية الحدث، غير أن المدينة عادت لروتينها السابق مع إعلان محافظ اللاذقية عودة العمل وبدء الدوام الرسمي بشيء من الهدوء ’الحذر’!