ضيعت بوصلتي، شو عم يصير، لوين رايحين؟ حدا يشرحلي شو حكوا ع الإخبارية ما فهمت! يعني الفيديو مزور ولا لأ؟ خلص سكرت صفحتي ودماغي ما بقى استوعب؛هي بعض العبارات التي راح يتداولها الشارع السوري منذ أسبوعين، افتراضيا وواقعياً.

اللحظة السورية الراهنة وضعتنا أمام محنة جديدة وهي قدرتنا على احترام الرأي والرأي الآخر، والذي لطالما طالبنا به؛ لكن الأوضاع الحالية وضعت حرية تعبير الاخر عن رأيه على المحك أمام أبسط النقاشات التي تدار على صفحات الموقع الاجتماعي الأكثر شهرة وجدلاً.

صفحات عدة ظهرت على ’الفيس بوك’ مع بدء الاحتجاجات الشعبية في سورية، وبالتوازي مع الأداء ’السيء’ للإعلام الرسمي في تغطية ما يجري على الأرض. بعضها طالب بتنحية رؤوس الفساد والتضليل في المؤسسات الإعلامية الرسمية في سورية، وأخرى طالبت بإلغاء وزارة الإعلام السورية في تشكيلة الحكومة العتيدة، واستبدالها بهيئة وطنية ناظمة للنشر.

صفحة أخرى طالبت بعرض حقيقة ما يحصل على أرض الواقع بعيداً عن الكذب الذي تمارسه القنوات السورية، والتدجيل والتحريض الذي تمارسه بعض القنوات العربية، داعية الجميع إلى الامتناع عن تزوير الحقائق ’ لا نريد مبالغات..لا نريد تزييفا وتزويرا.. لا نريد سرقة فيديوهات عن اليوتيوب ونسبها إلى سورية، نحن نريد حقائقنا فقط’.

القاسم المشترك في غالبية هذه الصفحات، الدعوة الموجهة لوضع الحقائق أمام الجميع ومحاسبة المسؤولين، لا الاختفاء وراء إصبعنا وتجاهل ما يجري ومحاولة إقناع الآخر بوجهة نظرنا.

خلال البحث المستمر والمكثف للنقاشات الدائرة على ’حيطان الفيس بوك وصفحاته’، يتبن أن القاسم المشترك لبعض الصفحات المنشئة حديثاً ومن وحي الحدث السوري، هو الدعوة إلى الحوار مع الآخر لا تغييبه الدعوة لمعرفة الحقيقة عبر وسائل إعلامنا المحلية الرسمية منها و’الخاصة ’، لا الاستخفاف بعقلية المشاهد والقارىء واعتباره أدنى مستوى من كاتب المقال أو معد التقرير.

ليس لنا إلا بعض.. التحاور بيقربنا أكتر وبيجمعنا ويجعلنا نفهم بعض بشكل أفضل، يقول أحد المشاركين على صفحة ’سوريا تتحاور’، التي بدورها دعت المشاركين /ات فيها لاختيار لون من ألوان العلم السوري والاستعداد للنقاش حول سورية (الآن) سورية (غداً).

ويقول القائمون على الصفحة’ بعد أن ارتسمت في الأسابيع الماضية ملامح أربعة أنواع من الأصوات عكست أربعة رؤى حول مستقبل سورية، موضحين’في حال اتخذ كل تيار لوناً اكتملت ألوان العلم السوري الأربعة، فلا يبدو هناك تناقضاً قدر ما يبدو هناك انسجاماً و سعياً نحو مصلحة وطنية عليا’، داعين جميع السوريين للانضمام لأول حوارات نوعية بين الشباب السوري حول مستقبل سورية خاصةً في هذه اللحظات التاريخية الدقيقة.

مؤكدين بحسب ما جاء في صفحة المعلومات الخاصة بهم أن صفحتهم/ن ’مساحة حرة وقاعدة متاحة لأي نقاش لكل أطياف المجتمع السوري حول مستقبل البلاد و بلورة التيارات السياسية و الفكرية و الاجتماعية السائدة’.

ويوضح منشؤو الصفحة أنهم اضطرروا لاستخدام مصطلح (النقاش أو المناظرة) والتي لا تعكس تماماً أفضل تعبير لموضوع المرحلة عوضاً عن(الجدل)، والتي تعكس معنى الحوار أكثر من معنى النقاش حول فكرتين تحاول كل منهما اثبات صحتها، وذلك نظراً للانقسامات الحاصلة في النقاش العام حول حال و مستقبل سورية