الكاتب : حازم خضر

تلقت دمشق دعما مهما من حليفها التركي من أجل دفع برامج الإصلاح السياسي التي تعتزم القيادة السورية التعجيل بها إثر الاحتجاجات غير المسبوقة في درعا ومدن أخرى. وفيما بدا أنها مهمة لتبديد للانطباعات بوجود فتور بين البلدين وتبني تركي لمطالب قوى معارضة نقل وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو للرئيس بشار الأسد دعم بلاده لجملة الإصلاحات التي بدأتها القيادة السورية.

وأكد داود أوغلو استعداد تركيا لتقديم كل مساعدة ممكنة من خبرات وإمكانيات لتسريع هذه الإصلاحات بما يساهم في ازدهار الشعب السوري وتعزيز أمنه واستقراره.

وقال بيان رئاسي سوري إن الرئيس الأسد بحث والوزير التركي في الأحداث التي تشهدها سورية مؤكدا انفتاح بلاده على تجارب الدول الأخرى لإغناء مشاريع القوانين التي وضعتها الجهات المختصة في مجال الإصلاح.

وأعرب الرئيس الأسد عن تقديره لحرص تركيا على أمن واستقرار سورية وشدد على انفتاح سورية للاستفادة من تجارب الدول الأخرى وخصوصا تركيا وذلك لإغناء مشاريع القوانين التي وضعتها الجهات المختصة في مجال الإصلاح.

وراجت تحليلات عن وجود تباين بين العاصمتين خلال الأسبوعين الماضيين بعد تصريحات لرئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان جاء فيها أنه نصح الرئيس الأسد بالإقدام على خطوات إصلاحية ثم تعليقه على خطاب الرئيس الأسد أمام مجلس الشعب بأنه كان يتوقع فيه الإعلان عن رفع حالة الطوارئ. كما يسجل المراقبون إقدام أنقرة على السماح بعقد مؤتمر صحفي للمراقب العام للإخوان المسلمين السوريين رياض الشقفة قبل نحو أسبوع زعم فيها أن له دور في إدارة المظاهرات في سورية والمشاركة فيها بفعالية قبل أن تصدر الخارجية التركية بيانا تؤكد فيه أن أنقرة لن تسمح بأية مبادرة يمكن أن تضر بالرغبة بإجراء إصلاحات في سورية ومن شانها إلحاق أي أذى باستقرار هذا البلد.

كما قام داود اوغلو بإجراء اتصال هاتفي مع نظيره السوري وليد المعلم للإطلاع على حقيقة الأوضاع في سوريا بعد أسبوع من الاضطرابات في عدة مدن سورية مطالبة بحريات أساسية وإصلاحات عامة.

وتمهد محادثات الوزير التركي في دمشق الطريق لزيارة مهمة سيقوم بها اردوغان إلى دمشق خلال أيام قليلة مقبلة لتقديم الدعم للقيادة السورية في برنامجها الإصلاحي من جانب ولتبديد الشكوك حول أي تبدل في العلاقات السورية – التركية فضلا عن تقديم التهنئة لرئيس الحكومة السورية الجديد الدكتور عادل سفر بتسلمه منصبه والإعلان عن تشكيل الحكومة المفترض في غضون يوم الخميس.

يشار إلى أن الرئيس الأسد وجه يوم الخميس الماضي بتشكيل ثلاث لجان الأولى قضائية للتحقيق الفوري بجميع القضايا التي أودت بحياة عدد من المواطنين في درعا واللاذقية، والثانية قانونية لإعداد دراسة تمهيدا لرفع حالة الطوارئ، والثالثة لدراسة حل مشكلة إحصاء1962 في محافظة الحسكة.