الكاتب : حازم خضر

تطرح مناسبة ميلاد البعث في السابع من نيسان أسئلة من نوع مختلف العام الحالي تتجاوز كل ما ساقه البعثيون بالتأكيد طوال العقود الخمسة الماضية على الأقل / منذ ثورة آذار /من الحديث عن إنجازات وتمثيل المشروع القومي بأبهى صوره والقدرة على مواجهة التحديات.. فالثورات التي شهدتها العديد من الدول العربية عموما والاحتجاجات التي انتقلت الى سورية أخيرا تحت عناوين معيشية وخدمية ثم سياسية بامتياز مع الدعوة المتكررة لرفع حالة الطوارئ وتشريع قانون للأحزاب وأخر للإعلام وحتى بعض المطالب الأقل حدة حول إلغاء المادة الثامنة من الدستور .. كل تلك العناوين تجعل البعث أمام أسئلة مختلفة ولا بد من الإجابة عنها لمصلحة البعث ذاته ولسورية بشكل أعم على اعتبار أن البعث بما يملكه من حضور تنظيمي وسيطرة على الدولة تحت شعار قائد للدولة والمجتمع هو الأقدر على تماما إنجاح وإدارة مسيرة الإصلاح السياسي ووضع سورية على سكة طال انتظارها بما ينظم كل الفعاليات المجتمعية في إطار أحزاب ممثلة فعليا لقوى المجتمع.

البعثيون اليوم مطالبون بتفاعل مختلف مع الحراك السوري غير المسبوق منذ عقود طويلة. وبالتالي لم يعد الحديث عن إنجازات تاريخية ومواجهة التحديات الخارجية والشعارات الكبرى كافية لا للبعث ذاته كحزب يحمل مشروعا قوميا ولا للسوريين الطامحين الى حريات سياسية وتجاوز الهياكل الحزبية المحنطة المنضوية تحت راية الجبهة الوطنية التقدمية.

وإذا كان البعث ذاته يدير العملية الإصلاحية اليوم بعد تأخير طويل يعود للمؤتمر القطري العاشر عام 2005 وربما الى التاسع عام 2000 إلا التعاطي مع تلك الملفات بأي نوع من التأخير أو التأجيل أصبح يشكل خطرا حقيقا وجديا على المستقبل السياسي للبلاد ،كما يدرك البعثيون قبل غيرهم ، وكما توضح ملامح المطالب الشعبية ليس فقط من قبل حركات التظاهر في درعا وغيرها من المدن لكن أيضا من المطالب التي يعلنها كثير من السوريين بعد فتح صفحات الصحف وساعات البث التلفزيوني الرسمي أمامها .

من المفترض ألا تغيب تلك الحقائق وأكثر منها ، ربما ، عن طاولة قيادة البعث وهي تطوي العام الرابع والستين لميلاد البعث وبالتالي تحويل الاحتفالية بالمناسبة الى ورشة عمل وطنية كبرى تنتقل الى جوهر المشكلة بوجهها السياسي مع غياب الحياة السياسية شبه الكامل وهو ما ظهر بشكل فاضح في الحركات الاحتجاجية في درعا والعديد من المدن التي فاجأت الجميع وبينت هشاشة الحزاب المنضوية الى البعث في الجبهة .