نظم عشرات من طلاب كلية العلوم بجامعة دمشق مظاهرة طالبوا فيها بالحرية، أما في مدينة بانياس فقد طوقت قوات الأمن السورية المدينة وعزلتها بالكامل عن العالم الخارجي بعد أن استهدف كمين قافلة عسكرية على الطريق بين اللاذقية وطرطوس أدى الى استشهاد تسعة من قوات الجيش ، في غضون ذلك قالت صحيفة القدس العربي أن القيادة السورية أعفت ضابطاً رفيعاً في المخابرات العسكرية من مهامه، ونُقل إلى مكان آخر وذلك على خلفية الاحتجاجات التي تجتاح محافظة درعا منذ أسابيع.

وتوالت الإدانات الدولية للأحداث في سوريا، داعية إلى ضمان حق التعبير والامتناع عن استعمال ’العنف’ ضد المتظاهرين.

في الغضون، فرقت قوات الأمن تجمعا لطلاب كلية العلوم في جامعة، تضامناً مع شهداء الأحداث الدامية في مدينتي درعا وبانياس. وفيما نفت عدة صفحات على موقع الفيسبوك سقوط أي قتلى خلال التظاهرة في حرم الجامعة، نقلت وكالة ـ اسوشيتد برس ـ للانباء عن رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار القربي قوله إن طالبا قتل بنيران قوات الامن خلال التظاهرة في دمشق، فيما نقلت عن الناشط أسامة منجد المقيم في لندن قوله إن طالبا توفي جراء تعرضه للضرب المبرح من عناصر الامن.

في المقابل قالت صحيفة الوطن السورية ان ما يقارب 50 شخصاً في كلية العلوم بجامعة دمشق للمطالبة بالحرية مرددين شعارات ’تحريضية وطائفية’، واستمروا يهتفون لقرابة 5 دقائق قبل أن يقوم طلاب الكلية ذاتهم بالتجمع بأعداد أكبر والهتاف ’اللـه سورية بشار وبس’.

وروى الطلاب الذين كانوا في المكان تفاصيل ما حدث، مؤكدين بحسب الصحيفة السورية أن هناك نية مبيتة سلفاً وفق مخطط اعتيادي يتم خلاله تنسيق الأدوار بين ’المحرضين والمتظاهرين ومصوري الموبايل’، حيث أكدوا أن التظاهرة بدأت من قبل مجموعة من عشرة أشخاص تقريباً داخل حرم الكلية ومع أول الهتافات ما لبثت أن بدأت مجموعة أخرى قدرها الطلاب بعشرين أو ثلاثين شخصاً بالقفز عن السور المنخفض للكلية والانضمام للتظاهرة، على حين كان البعض يقف في محيط المجموعة للتصوير.

إلى ذلك، نقلت صحيفة القدس العربي عن مصادر مطلعة القول بان القيادة السورية أعفت العميد سهيل رمضان كرئيس لفرع الأمن العسكري في المنطقة الجنوبية من مهامه ونًقل إلى إحدى الوحدات التابعة للمخابرات وهي على الأغلب ’مدرسة ميسلون’.

وكان عمل العميد رمضان يشمل محافظتي درعا والسويداء. وتقول المصادر انه لا موقف سلبيا من أهالي درعا على شاكلة موقفهم من رئيس فرع الأمن السياسي عاطف نجيب دفع إلى إعفاء رمضان من موقعه وان نقله يأتي ضمن قرارات ذات صبغة مهنية.

وعلى الخط ذاته لا يزال موقع عاطف نجيب كرئيس سابق لفرع الأمن السياسي بدرعا شاغراً حتى الآن بعد إقصاء نجيب وتحويله للقضاء برفقة محافظ درعا فيصل كلثوم.

إدانات دولية

وفي إطار ردود الأفعال الدولية، نددت الحكومة الألمانية بما وصفتها بأعمال العنف التي مارستها قوات الأمن السورية ضد المتظاهرين في سوريا، ووصفتها بأنها مثيرة للسخط والقلق.

وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن ’المواجهات الدامية’ في مدن سوريا تشكل انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من جانب الحكومة وقوات الأمن.

ونقل المتحدث عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دعوتها للسلطات السورية والرئيس الأسد شخصيا إلى الدفاع عن حقيْ التعبير والتظاهر السلمييْن.

كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية تنديدها ’بأعمال العنف’ الدامية في سوريا، ودعت دمشق إلى الكف فورا عن استخدام القوة ضد المتظاهرين، والبدء -من دون تأخير- في تنفيذ برنامج إصلاحات يستجيب لتطلعات الشعب.

وقالت الخارجية الفرنسية إن الإصلاح والقمع نقيضان.

وفي لندن، دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ سوريا إلى احترام حق التظاهر السلمي. كما دعا سوريا إلى تطبيق ’إصلاحات مجدية’، بالاستجابة لمطالب الشعب السوري.

اتفاق سوري أردني

من جهة أخرى، جدد رئيس مجلس الأعيان الأردني طاهر المصري -عقب لقائه الرئيس الأسد في دمشق- موقف الأردن الداعم لإجراءات الإصلاح التي تقوم بها سوريا وحماية الأمن والاستقرار فيها.

وأفادت وكالة سانا بأن الأسد تسلم رسالة من الملك عبد الله الثاني تتعلق بمستجدات الأوضاع على الساحة العربية والعلاقات الأخوية التي تربط سوريا والأردن مؤكداً حرص المملكة على أفضل العلاقات بين البلدين وكل ما من شأنه تعزيز أمنهما واستقرارهما’، نقلها المصري. وجرى خلال اللقاء استعراض ’الأحداث التي شهدتها سوريا والأردن خلال الفترة الماضية والإصلاحات الجارية فيهما على الصعد كافة حيث تم التأكيد على أهمية الاستفادة من تجارب وخبرات البلدين في هذا المجال’.

من جانبها قالت القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية، أعلى هيئة سياسية في سورية، أمس إن البلاد تتعرض لتحديات ’خطيرة بفعل مؤمرات وضغوط خارجية’، التي اعتبرت أنها تهدف إلى ’النيل من المواقف القومية المبدئية لسورية’.

وقالت الجبهة في بيان إن ’سورية تتعرض في هذه الآونة إلى تحديات خطيرة بفعل مؤامرات وضغوط خارجية وعميلة تريد استثمار التحولات الجارية في المنطقة وتوظيفها لصالح المخططات المعادية والنيل من المواقف القومية والمبدئية لسورية وما تمثله من دعم لقوى الصمود ضد سياسات الهيمنة والسياسات الإسرائيلية ومخططاتها التوسعية’.

ودعا بيان الجبهة الى ’التمييز بين تطلع المواطنين إلى الإصلاح والتعبير عن رغباتهم المشروعة ومطالبهم المحقة وبين ممارسات أدوات المؤامرة الممولة والمدربة من قبل دوائر بقصد الإضرار بسورية والإساءة إلى سمعتها وإضعاف موقفها القومي والوطني’.

ورأت الجبهة أن تحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي والديمقراطي ’لا يتم إلا في مجتمع يسوده الأمن والاستقرار ويصنعه الشعب من خلال الحوار بعيدا عن الإملاءات الخارجية وبرامجها المستوردة.

حكومة سفر الخميس المقبل

وعلى خط تشكيل الحكومة العتيدة رجحت المصادر ذاتها لصحيفة القدس العربي ألا يعلن عن حكومة عادل سفر قبل يوم الخميس المقبل.

وأضافت أن سفر أنهى مساء أول من أمس الأحد مشاوراته مع قيادة حزب البعث وقيادات الأحزاب التي تشكل الجبهة الوطنية التقدمية ومع أكاديميين وشخصيات مستقلة.

وعلى خط الأسماء المرشحة وزارياً، ارتفعت أسهم نائب وزير الخارجية فيصل المقداد كأبرز المرشحين لمنصب وزير الإعلام، بينما لاحظ مراقبون آخرون ارتفاع عدد الأسماء المتداولة المنتمية لمحافظة درعا ضمن التشكيلة الحكومية المقبلة نظراً لما يجري في درعا من أحداث