الكاتب : زينب الدبس

على خلفية الأحداث التي تشهدها الساحة السورية ،وحالة الإرباك التي جعلتنا كمواطنين نقف مشدوهين وعلامات الاستغراب وملامح الحيرة باتت على كل الوجوه والسؤال دائماً مالذي يحصل ؟؟ حالة من الخلط تصاحبها حالة من الإرباك الواضح نتيجة تعرض الوطن لهجمات المتآمرين وارتباطهم على حد اعتراف أنس الكنج إن "العودة أكد له انتماءه إلى جماعة الإخوان المسلمين".

والسؤال هل سنشهد عودة قريبة لحركة الإخوان المسلمين إلى دائرة الضوء على الساحة السياسية السورية بالتوازي مع حالة الوضع الداخلي؟ وهل ستمثل عودتهم تحد واضح لما يعتبر أحد أكبر الخطوط الحمر التي حددتها سورية منذ الصراع المرير في الثمانينات؟

بالعموم تعتبر حركة الإخوان المسلمين حركة ضائعة بين عقائدها الدينية و أدوارها السياسية، لكن القضية الدعوية ببعدها الإسلامي العام والقضية السياسية في حياة الإخوان تتسمان بالثانوية.

في حين تستحوذ القضية الدعوية الطائفية على النصيب الأكبر من مجهوداها وترسم الدور السياسي لسلوكها ،كما تهدف إلى تحديد حدود لساحة امتداد الطائفة عبر عملية تمييز ما يمكن تميزه من جموع المسلمين عن تلك الحركات القائمة في التاريخ والتي اكتسب صفة المذهب الذي لا تعترف به الجماعة كمذهب إنما تعتبره حالة ضلال عن صحيح الدين الذي تعتبر نفسها صاحبه الرئيسي وهنا يأتي الجانب السياسي للجماعة كأداة وخادم لتلك الأهداف الدعوية الداعية إلى حدود مذهبية ليس إلا.....

والغريب أن جماعة الإخوان المسلمين أصدرت بياناً سياسياً تحت عنوان "المشروع السياسي لسورية المستقبل"، يشرح رؤيتهم السياسية ويقول البيان: "إن مشروعنا السياسي يؤكد على بناء الدولة الحديثة التي تعتبر المواطنة بمفهومها العام أساسا للعدل والمساواة، وتقوم على فصل السلطات، وتبنى على أسس التعاقدية والتعددية والتداولية والمؤسساتية، وإنجاز آلية عملية للتداول السلمي للسلطة."

من المعروف أنّ تنظيم "الاخوان المسلمين" في سوريا لا يمتلك قاعدة شعبية كبيرة في الوقت الذي تزخر فيه سورية بتنوع وغنى حضاري بكافة أطيافها الدينية والطائفية، لذلك يبدو منطقيا أن لا تسمح بعض الدول بالترخيص لأحزاب ذات خلفية دينية حتى لو بالاسم فقط، لأن استعمال أي اسم أو صفة دينية لأي حزب أو تجمع يضعه في عيون أصحابه أنه فوق النقد والمساءلة، ووجود جماعة الإخوان التي تصف نفسها ب(المسلمين) هذا في حد ذاته مستفزا لمكونات نسيج المجتمع السوري!! .

بالمقابل اعتبر البيانوني في معرض حديثه : "ليس لدينا فكر خاص فينا كحزب ولكننا نتبنى الفكر الإسلامي العام المعتدل لذلك أي فهم للإسلام المعتدل الذي مصدره القرآن والسنّة، فهو قوة لتيارنا "ويضيف: "نحن نمثل تيار الصحوة الإسلامية في سوريا."

وبالرغم من إعلان الحكومة السورية عن اعتزامها الشروع في عملية إصلاح داخلية عبر الحوار،واستمرارها في نزع فتيل الأزمة والاستجابة للمطالب الشعبية ،إلا أن تنظيم "الاخوان المسلمين" أعلن عن خطته لـ"إسقاط النظام" حتى لو استلزم الأمر تدمير سوريا وقتل أبنائها، فأظهر في أولى تصريحاته التي أدلى بها رياض الشقفه، ومفادها أنّ الهدنة بتجميد العمليات ضدّ النظام السوري قد انتهت بانتهاء الحرب في غزة".

هذا ما عكسه استعداد جماعة الإخوان المسلمين السورية للتحالف بينها وبين عبد الحليم خدام، نائب الرئيس السوري السابق والمنشق عنه لتصب بالنهاية في خدمة المصالح الأمريكية وتجعل التكهنات بالنوايا الحقيقية للحركة واضحة للجميع.....

بالإضافة إلى أتباع الجماعة أسلوب إصدار البيانات والمطالبة بالمصالحة والمصارحة الوطنية وعودة المهجرين والمنفيـين و و و والسؤال هل تكفي تلك البيانات من الخارج ألا تعتبر ضربا من التنظير؟ ولما لا يتم الاعتراف بشكل واضح من الحركة عن مسؤوليتها عن التظاهرات التي قامت في الشارع السوري؟ والتي بدت بأنها فوضوية غير منظمة !! ولما لا تعلن عن نفسها(الأشخاص ) بشكل علني وواضح!!!!؟؟؟؟

على ما يبدو أن تنظيم الإخوان جاء للتشكيك في ولاء الحركات القومية واليسارية التي قادت حركات التحرر العربي من الاستعمار ولكن مرحلة ما بعد الاستعمار شهدت الجماهير العربية حالة من الفراغ الفكري والسياسي بسبب عدم تطور الخطاب القومي وعدم واقعيته في التعامل مع المتغيرات الدولية بالتزامن مع ظهور الفكر الليبرالي والذي دائما ما ينسب إليه ولاؤه للغرب ومعاداته للمظاهر الدينية وهذا ما حاولت حركات الإسلام السياسي تمريره، ووعدها بإقامة العدالة على الأرض وتطبيق الشريعة الإسلامية وإعادة الحياة كما كانت أيام الخلافة الإسلامية!!! وما هو جوهر الرسالة الإسلامية ؟؟؟ بالتأكيد العدالة هي روح الإسلام وجوهره ولكن هل يطبق الإخوان العدالة فيما بينهم حتى يساق على الناس أنهم حماتها في الأرض.!!