فيما استعدت حكومات كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، سفراء سوريا لديها،للاحتجاج على العنف الممارس تجاه المتظاهرين في سوريا، فشل مجلس الأمن أمس باصدار بيان يدين هذه الممارسات، وقال سفراء في الأمم المتحدة إن المسعى الأوروبي لاستصدار إدانة من مجلس الأمن الدولي لحملة القمع في سوريا ضد المحتجين المعارضين للحكومة باء بالفشل بسبب معارضة من روسيا والصين ولبنان.

وقال دبلوماسي بمجلس الأمن طلب عدم الكشف عن اسمه ’لن يكون هناك أي بيان’، مضيفا أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال وزعت الاثنين الماضي مسودة بيان يدين ’الحملة الأمنية السورية العنيفة ضد المحتجين، ويحث الحكومة على ضبط النفس’.

وفي جلسة نقاشية مفتوحة قالت الولايات المتحدة وأعضاء الاتحاد الأوروبي في مجلس الأمن المؤلف من 15 دولة، ومن بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا، إن ثمة تدابير يجري مناقشتها لمحاولة وقف ’أعمال القتل’ في سوريا، وتشمل فرض عقوبات موجهة بحق قادة سوريين.

وقال سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة مارك ليال ونظيره الألماني بيتر فيتيج إن بلديهما سيؤيدان القرارات الجماعية من جانب الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على سوريا.

الوضع في سوريا لا يشكل تهديدا على الأمن الدولي

غير أن مبعوثي روسيا والصين قالا أمام مجلس الأمن أمس إنه لا يمكن اعتبار الوضع في سوريا يشكل تهديدا على السلم والأمن الدوليين، ومن ثم فإن الوضع لا يتطلب النظر في تدابير مثل العقوبات. غير أنهما حثا الحكومة السورية إجراء حوار سياسي لحل تلك الأزمة.

وقال نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة ألكسندر بانكين ’إن التهديد الفعلي للأمن الإقليمي قد ينبع من التدخل الخارجي’، معتبرا أن ’نهجا كهذا يؤدي إلى دورة عنف لا تنتهي’ وقد يفضي إلى حرب أهلية.
وعارض الوفد اللبناني -العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن- فكرة فرض عفوبات على سوريا، ودعت دول نامية بالمجلس مثل الهند والبرازيل إلى حل الأزمة في سوريا عبر الحوار والإصلاح الديمقراطي.

وقال المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، في الجلسة ، إنّ ’الاحتجاجات في سوريا ترافقت مع تحريض إعلامي إقليمي، وفتاوى دينية من خارج الحدود تدعو إلى ضرب الدولة’، مشيرا إلى أن دمشق ’اتخذت إجراءات إصلاحية عديدة، كما ستتخذ إجراءات حكومية أخرى في الأيام المقبلة’.

وأعلن الجعفري أن ’الجمارك السورية ضبطت الكثير من الأسلحة المهرّبة إلى داخل البلاد من مجموعات دينية متطرفة في الخارج’. وشدد على أنّ ’التظاهرات التي جرت في سوريا لم تكن سلمية وإلاّ لما سقط كلّ هذا العدد من المواطنين السوريين العسكريين والمدنيين’، موضحا أن ’المجموعات المتطرفة استهدفت قوى الأمن والجيش’، عارضا لجدول يضمّ 51 اسما لعسكريين قتلوا في الاحتجاجات.

وكان الجعفري رفض دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى إجراء تحقيق، موضحا ’سوريا لديها حكومة ولديها دولة. يمكننا أن نضطلع بأي تحقيق بأنفسنا بشفافية كاملة’. وأضاف ’نأسف لما يحدث حاليا، لكن عليكم أيضا أن تعترفوا بحقيقة أن هذه الاضطرابات وأحداث الشغب لها برامج خفية’، موضحا أن حكومات أجنبية تحاول زعزعة استقرار سوريا.

من جهته قال نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة الكسندر بانكين إن ما يجري في سوريا ’لا يشكل تهديدا للأمن والسلام الدوليين’. وأضاف ان ’التهديد الفعلي للأمن الاقليمي قد ينبع من التدخل الخارجي’.معتبرا ان ’نهجا كهذا يؤدي الى دورة عنف لا تنتهي’ وقد يفضي الى حرب أهلية، فيما أكد مندوب الهند أن ’لكلّ دولة من الدول أن تقرر بنفسها طريقة حفظ النظام على أراضيها’.

وأكدت مصادر أمريكية بحسب صحيفة الخليج العربي أن إدارة الرئيس باراك أوباما تنظر جدياً في دعم اقتراحات فرض عقوبات على سوريا، ولم تستبعد المصادر أن يكون سحب السفير الأمريكي الجديد لدى دمشق ضمن ردود أفعال وشيكة .

هذا وضاعفت واشنطن ودول أوروبية من جهودها لزيادة تدخلها في الشؤون الداخلية السورية، ومن المقرر أن يعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة جلسة خاصة غدا لمناقشة الوضع في سوريا بطلب أميركي.

مجموعات إرهابية تقطع الطرق في درعا

في هذا الوقت، أصدر الجيش السوري بياناً خاصاً ، نفى فيه ما يتردد عن حصول انقسم في صفوفه.

وكان مصدر عسكري مسؤول، قال في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية (سانا) أمس، ’أقدمت مجموعات إرهابية متطرفة مسلحة في مدينة درعا وريفها على قطع الطرق وإقامة الحواجز وقنص المارة مستخدمة عربات مدنية بلوحات مزورة لنقل الأسلحة والمتفجرات، وقد تصدت لها وحدات من الجيش وتمكنت من قتل عدد من أفراد هذه المجموعات ومطاردة من لاذ منها بالفرار، وجراء المواجهة سقط شهيد وخمسة جرحى من أفراد القوات المسلحة بينهم سائق عربة صحية وممرض’.

وكان المصدر أعلن أن ’وحدات الجيش في مدينة درعا وريفها واصلت مهمتها بملاحقة المجموعات الإرهابية المتطرفة التي طالما استهدفت بعض المواقع العسكرية والقوى الأمنية، و قامت بقطع الطرق العامة في أكثر من مكان وإجبار المارة على التوقف والاعتداء عليهم بالضرب بعد تجريدهم من حاجياتهم بهدف الترويع وزرع الخوف في نفوس المواطنين’.

وأضاف ’كما قامت بالاعتداء على بعض النقاط العسكرية تجاه الجولان المحتل، ما أسفر عن سقوط ثلاثة شهداء و15 جريحا في صفوف الجيش والقوى الأمنية، ووقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الإرهابية المتطرفة. وقد تم إلقاء القبض على عناصر بعض الخلايا الإرهابية الذين يخضعون للتحقيق حاليا كما تم ضبط كمية من الأسلحة والذخيرة المتنوعة’.وذكر نشطاء وحقوقيون أن أكثر من 30 شخصا قتلوا في اليومين الماضيين في درعا.

نقص في المواد الغذائية والطبية

إلى ذلك، أفادت الأنباء الواردة من درعا بتناقص إمدادات الغذاء والمياه والدواء، وقال أحد السكان، ويدعي عبد الله، لوكالة اسوشييتد برس ’ليس لدينا كهرباء ولا ماء ولا خبز، الوضع ماساوي هنا’.

ولا تزال درعا تشهد مظاهرات مستمرة منذ ما يقرب من شهر في إطار الاحتجاجات التي تعم سورية للمطالبة بإصلاحات سياسية.

في الغضون واحتجاجاً على العنف الممارس تجاه المتظاهرين أعلن 233 عضواً في حزب البعث، أمس، انسحابهم في بانياس ومنطقة حوران، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية