فيما تواصلت التحركات الدبلوماسية الدولية ضد سورية، وآخرها التحذير الذي وجهه وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه امس الى السلطات السورية، داعياً إياها الى ’استخلاص العبر’ من العقوبات الدولية على ساحل العاج وليبيا. تحدث مجلس الوزراء السوري، أمس، عن حزمة إصلاحات شاملة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن رئيس الوزراء عادل سفر أن الحكومة تعكف في الأسابيع المقبلة على وضع خطة كاملة للإصلاحات المنشودة في مختلف القطاعات، وفق ثلاثة محاور أساسية تشمل الإصلاح السياسي والأمني والقضائي، والاقتصادي والسياسات الاجتماعية، وتطوير الإدارة والعمل الحكومي .
وذكرت الوكالة أن سفر أوضح في جلسة مجلس الوزراء مساء أمس أنه ’سيتم تشكيل ثلاث لجان لإعداد محاور الإصلاحات المذكورة من ذوي الكفاءات الإدارية والفنية والقانونية وبمشاركة واسعة من شرائح المجتمع والمنظمات والنقابات المهنية والشعبية والقوى الاجتماعية والسياسية’.
في الغضون، أعلن مصدر عسكري سوري أن قوات الجيش ’قتلت ستة وألقت القبض على 149 من المطلوبين والفارين في محافظة درعا’.
وقال المصدر أن ’بعض وحدات الجيش والقوى الأمنية لاحقت (أمس) مجموعات إرهابية مسلحة التي روعت المواطنين الآمنين في درعا واعتدت على المنشآت والممتلكات العامة والخاصة’.
ونقلت سانا عن المصدر قوله إن ’العملية أسفرت عن مقتل ستة أفراد من عناصر المجموعات الإرهابية وإلقاء القبض على 149 عنصراً من المطلوبين الفارين من العدالة إضافة إلى الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة’ .
وأضاف المصدر أن المواجهة أدت إلى استشهاد أحد المجندين وجرح سبعة آخرين من عناصر الجيش والقوى الأمنية.
وكان عدد من المدن السورية شيعت أمس أكثر من 60 شخص لقوا حتفهم في تظاهرات ’جمعة الغضب’.
وفي سياق متصل قال’ناشطون حقوقيون’ لوكالات أنباء إن ستة قتلى سقطوا في قصف مدفعي على مدينة درعا، أمس، بعد اقتحام قوات الجيش للجامع العمري، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن شهود عيان وناشطين.
تظاهرة نسائية في دمشق تضامنا مع درعا
وتضامناً مع درعا ودوما المحاصرتين، تظاهرت 50 امرأة تقريباً بعد ظهر أمس قبالة مجلس الشعب في دمشق، وحملن أوراقاً كتب عليها ’أوقفوا الحصار’، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشطة شاركت في المظاهرة أن الأجهزة الأمنية تدخلت واعتقلت 11 من المتظاهرات على الأقل.
حماس تنفي مغادرة سوريا
على صعيد آخر، رحبت سوريا بتحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، في وقت نفت الأخيرة أنباء عن أنها اتخذت قراراً بمغادرة سوريا .
ورأى مصدر سوري في قرب توقيع اتفاق المصالحة المنشودة انتصاراً كبيراً لقضية الشعب الفلسطيني في نضاله العادل لتحرير أرضه واستعادة حقوقه الأمر الذي عملت سوريا من أجله وتطلعت إلى تحقيقه .
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية إن دمشق إذ تبارك وتؤيد ما توصل إليه الأشقاء الفلسطينيون فإنها تقدر عالياً الدور الايجابي الكبير الذي قامت به مصر، وتتطلع في الوقت نفسه إلى المزيد من الخطوات الفلسطينية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه .
ونفى عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأنباء التي تحدثت عن أن الحركة اتخذت قراراً بمغادرة سوريا.