أعلنت تركيا رفضها أي تدخل أجنبي في سورية مؤكدة أن الأحداث التي تشهدها سوريا ينبغي أن تحل داخلياً. فيما تواصل وحدات الجيش والقوى الأمنية في مدينة درعا تعقب المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين الآمنين فيها بحسب ما ورد على وكالة سانا.

وصرح مصدر عسكري مسؤول أمس بحسب الوكالة السورية بأن عمليات الملاحقة أسفرت أمس عن مقتل عشرة عناصر من تلك المجموعات الإرهابية واعتقال 499 منهم وعثر على مشفيين ميدانيين الأول في جامع عبد الله بن عباس والثاني في جامع عبدالله بن رواحة.

كما تم الاشتباك مع خمسة قناصين كانوا يقومون بقنص المارة من على مئذنة جامع الكرك وقد سقطوا جميعا وتم الاستيلاء على أسلحتهم. وأشار المصدر إلى استشهاد اثنين وجرح ثمانية من وحدات الجيش والقوى الأمنية.

في الغضون، أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في برنامج تلفزيوني، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول أمس، ’إن بلاده ترفض تدخلاً أجنبياً في سورية وتعتقد أن الانتفاضة الشعبية المستمرة في هذا البلد ينبغي أن تحل في شكل داخلي’.

وقال الوزير التركي: ’علينا أن نسعى إلى تفادي هذا الاحتمال’، مضيفاً: إن ’تدخلاً أجنبياً في بلد مثل سورية له بنية اجتماعية متنوعة قد تكون له تداعيات مؤسفة’، وتابع: ’نعتقد أن من الأهمية بمكان أن تجد سورية بنفسها حلاً، ثمة فرص لحصول هذا الأمر وينبغي عدم تجاهلها’.

وكان وفد تركي برئاسة مدير جهاز المخابرات والمبعوث الخاص لرئيس الوزراء التركي، حقان فيدان، التقى الخميس الرئيس بشار الأسد في دمشق حيث أعرب عن دعم تركيا لعملية الإصلاح في سورية.

وفي هذا السياق، أكد الأسد خلال استقباله وفداً شعبياً ضم 35 شخصية من محافظة الرقّة، استمرار العمل لتلبية مطالب الشعب الإصلاحية والمعيشية. وتثبيت الاستقرار في البلاد.

على صعيد آخر، نقلت وكالة يو .بي .آي عن شاهد عيان القول أن ’الماء والكهرباء عادا إلى بعض القرى المحيطة بدرعا’. وقال عبدالله طيره. من بلدة ازرع إن ’الماء والكهرباء عادا منذ السبت بعد انقطاع دام أربعة أيام’. وأضاف ’أن الاتصالات الهاتفية مازالت مقطوعة ومن المنتظر أن تعود (اليوم) ’. وذكر ’أن الجيش السوري كان خلال الأيام الأربعة الماضية يقوم بتوزيع الخبز والمواد الغذائية على القرى المحاصرة مجانا’.

إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن أنه تم ’توقيف 150 شخصاً على الأقل’. أمس. ولا سيما في عربين وداريا وحرستا وكذلك في القامشلي .

سوريون يتظاهرون أمام السفارة الأمريكية في دمشق

من جهة اخرى، تجمع المئات من السوريين والأجانب أمام السفارة الأمريكية في دمشق منددين بما أسموه التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية السورية. ومطالبين واشنطن بالتوقف عن هذه السياسة .

وحمل المتظاهرون الذي اجتمعوا. أمس. لافتات تندد بسياسة ازدواجية المعايير التي تنتهجها الولايات المتحدة مع سوريا في حين تغض الطرف عن الجرائم ’الإسرائيلية’ بحق الشعب الفلسطيني .

ورفع عدد من المتظاهرين لافتات تدين الولايات المتحدة بانتهاكاتها لحقوق الإنسان في غوانتانامو وأبو غريب وأفغانستان والسجون السرية في أنحاء العالم .

وفرضت الولايات المتحدة الجمعة عقوبات جديدة على مسؤولين سوريين لقمعها المحتجين بعنف، شملت ماهر الاسد، الشقيق الاصغر للرئيس السوري.

و كانت واشنطن فرضت عقوبات على بعض المسؤولين في سوريا بسبب ’انتهاكات حقوق الانسان’ كما ينوي الاتحاد الاوروبي فرض حظر على السلاح ويستعد لفرض عقوبات اخرى، بحسب دبلوماسيين.

فيما اعتبرت روسيا أن تبني مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قرارا يطلب إرسال لجنة تحقيق لسوريا، امر غير مقبول منددة بـ ’التدخل في شؤون بلد سيد’.