تراجعت وتيرة الاحتجاجات الشعبية، وطغت أنباء الاعتقالات في عدد من المدن السورية على خلال الأيام القليلة الماضية، بالمقابل تصاعدت المطالبات بفك الحصار عن مدينة درعا،وقال متحدث باسم الجيش السوري إن القوات الأمنية قتلت 10 ’مسلحين’ واعتقلت مئات الأشخاص في حملات دهم من منزل لآخر في مدينة درعا.

كما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية ’سانا’ أن وحدات من الجيش تعقبت ’مجموعات إرهابية’ وقتلت 10 من أفرادها واعتقلت 499 منهم، بينما قُتل عنصران من القوات الأمنية خلال الحملة.

و نقلت صحيفة السفير اللبنانية عن مصادر محلية القول ان الانفراج في الوضع العام في درعا يبدأ في الأيام المقبلة بعد اقتراب العملية الأمنية من نهايتها، فيما قال أهالي المحافظة أن الكهرباء عادت للقرى والبلدات المحيطة بالمدينة، وأرسلت الحكومة إمدادات بالطحين لمنع حدوث أزمة خبز في المنطقة.

كما التقى الرئيس بشار الأسد أمس، وفداً من عشائر دير الزور، واستقبل الأسد وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان مساء أمس للمرة الثانية خلال اسبوعين، وبحث معه التطورات الجارية في المنطقة العربية، خصوصاً في اليمن في ضوء المبادرة الخليجية لحل الأزمة هناك، حسبما ذكر بيان رئاسي. ’كما تناول اللقاء الخطوات التي اتخذتها سوريا لتجاوز المرحلة الراهنة وتعزيز مسيرة الإصلاحات على الصعد كافة’. وجرى اللقاء بحضور وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم.

في الغضون، أصدرت وزارة الداخلية أمس، بلاغاً أعربت فيه عن دعوتها ’ المواطنين ممن غرّر بهم وشاركوا أو قاموا بأعمال يعاقب عليها القانون، من حمل للسلاح أو إخلال بالأمن أو الإدلاء ببيانات مضللة، إلى المبادرة لتسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى السلطات المختصة، والإعلام عن المخربين والإرهابيين وأماكن وجود الأسلحة، وسيصار إلى إعفائهم من العقاب والتبعات القانونية، وإلى عدم ملاحقتهم’، في مهلة تستمر حتى الخامس عشر من الشهر الحالي.

في هذه الأثناء، نظّمت مجموعة من النساء أمس تجمعاً في دمشق ضم حوالى 150 امرأة دعماً لمدينة درعا، قبل أن تفرقهم قوات الأمن.فيما اوقفت صحافية على ما اكدت احدى المشاركات لوكالة فرانس برس.

وقالت الممثلة فدوى سليمان ’كنا تسير من شارع الحمرا إلى ساحة عرنوس عندما أمرتنا القوى الامنية بالتوقف’.

وتابعت ’صادر عناصر الامن آلة التصوير الخاصة بالصحافية قبل توقيفها وتعرضوا بالضرب لنساء اخريات’.

واضافت ان النساء كن صحافيات وجامعيات وفنانات ومثقفات ورفعن لافتات كتب عليها ’لا للعنف’ و’لا للقتل’ و’ارفعوا الحصار عن أطفال درعا’. واكدت سليمان ’لسنا سلفيات، ولا نقوم بأي اذى ولا ننتهك الدستور. التظاهر حق مشروع’. وتابعت ’نحن مع الاصلاحات، مع الحريات’. يشار إلى أن هذه التظاهرة الثانية لنساء من دمشق دعماً لأطفال درعا.

إلى ذلك، أقر مجلس الشعب في جلسته التي عقدها مساء أمس من الدورة الاستثنائية الثانية للدور التشريعي التاسع برئاسة الدكتور محمود الأبرش رئيس المجلس مشروع القانون المتضمن إحداث محاكم القضاء الإداري والمحاكم الإدارية وفقا لأحكام القانون الأساسي للعاملين في الدولة في المحافظات بمرسوم بناء على اقتراح رئيس مجلس الدولة وأصبح قانونا.

ويهدف القانون إلى تقصير أمد التقاضي وسرعة البت في الدعاوى المنظورة أمام القضاء الإداري وتخفيف العبء عن المحاكم الموجودة في محافظة دمشق إضافة إلى تخفيف عبء انتقال المواطنين إليها.

كما أحال المجلس المراسيم التشريعية الصادرة عن السيد رئيس الجمهورية خلال الفترة السابقة تطبيقا لأحكام المادة 111 من الدستور إلى اللجان المختصة لدراستها وإعداد التقارير اللازمة حولها.

وأكد رئيس المجلس قوة سورية وقدرتها على مواجهة التحديات التي تعترضها بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد ووعي الشعب السوري الذي يجهض محاولات التحريض والفتنة معلنا انتهاء الدور التشريعي التاسع.

وخلال الجلسة استنكف عضو مجلس الشعب عن محافظة درعا ناصر الحريري عن استقالته التي كان أعلنها سابقا عبر إحدى وسائل الإعلام العربية.

وقال الحريري: إنه تقدم باستقالته في إطار سعيه لتحقيق تقدم ايجابي لحل الأحداث التي شهدتها محافظة درعا وخاصة أنه كان عضوا في لجنة شعبية لهذه الغاية.

وبين أن تراجعه عن استقالته جاء نتيجة استغلالها في غير مصلحة الشعب والوطن معربا عن أمله في تحقيق أمنيات الشعب السوري بكافة فئاته وخاصة في إرساء الأمن والأمان الذي تنعم به سورية.

على صعيد المواقف الدولية، شدد الرئيس التركي عبد الله غول، أمس، على أن بلاده تتمنّى أن تتحقق الإصلاحات وعملية الانتقال الديموقراطي في سوريا من دون إراقة المزيد من الدماء. وأضاف ’تركيا تحاول أن تقدم مساهمات بنّاءة لسوريا لتحقيق الإصلاحات وعملية الانتقال انسجاماً مع المطالب المشروعة لشعبها’، مؤكداً أن بلاده تتخذ ’إجراءاتها الخاصة إذا اتجهت التطورات في سوريا إلى السيناريو الأسوأ’.

أما وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، فحذر في حديث إلى إذاعة أوروبا 1 من أنه إذا استمر النظام السوري على هذا النهج (من القمع) فإنه سيسقط يوماً ما، مذكّراً بأن الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات على النظام السوري. وأوضح ’نحن بصدد العمل مع شركائنا الأوروبيين لتحديد عدد من العقوبات على المستوى الأوروبي، وذلك ليس فقط لتأكيد إدانتنا، بل لتأكيد تحركنا للتصدي لمثل هذا السلوك أيضاً’.