واصلت وحدات الجيش والقوى الأمنية مهمتها في ملاحقة "المجموعات الإرهابية" في مدينة بانياس ومحيطها، ومدينة حمص وكذلك في بعض قرى درعا حيث أسفرت المواجهات عن سقوط ستة شهداء من الجيش وقتل عدد كبير من المسلحين.

وتحدثت مصادر سورية عن سقوط قتلى في صفوف الجيش والأمن، وعن مقتل 10 عمال سوريين عائدين من لبنان، برصاص مسلّحين.

جاء ذلك في حين أوضحت وزارة الداخلية أن عدد الذين سلموا أنفسهم للسلطات المختصة من المتورطين بأعمال شغب وصل حتى يوم أمس إلى 915 شخصاً.

وقال مصدر رسمي، أمس، إن شرطياً قتل في منطقة تلكلخ برصاص "مجموعة إرهابية مسلحة"، فيما تحدثت مصادر عن مقتل 15 عنصراً من الجيش، بينهم ضابط برتبة عقيد في كمين.

وكانت وكالات الأنباء نقلت عن شهود عيان قولهم أن الجيش السوري دخل الليلة الماضية وفجر أمس، إلى عدد من أحياء مدينة حمص(باب السباع ، وبابا عمر) بعد قطع الكهرباء والاتصالات الهاتفية وبحسب "ناشط" أعلن أن نيران رشاشات ثقيلة سمعت في هذين الحيّين . وأضاف أن صبياً في ال 12 من العمر يدعى قاسم زهير الأحمد قتل بالرصاص .

وفي بانياس قال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاتصالات الهاتفية والكهرباء والمياه قطعت عن المدينة . وأضاف أن المدينة معزولة عن العالم الخارجي وهناك قناصة متمركزون على السطوح .

ولم تصدر حصيلة رسمية عن المواجهات في بانياس، وتحدثت وكالة الأنباء السورية سانا عن جرحى في صفوف القوى الأمنية، وحصول توقيفات ومصادرة أسلحة، في إيحاء إلى انتهاء العملية العسكرية في حيّين من المدينة، وهما راس النبع والقبيات.

الابتعاد عن التخوين، والتقليل من الانشقاق في الرأي

في هذا الوقت، التقى الرئيس بشار الأسد بالفعاليات الاقتصادية والاجتماعية من المدن المختلفة، ووفدا جديدا من ممثلي فئة الشباب في سوريا وآخر من وجهاء مدينة اللاذقية. ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن الأسد تشديده على ضرورة عدم التخوين في هذه المرحلة، والابتعاد عن الحديث عن الفتنة الطائفية. وعلى المستوى الثاني، تواظب الحكومة على الاجتماع ودراسة أفكار ومقترحات اقتصادية وخدماتية بشكل خاص.

وكان موقع الوطن اون لاين نقل عن الأسد تشديده، خلال ثاني لقاء يعقده في غضون ايام مع وفد شبابي، على "ضرورة الابتعاد عن التخوين، والسعي للتقليل من الانشقاق في الرأي بين الناس، والسعي لحل هذه الأزمة".

ودعا الأسد وفقا للمصدر ذاته "للابتعاد عن الشعارات التي سبق وسوقت خلال الأزمة من محاربة للطائفية وسواها"، مؤكدا أن "مثل هذه المشاكل ليست موجودة في المجتمع وتكرارها من الممكن أن يخلق أزمة".

ونقل الموقع عن أعضاء الوفد القول أن " الحضور تطرقوا إلى بعض ممارسات العنف التي أبداها بعض عناصر الأمن"، وهو أمر لم ينكره الأسد، مؤكدا أن ما وقع في بعض الأحيان يمثل سلوكيات افراد وأن التوجه في الحكومة هو لاحتواء الازمة والبعد عن العنف، لأنه كثيرا ما يسقط أناس أبرياء لا علاقة لهم ضحايا وهو ما وقع في بعض المناطق فعلا".

ودعا الأسد إلى إبقاء "الوطن فوق الجميع، لأنه أم الجميع" مشيرا الى أن البلاد في أزمة ولكنها ستنتهي.

مستشار أمير قطر يجول بين بيروت ودمشق

على صعيد آخر، نقلت صحيفة القدس العربي عن مصادر دبلوماسية أن الشيخ عبد الله بن خليفة آل ثاني المستشار الخاص لأمير قطر أجرى على مدى الأيام الفائتة جولات مكوكية بين دمشق وبيروت، وأنه التقى في دمشق عدداً من المسؤولين السوريين منذ منتصف الأسبوع الماضي وغادر إلى لبنان يوم الخميس.

المصادر الدبلوماسية وبحسب الصحيفة وضعت زيارات المسؤول القطري في خانة التشاور السياسي بين قطر وسورية بخصوص الملف اللبناني وتشكيل الحكومة المتعثرة في بيروت بالدرجة الأولى، ورجحت المصادر أن الشق السوري الداخلي ليس في أجندة لقاءات مستشار أمير قطر مع المسؤولين السوريين من منطلق أن دمشق تعتبر الشق المتعلق بالاحتجاجات الشعبية وطريقة التعامل معها شأناً داخلياً بحتاً.

يذكر أن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أبدى في ختام لقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الأسبوع الماضي معارضته تبنّي عقوبات أوروبية ضد دمشق، وأعرب عن أمله "في أن يتوصّل المسؤولون السوريون إلى إيجاد حل سوري للمشاكل الراهنة في هذا البلد، وفي حل سريع".

اعتصام أمام السفارة الأمريكية في دمشق

في هذه الأثناء واصلت مجموعة من الشباب اعتصامها أمام بعض سفارات الدول التي شاركت بفرض العقوبات على سورية، حيث اعتصم أمس عشرات السوريين،بينهم فنانون، أمام السفارة الأمريكية في دمشق للمرة الثانية خلال الشهر الحالي، وذلك للتنديد بمواقف الولايات المتحدة تجاه الأحداث في سوريا . وحمل عشرات الشباب لافتات كُتبت عليها عبارات تندد بالمواقف الأمريكية تجاه دمشق والخطوات التي تقوم بها لزيادة الضغط على الموقف السوري لتقديم تنازلات بشأن المقاومة والدور السوري في المنطقة .

واستنكر المعتصمون ازدواجية المعايير الأمريكية حول حقوق الإنسان، حيث تغض النظر عن جرائم العدو "الإسرائيلي" في فلسطين وجنوب لبنان والجولان المحتل .

واشنطن تدعو لبدء حوار جدي مع المعارضة

وكانت الولايات المتحدة دعت اليوم الاثنين دمشق إلى البدء في "حوار حقيقي" مع ممثلين من المعارضة والمجتمع السوري والتوقف عن التعامل العنيف مع الاحتجاجات السلمية التي تشهدها البلاد للمطالبة بالديمقراطية.

وقال سفير الولايات المتحدة لدى سوريا روبرت فورد إن غالبية ضحايا الأحداث في سوريا منذ أسابيع هم من المدنيين غير المسلحين، داعيا في الوقت ذاته السلطات السورية إلى السماح بالتظاهرات السلمية.

وأعرب فورد في مقابلة مع "راديو سوا" عن أمله في أن تغير سوريا من أسلوب تعاملها مع الحركة الاحتجاجية مشيرا إلى أنه لا يرى حوارا سياسيا جديا في سوريا رغم الاحتجاجات الشعبية الحالية.

وحول العلاقة بين سوريا وحزب الله، عبر فورد عن استمرار "قلق" بلاده من العلاقة بين دمشق وحزب الله، وأكد فورد أن "الإدارة الأميركية تطالب بأن توقف سوريا مساعدتها لحزب الله فورا، وأن تعترف بسيادة لبنان على أرضه في إطار علاقات ودية تتسم باحترام كل بلد لسيادة الآخر".