الكاتب : سها مصطفى

بدأ الزحف نحو فلسطين... فلتصمت دعوات الجهاد...

عاش حق العودة....فلتصمتوا ومفكريكم ومنظريكم وعرابيكم من الداخل السوري والخارج من عزمي بشارة الى كل من وضع يده مع معارضة قذرة اختلطت الاوراق عليها بحثا عن موطىء قدم في ساحة الاحتراب على كرسي السلطة..

كل اولئك الذين صرخوا واحتلوا المآذن بشعارات طائفية للحض على الجهاد، بدت اليوم وجوههم صفراء مريضة، جبهة الجولان ليست ساكنة ولم تكن يوما صامتة، لكنهم صمتوا وتقاعسوا كالفئران في جحورهم، فخدمات الجهاد وصبيان بن لادن ليسوا الا زبانية واشنطن الذين فاجئهم الزحف الفلسطيني نحو القدس في ذكرى النكبة فصمتوا عجبا وخذلا.

مصر وثورتها طوقت معبر رفح منعا لأي تظاهر مسبق نحو غزة، الجزيرة استعدت لركوب الموجة وغيرت شعارها بسرعة، فهي من ركبت وتاجرت بدماء حزب الله واللبنانيين في العدوان التموزي، كما تاجرت بدماء الفلسطينين في العدوان على غزة، وكذلك تجارها من معارضين سوريين ومن مفكرين عبريين كعزمي بشارة ..مرة أخرى فلتخرس الجزيرة وليخرس عزمي بشارة وربيبه القرضاوي ابولهب!

هي لحظات فاصلة، لا مواقف رمادية فيها للرهان على فورات ما وليس ثورات كما ظننا أو هيئ أو هيئوا لنا، مرحلة الاصطفاف المذهبي التي ازكاها التمرد المسلح في بعض الشوارع السورية انتهى، لن يزكي اوارها افخاخ التحريض والغام المصطلحات المذهبية من على اثير الجزيرة والعبرية، الحرب لم تعد باردة والاوراق ولعبة عض الاصابع باتت مكشوفة.

الشارع السوري بنخبه ومثقفيه قبل العوام لا يقف على مفترق طرق، الشارع السوري البسيط الذي لا يعرف صف الكلمات وتشفير المصطلحات بدا اصدق ممن يدعون انهم نخبه ومفكريه، سار بعيدا عنهم، بعيدا عن مزاوداتهم البراغماتية القذرة والمتأخرة دهرا وتحليلاتهم التكنواستراتيجية ودعواتهم التقية من بيانات نداء الحليب وغيره من الفوضى الخلاقة، هذا الشارع العريق وقف صفا واحدا أمام منجز ثابت راسخ في تلك الذاكرة السورية العتيقة...الارض والوطن، أمامه طريق واحد نحو القدس والجولان السوري.