مع تصاعد الضغط الدولي على دمشق لوقف حملة القمع ضد المعارضة ، دعا ناشطون سوريون إلى اضراب عام في البلاد اليوم.
في هذه الأثناء أكد الرئيس بشار الأسد أمس، خلال استقباله وفدا من حي الميدان، أن الأزمة في نهايتها، ورأى أن ثمة أخطاء داخلية تراكمت وساهمت في تكوين أرضية للوضع الحالي مما سمح للتحريض الإعلامي بالاستفادة من ذلك، فيما أعلن مصدر عسكري مسؤول عن مقتل رئيس الأمن السياسي في حمص العقيد المهندس محمد علي العبد الله، على أيدي مسلحين فرّوا في اتجاه الأراضي اللبنانية.
وصرح المصدر العسكري أن وحدات الجيش والقوى الأمنية أوقفت في منطقة تلكلخ، وريف درعا ’عددا من المطلوبين الفارين من وجه العدالة ممن روعوا المواطنين وعكروا صفو أمن الوطن كما ضبطت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر’.
وبحسب المصدر بلغت حصيلة مواجهات أمس، ثمانية شهداء وخمسة جرحى في صفوف الجيش والقوى الأمنية بينهم ثلاثة جرحى في ريف درعا كما سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف ’العناصر الإجرامية’.
دولياً، ناقش سفراء البلدان السبعة والعشرين في الاتحاد الاوروبي في بروكسل بعد ظهر أمس، احتمال فرض عقوبات على الاسد وارجأوا اتخاذ قرار في هذا الشأن إلى اجتماع وزاري الاثنين المقبل.
وقال دبلوماسي اوروبي ان ’المناقشات تتقدم’ بهدف توسيع قائمة الذين فرضت عليهم عقوبات، بمن فيهم ’الرئيس الأسد’، لكن ’القرار تم ارجاؤه الى الاجتماع المقبل لوزراء خارجية’ الاتحاد الاوروبي الاثنين في بروكسل.
وقال دبلوماسي اوروبي آخر انهم يحتاجون الى بحث الامر على المستوى الوزاري، مؤكدا ان الموضوع حساس الى درجة لا يمكن ان يحسمه السفراء.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ’سيردان على القمع السياسي في سوريا’ بخطوات جديدة في الايام المقبلة ما لم تغير الحكومة مسلكها.
وقالت اشتون للصحافيين قبل اجتماع مع كلينتون إنها تحدثت مؤخرا إلى وزير الخارجية السوري وليد المعلم لتنقل له رسالة مفادها ان الوقت قد حان لوقف العنف.
وقالت اشتون ’هذا امر ملح للغاية. اذا كانت الحكومة حقا... تريد ان ترى نوعا من التغيير فيجب ان يكون ذلك الآن’. واضافت ’(نحن) الآن في وضع نحتاج فيه لان ندرس جميع الخيارات. لذا اعتقد انه سيكون هناك عدد من الخطوات في الساعات والايام المقبلة وسترونها’.
وقالت كلينتون إنها توافقها في ذلك وإن كلا من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة اللذين فرضا بالفعل عقوبات على عدد من كبارالمسؤولين السوريين باستثناء الرئيس بشار الاسد، يعتزم كلاهما اتخاذ خطوات جديدة. وقالت ’سنتخذ خطوات اضافية في الايام المقبلة’.
وحذر البيت الأبيض الحكومة السورية من أن ’المجال يضيق’ أمامها. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني عندما سئل بشأن ما إذا كانت إدارة الرئيس باراك اوباما تجهز عقوبات إضافية على الحكومة السورية ’نتطلع إلى اتخاذ إجراءات إضافية’. لكنه امتنع عن تحديد إطار زمني وإعطاء تفاصيل بشأن الخطوات التي تجري دراستها.
من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمام البرلمان الفرنسي عن الخطوات الغربية لاتخاذ قرار في مجلس الامن ضد سوريا: ’ما زلنا مهددين بفيتو صيني وروسي لكن يبدو أن غالبية من تسعة أصوات تتجمع ونحن نتحدث الآن ونحن مستمرون في العمل على جمعها’. واضاف ’علينا أولا أن نتجنب الفيتو ثم نجمع تسعة أصوات... نحن نقاتل مع أصدقائنا البريطانيين للوصول إلى نتيجة’