فيما أقرّت وزيرة الخارجية الأميركية بعدم وجود ’شهية’ لدى المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات أكثر ’قسوة’ في سوريا، عادت موجة الاحتجاجات إلى الشوارع السورية بحدة أخف عن الأسابيع الماضية، حيث خرج عدد من المواطنين في عدة مدن للمطالبة بإطلاق الحريات، فيما تضاربت الأنباء بشأن عدد المشاركين في مظاهرات جمعة (الحرية ، آزادي) وأماكن تجمعهم إضافة إلى التضارب في عدد الضحايا الذين سقطوا يوم أمس.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية سانا أن بعض المناطق في عدد من المحافظات شهدت تجمعات بالعشرات والمئات للمواطنين عقب صلاة الجمعة هتف المشاركون فيها للحرية وانفض معظمها بعد وقت قصير.
وتحدثت وكالة أسوشييتد برس عن سقوط 10قتلى على الأقل، سبعة منهم في حمص، فيما نقلت فرانس برس عن ناشطين قولهم، إن 27 متظاهراً قضوا في عدد من المناطق.كذلك قُتل شخص في مدينة الصنمين وآخر في مدينة الحارة الواقعتين في ريف درعا ، وشخص في داريا، في ريف دمشق.
من جهتها نقلت سانا عن مصدر عسكري مسؤول قوله أن ’مجموعات مسلحة استغلت تجمعات للمواطنين في ريف إدلب وأطراف حمص، وأطلقت النار على المدنيين وقوات الشرطة، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى’. ونقلت الوكالة عن المصدر العسكري قوله’إن وحدات الجيش والقوى الأمنية ألقت القبض على خلية إرهابية أمس في منطقة الضمير قرب دمشق وضبطت بحوزتها كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات المعدة لاستهداف منشآت حيوية ومؤسسات رسمية حكومية بحسب ما كشفت عنه الاعترافات الأولية لعناصر الخلية الإرهابية’.
كلينتون: لاشهية لعقوبات أقسى!
وعلى صعيد ردود الفعل الدولية والعقوبات الأميركية على دمشق، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون انه ’لا توجد شهية لفرض عقوبات أقسى على سورياو لا توجد إرادة. لم نر أي نوع من الضغط مثل الذي رأيناه يتراكم من حلفائنا الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي والجامعة العربية وغيرها لفعل الأمر نفسه الذي فعلناه في ليبيا’.
وقالت كلينتون’نحاول أن نكون أذكياء في تقييم كل حالة على حدة’، مشيرة إلى أن الرئيس بشار ’الأسد قال الكثير من الأمور التي لم نسمعها من زعماء آخرين في المنطقة حول نوع التغييرات التي يريد رؤيتها’. وأشارت رداً على سؤال عن الدعم الإيراني لسوريا، إلى أنه صحيح ان إيران تدعمها ’ولكن هناك أيضاً قوى كثيرة أخرى فاعلة هناك تماماً كما هو وضع الكثير من دول المنطقة’. وأضافت ’نعتقد أنه من الأفضل إذا وضّح الشعب السوري بنفسه للأسد بأنه يجب أن يكون هناك تغيير’.
دمشق: خطاب اوباما تحريض على استمرار الأزمة
ورداً على خطاب الرئيس الأميركي باراك اوباما حول الأوضاع الإقليمية في الشرق الأوسط قالت سانا ’لم يأت أوباما بجديد، مؤكدا التزام الولايات المتحدة الراسخ وغير القابل للتزعزع بأمن إسرائيل، ووقوفها ضد أي محاولة لانتقادها في المجتمع الدولي’.
وذكرت الوكالة السورية أن ’خطاب أوباما كان فجاً في انتقائيته، ولم يخف آماله في إمكانية احتواء ما جرى في مصر وتونس والعودة بالبلدين إلى الحظيرة الأميركية’.
مشيرة إلى أن العقوبات الأميركية على الرئيس الأسد ومسؤولين آخرين محاولة أخرى لتمرير مصالح إسرائيلية والتحريض على استمرار الأزمة في سوريا، مؤكدة أن هذه ’العقوبات لم ولن تؤثر على قرار سوريا المستقل، وعلى صمودها أمام المحاولات الأميركية المتكررة للهيمنة على قرارها الوطني وإنجاز الإصلاح الشامل’.
وأكد اوباما أمس، مرة أخرى مواصلة واشنطن لقراءة الأوضاع الإقليمية على ضوء التزامها بأمن إسرائيل، معتبراً إثر لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن أن الأوضاع في سوريا’تشكل مصدر قلق حاداً’ لإسرائيل.
وفيما اعلنت موسكو أن موقفها من الأوضاع في سوريا لم يتغير بعد خطاب اوباما، أعربت فرنسا عن الأمل بأن يوافق الاتحاد الأوروبي الإثنين المقبل على فرض عقوبات ضد الرئيس بشار الأسد.
وبالتزامن مع تزايد الضغوط الأوروبية والأميركية على النظام السوري، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يوكيا امانو، في مقابلة مع وكالة رويترز في بروكسل، إن الوكالة لديها معلومات تشير إلى أن سوريا كانت تبني سرا مفاعلا نوويا عندما أغارت إسرائيل على موقع البناء في دير الزور في العام 2007، لكنها لم تصل بعد إلى قرار نهائي في هذا الشأن.
جيش الاحتلال يعزز دفاعاته على الخط مع سوريا
على صعيد آخر، عزز جيش الاحتلال ’الاسرائيلي’ الجمعة دفاعاته على الخطوط مع سوريا عند هضبة الجولان السوري المحتل خوفا من تظاهرات جديدة مماثلة للتي حدثت يوم إحياء ذكرى النكبة.
ونشر الجيش تعزيزات في قرية مجدل شمس في هضبة الجولان واعلنها ’منطقة عسكرية مغلقة’ ومنع غير المقيمين من دخولها.
وكان جيش الاحتلال قام الخميس بتفكيك ألغام قديمة مزروعة في هضبة الجولان وتركيب اسلاك شائكة بعد دخول متظاهرين أتوا من سوريا الى الهضبة الأحد الماضي.
واشارت مصادر عسكرية اسرائيلية بحسب وكالة الأنباء الفرنسية رفضت الكشف عن هويتها انه تم ازالة الالغام القديمة لتعزيز الحدود، واوضحت ان استبدالها باخرى احدث طرازا لا يزال قيد الدرس.
وفي يوم احياء الذكرى 63 للنكبة في 15 ايار ، تمكن نحو مئة متظاهر أتوا من سوريا من الدخول الى المنطقة التي كان الانتشار العسكري ’الاسرائيلي’ فيها محدودا وعبروا حقول الالغام قبل أن يرحل غالبيتهم بحلول المساء.
وبحسب مسؤولين سوريين ومصادر طبية محلية قتل اربعة من المتظاهرين برصاص الجيش ’الاسرائيلي’.