فيما دخلت العقوبات الأميركية والأوروبية ضد بعض المسؤولين في سوريا حيز التنفيذ، وسعت سويسرا عقوباتها هي الأخرى لتشمل الرئيس بشار الأسد و 10 شخصيات سورية، وذلك فيما ر إطار الضغوط الدولية المتصاعدة لوقف قمع الاحتجاجات التي تشهدها البلاد ،في هذه الأثناء قدر حقوقيون عدد ضحايا المحتجين بنحو 1100 قتيل على الأقل خلال شهرين.

وأعلنت سويسرا أن العقوبات تشمل تجميد الأصول التي تعود للرئيس الأسد فضلا عن حرمانه مع آخرين من أعضاء الحكومة من السفر إلى سويسرا أو العبور من أراضيها، على أن يبدأ ذلك اعتبارا من اليوم الأربعاء.

وكانت دمشق نددت امس بالعقوبات الأميركية والقرارات التي صدرت عن الاتحاد الأوروبي معتبرة أنها تمثل’ تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية ومحاولة لزعزعة أمنها والهيمنة على قرارات ومقدرات شعبها في حاضره ومستقبله’.

وفي لندن، حذّر الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون من استخدام القوة العسكرية إذا لزم الأمر، لحماية الناس من ’الأنظمة الاستبدادية’ في العالم العربي. وكتب أوباما وكاميرون، في مقال مشترك نشرته صحيفة ـ التايمزـ ’لن نقف مكتوفي الأيدي بينما يجري سحق تطلعات الناس بوابل من القنابل وطلقات الرصاص وقذائف الهاون، ونحن نتردّد في استخدام القوة، ولكن نعرف أن لدينا مسؤولية التحرك حين يتعلق الأمر بمصالحنا وقيمنا’.

وتعهد أوباما وكاميرون في مقالهما المشترك بـ’الضغط من أجل نشر الديموقراطية في جميع أنحاء العالم العربي، واللجوء إلى القوة العسكرية، إذا لزم الأمر، ضد الأنظمة التي تقتل شعوبها وتستخدم العنف لتبديد آمال مواطنيها بالحرية’.

الصين ترفض التدخلات الخارجية في سوريا

كلام ردّت عليه الصين، بطريقة غير مباشرة، عبر إعلانها رفض التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية لسوريا. ونقلت وسائل إعلام صينية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية، جيانغ يو، قولها إن ’الصين تعارض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لسوريا، وتتوقع من المجتمع الدولي القيام بدور بنّاء في هذا الخصوص’.

وأضافت أن ’مستقبل سوريا يجب أن يحدده الشعب السوري بنفسه’، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن بكين تتوقع من دمشق أن ’تحل الاختلافات وتحافظ على الاستقرار الوطني من خلال الحوار السياسي الذي هو السبيل الصائب للتعامل بطريقة مناسبة مع الوضع الحالي في الشرق الأوسط’.

سنفعل الممكن لضمان حرية التعبير

في الغضون، أكد الأسد لنظيره الروسي ديميتري ميدفيديف في اتصال هاتفي أمس، عزمه على الاستمرار في محاربة القوى ’المتطرفة والأصولية’ والسماح للمواطنين ’بحرية التعبير’ بحسب بيان للكرملين.

وأعلن الكرملين في بيان له أن ’الرئيس بشار الاسد أعلن أن المسؤولين السوريين يفعلون ويواصلون فعل كل ما بوسعهم للسماح للمواطنين السوريين بحرية التعبير’، وأضاف ’في الوقت نفسه ليس في نية سوريا السماح بتحرك الجماعات المتطرفة والاصولية’، وذلك في اتصال هاتفي جرى أمس بين الرئيسين الروسي والسوري، دعا فيه ميدفيديف الأسد إلى بدء ’حوار واسع مع الرأي العام’.

من ناحية أخرى، التقى الأسد بعدد من أئمة وخطباء مساجد محافظة درعا. وبحسب وكالة الأنباء السورية سانا فقد ’أعرب أئمة وخطباء المساجد عن ارتياحهم للأوضاع الحالية في درعا والخطوات الإصلاحية الجارية في سوريا وآفاقها’.

وفيما تشهد العلاقات السورية التركية نوعاً من الفتور كشفت صحيفة السفير اللبنانية ان ’استمزاجا أرسل للجانب التركي من قبل وزارة الخارجية السورية بتسمية نائب رئيس الوزراء السابق للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري سفيرا لسوريا في أنقرة’، فيما من المتوقع ان تشهد مدينة انطاليا التركية بحسب وكالة فرانس برس مؤتمراً للمعارضة السورية من 31 ايار الحالي ولغاية 2 حزيران المقبل.

مفاعل نووي في دير الزور

إلى ذلك، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود ’احتمال كبير’ بأن يكون موقع دير الزور الذي قصفته طائرات ’اسرائيلية’ في ايلول 2007 مفاعلا نوويا.

وقالت الوكالة في تقرير داخلي ’استنادا الى جميع المعلومات المتوافرة لدى الوكالة وتقييمها الفني لتلك المعلومات، ترى الوكالة احتمالا كبيرا في ان يكون المبنى المدمر في موقع دير الزور مفاعلا نوويا كان ينبغي الاعلان عنه للوكالة’.

وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها الوكالة رسميا تقييما مماثلا منذ بدأت التحقيق في هذا الموضوع في العام 2008. واعتبرت الوكالة الذرية في تقرير من تسع صفحات اتسم بنبرة حادة اكثر من المعتاد وسلم الى الدول الاعضاء في الوكالة، ان مميزات المبنى المدمر ’تمكن مقارنتها بمباني مفاعلات الغرافيت المبردة بالغاز’. وقالت الوكالة ان تركيبة المبنى قبل تدميره ’كانت تجيز تشغيل مفاعل كهذا’. وتابعت ان ترتيب الموقع ’لا يتطابق مع تأكيدات سوريا حيال اهداف هذه البنية