شهدت منطقة جسر الشغور تصعيد جديد بعد أن ارتكبت أمس مجزرة بحق أكثر من 120 من أفراد الأمن والشرطة. ليعلن بعدها وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الشعار أن الدولة ستتعامل بحزم وقوة ووفق القانون ولن يتم السكوت عن أي هجوم مسلح، وفق بيان بثته وكالة الانباء السورية سانا.

وذكرت (سانا) إن ’120 من عناصر الشرطة والأمن استشهدوا برصاص تنظيمات مسلحة في جسر الشغور، هاجمت مراكز أمنية وشرطية ومؤسسات عامة وخاصة، ونصبت كمائن لقوى الأمن والشرطة، وقامت بالتمثيل بجثث عدد من الشهداء وإلقاء بعضها على ضفاف نهر العاصي، إضافة إلى ترويع الأهالي وسكان المنطقة’.

وبحسب المعلومات الأولية كان عناصر الأمن والشرطة في طريقهم إلى جسر الشغور تلبية لنداء استغاثة من مواطنين مدنيين كانوا قد تعرّضوا للترويع من التنظيمات المسلحة وهربوا من منازلهم باتجاه مراكز الشرطة والأمن.

وبحسب بيان الوكالة السورية ’استخدمت التنظيمات المسلحة في هجومها الإرهابي على المركز الأمني الأسلحة المتوسطة والرشاشات والقنابل اليدوية وقذائف الـ’ار بي جي’ واتخذت من الأسطح مراكز لقنص المدنيين وقوات الشرطة والأمن’.

كما سرقت هذه المجموعات خمسة أطنان ديناميت من منطقة سد وادي أبيض بعد أن هاجموا موقع تخزين الديناميت وهدموا جدرانه.

من جهتها نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشط في إدلب القول إن ’إطلاق نار تلاه انفجار سمع في المقر العام للأمن العسكري (في جسر الشغور)، ويبدو انه حصل اثر عملية تمرد’. وأوضح أن الأمور بدأت أمس الأول حين أطلق ’قناصة’ النار على متظاهرين في المدينة ما أدى إلى مقتل عشرة منهم. وعلى الأثر، قام المتظاهرون بالتجمع حول المقر العام للأمن العسكري.

وأضاف ’سمع بعدها إطلاق نار تلاه انفجار داخل’ المقر، لافتاً الى ان ’العديد من سكان المدينة فروا منها’.

أنقرة تدعم التغيير السلمي

في هذه الأثناء، أعاد وزير الخارجية التركي التأكيد على أهمية الإصلاحات في سورية لإنهاء التوترات، موضحاً أن أنقرة تدعم التغيير السياسي في سوريا على أن يكون سليماًَ.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو، في مقابلة مع قناة تركية، إن سوريا هي أهم دولة عربية في عملية السلام. وأضاف ’لها حدود مع لبنان والعراق و’اسرائيل’ والاردن وتركيا. وعلى عكس ليبيا وتونس، فإن هناك تنوعاً طائفياً فيها. ولكن بالنسبة إلينا فإنه يجب ان يكون هناك تغيير سياسي، ولكن يجب ان يكون سلمياً’.

من جهته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجدداً عن قلقه ’إزاء تقارير قتل وتعذيب الأطفال في سوريا’. وقال ’لقد لاحظنا إعلان الحكومة السورية العفو والدعوة للحوار، لكن لسوء الحظ فقد تم تجاوز ذلك من خلال الأحداث الأخيرة’.

تشييع شهداء ذكرى النكسة ومواجهات في مخيم اليرموك

على صعيد آخر، اندلعت أمس مواجهات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بين مجموعة من الشباب وحرس مبنى ’مجمع الخالصة’ التابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة جرى خلالها إطلاق نار وحرق سيارات وإطارات سيارات

وذلك بعد مراسم تشييع جثامين عدد من الشهداء الذين سقطوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي على خط وقف إطلاق النار في الجولان السوري المحتل أول من أمس.

وقالت مصادر فلسطينية رفضت الكشف عن اسمها إن ’مراسم التشييع التي شارك فيها حشد كبير من المشيعين بينهم شباب متحمسون كانت تسير بشكل طبيعي، لكن بعض الشباب الصغار غير المعروفين راحوا يرددون هتافات ضد بعض قادة الفصائل الفلسطينية ويرشقون القيادات الفلسطينية المشاركة في المراسم بالحجارة’.

وأضافت المصادر بحسب صحيفة الوطن السورية: ’تلك المجموعة من الشباب بعد انتهاء مراسم التشييع توجهت إلى مجمع الخالصة التابع للجبهة الشعبية القيادة العامة وراحوا يهتفون ضد أمينها العام أحمد جبريل وحاصروا المجمع وقاموا بإحراق عدد من السيارات المركونة أمامه وأحرقوا الإطارات ما دفع حرس المقر إلى إطلاق النار دفاعاً عن النفس ومن أجل تفريق المجموعة’.

وأدان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أمس العدوان الصارخ الذي شنته ’إسرائيل’ على المدنيين من شباب سوريا وفلسطين، والذي يؤكد حقيقة إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل وحقيقة النزعة العدوانية الإسرائيلية ضد أبناء أمتنا.

ونقلت سانا عن المصدر القول ’نضع ماتقوم به ’اسرائيل’ برسم المجتمع الدولي وبرسم كافة الجهات المنادية بحقوق الانسان وبحرمة الحياة الإنسانية والتي درجت على محاولة تبرير ما تقوم به ’إسرائيل’ من انتهاكات وخروقات على حساب الحقوق العربية المشروعة.

وكان جنود الاحتلال استهدفوا بالرصاص الحي مئات الشبان السوريين والفلسطينيين العزل الذين احتشدوا في ذكرى النكسة أول أمس على مشارف الجولان السوري المحتل ليجددوا تمسكهم بحقهم التاريخي بتحرير الأرض والعودة، ما أدى لاستشهاد 24 منهم بينهم طفل وفتاة وإصابة أكثر من 350 بجروح.