الكاتب : حازم خضر

لا يكفي الإنذار الذي قدمته الشركة المشغلة لقمر نايل سات قناتي صفا ووصال بالإغلاق في حال الاستمرار في التحريض الطائفي . ثمة خطوات قامت بها نايل سات قبل حوالي العامين استهدافا لقناة العالم الإيرانية لأسباب سياسية بحتة تنطلق من سياسة القناة المذكورة بدعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية ورفض التطبيع والهيمنة الأمريكية والتأكيد على التقارب العربي الإيراني. مع العلم أن القناة لم تقم بأي دور تحريضي أو اللعب على الخلافات المذهبية بل على العكس ثمة منهج معروف بدعم منطق وحدة المسلمين والعرب في مواجهة ما يهددهم ما يجعل إلغاء تلك القناة عدوان مباشر على حرية الرأي والتعبير، وتحويل الشركة إلى جزء من سياسات الحكومة المصرية في حينها ضمن ما سمي معسكر المعتدلين بمواجهة المعسكر الأخر المقاوم والممانع.

اليوم تفضح نايل سات سياستها السابقة مع الاكتفاء بموقف هش خجول تجاه قناتين تشكلان مصدر تحريض مكشوف ضد وحدة المسلمين وتقسيمهم مذاهب متناحرة بل والذهاب إلى درجة شحن أبناء البلد الواحد ضد بعضهم كما هي الحال في تحريض السوريين على بعضهم البعض. فالإنذار بعد كل ذلك البث المسموم يصبح بمقام الاستهزاء بعقول المشاهدين وخداعهم بوجود متابعة لما يعرض فيما المطلوب وقد بلغت الأمور تحويل الفضائيات إلى محرض على إلغاء الأخر إلغاء فوري لبث القناتين احتراما لملايين المشاهدين وتأكيدا على ان البث الفضائي له قواعد وأسس لا يجوز تجاوزها مهما كانت الأثمان المدفوعة والغطاء السياسي الذي تتوفر لأي محطة كانت .

نايل سات مطالبة اليوم بوقف فوري لقناتي صفا ووصال احتراما لحرية الرأي والتعبير، والاعتذار لملايين المشاهدين ليس في سورية فقط ،وهم الأكثر تضررا من قناتي التحريض، بل لكل من شاهد الفكر التكفيري الذي تبثه قنوات التحريض ، كما كثير من القنوات الأخرى التي تبث على نايل سات وأقمار أخرى وتنطلق من منظور مذهبي متعصب عفا عليه الزمن.

لا أقل من تلك الخطوات تعيد المصداقية للقمر الفضائي المصري . وإذا كان يستطيع اليوم احتكار البث الفضائي فإن الأعوام المقبلة لن تتيح له تلك الميزة مع خطط دول كثيرة لإطلاق أقمارها الفضائية الخاصة، وبدء مرحلة من التنافس تنطلق من احترام مواثيق البث وحريات المشاهدين.