تستمر وحدات من الجيش السوري في إنجاز عملياتها العسكرية في ريف جسر الشغور الشمالي حتى الحدود التركية، من خلال ملاحقة مجموعات مسلحة ارتكبت جرائم مروعة في مدينة جسر الشغور ومناطق أخرى.

وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) أعلنت الجمعة أن الجيش السوري أكمل انتشاره في القرى المحيطة بجسر الشغور قرب الحدود التركية التي كان دخلها الأسبوع الماضي لطرد ’تنظيمات مسلحة’ منها.

وتناقلت وكالات الأنباء عن نشطاء حقوقيين القول أن ’دبابات تابعة للجيش دخلت قرية الناجية الواقعة قرب الحدود السورية التركية، ترافقت مع شن حملة اعتقالات واسعة في عدد من المدن والبلدات’. فيما ارتفع عدد ضحايا تظاهرات يوم الجمعة إلى 18 قتيلاً، وسقط قتيلان خلال تشييع جنازات الذين قتلوا في بلدة الكسوة قرب دمشق، في حين تراجع عدد اللاجئين إلى تركيا إلى 11716 شخصاً، وذلك إثر عودة عدد منهم إلى سوريا .

وفي هذا السياق، أعلن رئيس الهلال الأحمر السوري عبد الرحمن العطار انه يضمن سلامة اللاجئين السوريين في تركيا إذا قرروا العودة إلى بلادهم.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية السبت عن العطار قوله لصحافيين أتراك في دمشق انه ’باسم الهلال الأحمر نضمن أن الحكومة السورية لن تحاسبهم، وأنهم لن يتعرضوا إلى أي إجراء من قوات الأمن’.وقال ’مع العفو الشامل المعلن لن يتعرضوا إلى الاستجواب’.

سورية للجميع في ظل دولة ديموقراطية مدنية

إلى ذلك، يعقد غداً لقاء تشاوري يضم عدداً من الشخصيات المستقلة في دمشق تحت شعار ’سورية للجميع في ظل دولة ديموقراطية مدنية’ للتشاور حول الوضع الراهن في البلاد وسبل الخروج من الأزمة.

وقال صاحب مبادرة اللقاء التشاوري الكاتب والناشر المعارض لؤي حسين انه ’سيتم عقد لقاء وطني مفتوح ومستقل الاثنين في احد فنادق دمشق للتشاور حول الوضع الراهن في البلاد وكيفية الانتقال إلى دولة ديموقراطية مدنية’، موضحاً أن ’المدعوين لا ينتمون إلى أي حزب أو تكتل حزبي’.

ولفت حسين ’إلى أن الاجتماع العلني حق من حقوقنا. ونحن نطالب به منذ بداية الاحتجاجات للتباحث في الشأن العام’ مضيفاً ’أن الناشطين يجب أن يجتمعوا ليقولوا كلمتهم بما يجرى في البلاد’.

وتابع حسين ’كنا نجتمع كجماعات صغيرة بشكل طبيعي، إلا أن هذا اللقاء هو نتاج الحاجة لتوسيع الاجتماعات الصغيرة التي تجري بشكل غير علني’.

من جهته أشار الكاتب فايز سارة، احد المشاركين في اللقاء، إلى أن ’الفكرة من اللقاء تشخيص الأزمة والانتقال إلى كيفية المساهمة في إيجاد حل للأزمة’. وأضاف سارة انه ’سيتم نقل هذا التصور وطرحه عبر الإعلام ليكون ملكاً للجميع فيتفاعل معه الناس بصورة إيجابية أو سلبية’مشيراً إلى أن ’الهدف ليس إيصالها إلى طرف معين دون آخر’.

بدوره ذكر رئيس ’الرابطة السورية لحقوق الإنسان’ عبد الكريم ريحاوي الذي يشارك في اللقاء ’أن اللقاء لن يكون ناطقاً باسم أي تيار سياسي ولا باسم المحتجين في الشارع’ لافتاً إلى أن ’المشاركين لن يلتقوا مع السلطة لأن لهذا اللقاء شروطاً’.

من جانب آخر، اعتبر معارض سوري أن ’مجرد انعقاد المؤتمر (إذا سمحت السلطات به) هو خطوة إلى الطريق الديموقراطية في سورية’.

وكان الرئيس بشار الأسد دعا في كلمة في جامعة دمشق الاثنين إلى ’حوار وطني’ لإخراج سورية من الأزمة التي تواجهها منذ منتصف شهر آذار الماضي، مؤكداً أن هذا الحوار يمكن أن يفضي إلى دستور جديد