الدماء السورية التي تسيل ودموع الأمهات التي لم تجف بعد هي التي دفعتنا للاجتماع والقيام ب’ وقفة حداد على أرواح شهداء سورية ’. هي بعض الكلمات المكتوبة على لوحة كبيرة وضعت في حديقة الجلاء ليضع مئات المشاركين/ات في الوقفة توقيعهم عليها.
من مدخل الحديقة يبدو جهد اللجنة المنظمة لإتمام الوقفة على أكمل وجه واضح للعيان في محاولة منهم لعدم إخراجها عن هدفها الأساسي، قسم خاص لمرور وتفتيش السيدات وقسم خاص للرجال، الهوية الشخصية ضرورية للتأكد من أن جميع المشاركين من المدنيين، وملصق لقواعد الاشتراك بالوقفة وزع على الجميع، مع التذكير أنها صامته لا يسمح بترديد الشعارات أو رفع الصور، تحت طائلة الاستبعاد من التجمع.
إلا انه كل هذه الإجراءات لم تمنع البعض من التجمع في محيط حديقة الجلاء ومحاولة دخول الحديقة رافعين عدد من الصور والشعارات، إلاّ أن اللجنة المنظمة ورجال الأمن منعوهم من الدخول تنفيذاً لقواعد وشروط المشاركة.
وشارك نحو500 شاب /ـة يوم أمس الأربعاء، في أول وقفة حداد ’مرخصة’، وحده العلم السوري رفرف فوق الرؤوس لمدة ساعتين،ومع انتهاء المدة الزمنية المحددة وقف الجميع دقيقة صمت، خاتمي وقفتهم الأولى بالنشيد العربي السوري.
و قال أحد منظمي الوقفة أكثم الحسنية إن ’هذه الوقفة جاءت لتعبر عن ألم السوريين على الدماء الغالية التي سقطت فداءا لسورية’.
وكان القائمون على وقفة الحداد أكدوا في بيان صحفي وزّع عبر صفحات ’الفيسبوك ’ عقب حصولهم على التصريح الرسمي بإجراء الوقفة أن ’الشهداءَ هم شهداءُ سوريا كلّها وليسوا ملكَ أحد، وإنّ أي نوعٍ من أنواع التقسيم ما هو إلا تقليلٌ من حجمِ ما فعله هؤلاء الأبطال، لذلك ستكون الوقفةُ صامتةً لا تحتوي أيّ شعارٍ أو هتافٍ بل سيتخللها إشعالٌ لشموعٍ وحمل للورود البيضاء ورفعٌ لأعلام الوطن’.
وقالت هدى إحدى المشاركات في الوقفة لقد مررنا بسلام على أرواح شهداء الوطن،’اليوم توحدنا كشباب سوري واعي لنعبر بهذه الوقفة عن تضامننا وألمنا مع أهالي الشهداء’،موضحة لسورية الغد أن أكثر اللحظات التي أثرت بها خلال الساعتين’ ترديد النشيد السوري بصوت واحد من قبل جميع المشاركين’.
إلى ذلك، تردد أن عدد من شباب اللجنة المنظمة تعرضوا لاعتداء من قبل بعض المارين بالقرب من الحديقة، مستغلين غياب عناصر الأمن، متهمين اللجنة ومن قام بالمشاركة في الوقفة بالخيانة،ولم يتسن لسورية الغد التأكد من صحة الخبر .
يذكر أن اللجنة نفسها حاولت أكثر من مرة الحصول على ترخيص لهذه الوقفة وباءت جميع المحاولات بالفشل وكان آخرها الشهر الماضي حين ألغيت الوقفة قبل يوم من موعدها إثر قرار وزارة الداخلية إلغاء الترخيص الممنوح للجنة بحجة ’الخوف من استغلالها من قبل بعض العناصر المندسة ’.