التقى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تيسير خالد أمس قادة الفصائل الفلسطينية في دمشق لمتابعة الحوار في سبيل تطبيق قرارات إعلان القاهرة، خصوصاً في ما يتعلق باجتماع اللجنة الوطنية العليا المخولة بالبحث في أسس إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.

وحول الهدف من زيارته والقضايا التي سيثيرها في اجتماعه مع الفصائل والقوى الفلسطينية، قال تيسير خالد ل”الخليج” إن هذه الزيارة تندرج في إطار الجهود المبذولة لتطبيق ما تم الاتفاق عليه في إعلان القاهرة، وتأتي استكمالاً للحوارات التي أجراها مع الفصائل والقوى الفلسطينية رئيس اللجنة التنفيذية ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وجولة الحوار التي عقدتها الفصائل والقوى الفلسطينية بحضور سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني وسمير غوشة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وأضاف خالد بأن إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية قضية وطنية راهنة لا تحتمل التأجيل، حتى يستطيع الشعب الفلسطيني وقواه المنظمة مواجهة استحقاقات خطة الانسحاب الأحادي الجانب من غزة.

وحذر تيسير خالد من أن بقاء الواقع الفلسطيني الراهن على ما هو عليه من تشرذم وتشتت وغياب لبرنامج موحد، يحمل مخاطر كبيرة على القضية الوطنية الفلسطينية، إذ يريد شارون أن يحول انسحابه من غزة إلى غطاء لفرض الواقع الاستيطاني في الضفة الفلسطينية، وتمرير مخطط جدران الضم والفصل العنصرية التي تسرق أكثر من 58% من أراضي الضفة الفلسطينية وتهويد القدس، لذلك يجب الإسراع في تنفيذ قرارات إعلان القاهرة التي توفر أرضية لبناء استراتيجية فلسطينية موحدة انطلاقاً من برنامج القاسم الوطني الفلسطيني المشترك”.

وحول الانسحاب “الإسرائيلي” المرتقب من غزة قال خالد “إن الانسحاب “الإسرائيلي” من غزة هو أحد ثمار الانتفاضة الفلسطينية والمقاومة الباسلة ضد الاحتلال، التي قدم فيها الشعب الفلسطيني تضحيات كبيرة، وسقوط للإيديولوجية الاستيطانية الاحتلالية “الإسرائيلية”، وبأن الجهود الفلسطينية يجب أن تنصب على تحقيق أعلى درجات من الوحدة الوطنية حتى تفوت الفرصة على الأهداف التي ثبتتها حكومة “إسرائيل” من وراء مشروع الانفصال من جانب واحد، ومن أجل نزع فتيل الألغام التي ستخلفها سياسة “إسرائيل” وقوات الاحتلال، كألغام الأمن ودفع الأوضاع نحو فتنة داخلية على حساب المشروع الوطني، وألغام البطالة والفقر وتدهور مستويات المعيشة، ومصير الأراضي التي قامت عليها المستعمرات، ومن اجل أن يتفرغ الجميع لمشروع التنمية والبناء في قطاع غزة ولمقاومة الأطماع العدوانية التوسعية في الضفة الغربية ومقاومة جدران الضم والفصل العنصرية، وتوسيع المستعمرات، وتهويد القدس، وتجزئة الحقوق الوطنية الفلسطينية، وشطب حقوق اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشتات.

وقال تيسير خالد إنه لا يمكن أن يمر أي حل من دون القدس، ومن دون تفكيك كامل المستعمرات في الضفة الفلسطينية ورحيل كل المستوطنين، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وبالسيادة الكاملة على أرضه، وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم كما نص على ذلك القرار الدولي ،194 مشيراً إلى أن كل هذا يتطلب استراتيجية فلسطينية موحدة يتم من خلالها إعادة بناء العملية السياسية والتفاوضية على أساس قرارات الشرعية الدولية التي تكفل حقوق شعبنا في دولة مستقلة عاصمتها القدس، وتقرير المصير، وعودة اللاجئين إلى ديارهم، وهذا يتطلب أيضاً قيام حكومة ائتلاف وطني للسلطة الفلسطينية تطبيقاً لمبدأ “شركاء في الدم شركاء في القرار” حتى يتحمل الجميع مسؤولياتهم الوطنية، وعلى أن تكون هذه الخطوة من سياق إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية كما نصت على ذلك قرارات إعلان القاهرة.

مصادر
الخليج (الإمارات العربية المتحدة)