كشفت مصادر أمنية عليا في اسرائيل انه حسب التقديرات المتوفرة لدى جهاز المخابرات العامة (الشاباك) فان ما لا يقل عن 300 يميني يهودي متطرف جاهزون لتنفيذ عمليات ارهاب ضد الفلسطينيين شبيهة بالعملية التي نفذت في مدينة شفاعمرو داخل مناطق 1948 مساء يوم الخميس الماضي أو عمليات أكبر. وقالت انها اتخذت احتياطات كبرى لحماية المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة في البلدة القديمة من القدس الشرقية المحتلة. وقالت هذه المصادر ان المخابرات تتعقب 60 شخصا من هؤلاء بشكل دائم، لمدة 24 ساعة في اليوم، بينما ترصد تحركات الباقين، وانها في أعقاب عملية الارهاب اليهودية في شفاعمرو أخذت تشدد الرقابة.

وكانت الشرطة والمخابرات قد اعتقلت في اليومين الماضيين 4 مستوطنين متطرفين في مستوطنة تفواح شمال مدينة رام الله، يعتقد انهم كانوا على علاقة مع منفذ عملية شفا عمرو، الارهابي عيدن نتان زادة، وانهم علموا بمخططه وربما كانوا شركاء له في الجريمة، وقد فرضت المحكمة تعتيما اعلاميا تاما على مجرى التحقيق. من جهة ثانية، شارك نحو 20 ألفا من فلسطينيي 48 في تشييع جثمان ضحايا العملية الارهابية في شفا عمرو، ففي البادية جرى تشييع الطالبتين الجامعيتين هزار ودينا تركي، 21 و23 عاما، الى المقبرة الاسلامية ثم الرجلين مشيل بحوث، 56 عاما، ونادر حايك 51 عاما، الى المقبرة المسيحية الكاثوليكية. وشارك عدد من المواطنين اليهود سكان المنطقة في الجنازة، واستقبلهم أعالي شفا عمرو بشكل طبيعي، مؤكدين ان الارهابيين لا يمثلون كل اليهود بل هم أعداء لليهود والعرب أنصار السلام.

وقام نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي، شيمعون بيريس، ووزير الداخلية، أوفير بنيس وكلاهما من حزب العمل أمس، بزيارة تعزية الى شفا عمرو. فأعلن بيريس انه سيقترح على الحكومة في جلستها اليوم مصادرة السلاح من أنصار اليمين المتطرف. في ما قال بنيس انه سيقترح فرض الاعتقال الاداري على المتطرفين. وأشاد الوزيران بالموقف المسؤول الذي اتخذه أهالي شفا عمرو وفلسطينيو 48 عموما من العملية الارهابية وادراكهم ان الارهابي اليهودي أراد ان تؤدي عمليته الى تفجير خطة الانسحاب من غزة واجهاضها تماما، فسحبوا البساط من تحت أقدامه وتصرفوا بمنتهى الحكمة ولم ينجرفوا وراء مخططه.

وعلم ان رئيس الوزراء، أرييل شارون، أبدى رغبته في القيام بزيارة مماثلة الى شفا عمرو، الا ان المخابرات ما زالت تتحفظ ازاء ذلك بدعوى الخطر على أمنه الشخصي. وكانت المخابرات قد حاولت منع أي وزير من القيام بزيارة شفا عمرو في هذه الظروف الا ان الوزراء رفضوا الانصياع.

من ناحية أخرى قام والد الارهابي نتان زادة برفع شكوى ضد وزير الدفاع، شاؤول موفاز، بسبب اصداره أمرا يمنع بموجبه دفنه في مقبرة عسكرية. وقال في شكواه ان ابنه قتل في شفا عمرو بأيدي المواطنين العرب هناك وهو يرتدي الزي العسكري، وعليه فان قوانين الجيش تنص على اجراء جنازة عسكرية له ودفنه في مقبرة عسكرية. كما قدم شكوى أخرى ضد الشرطة التي تقاعست، حسب زعمه، ولم تمنع المواطنين العرب من الانتقام من ابنه والفتك به وضربه حتى الموت.

مصادر
الشرق الأوسط (المملكة المتحدة)