رد العماد ميشيل عون على سؤال احد المراسلين لصحيفة لبنانية فيما اذا كان بالامكان الربط بين اقفال الحدود السورية - العراقية و اقفال الحدود السورية - اللبنانية كنوع من الضغط الاميركي على سوريا؟ .. بالقول " لا نريد ان نتخيل كثيرا " ..

ولكنه كان مثل الكثيرين من المسؤولين اللبنانين يحمل سؤالا كبيرا حول قضية الحدود السورية اللبنانية والتي تبررها الاوساط الرسمية ( السورية واللبنانية ) تارة بانها قضية امنية وتارة اخرى بانها لوجوسيتة تتعلق بالمكان والامكانيات ، بينما تذهب بعض التقارير الصحفية في اعتبارها ضغوط سورية جاءت كرد على طرد العمال السوريين من لبنان واساءة معاملتهم ، بينما يميل الكثير من المراقبين الى اعتبارها قضية تجاذبات ذات ابعاد سياسية تتعلق بمستقبل العلاقات السورية اللبنانية.

وايا كانت الاسباب فان احتجاز مئات الشاحنات السورية في الطرف العراقي بالتزامن مع ازمة الشاحنات اللبنانية على الحدود السورية ، حدث جدير بالملاحظة ، وهنا من غير المهم اذا كان هذا الحدث مقصودا او جاء بمحض الصدفة ، واهميته تنبع من كونه يذكرنا بالضغوط التي يمكن ان تاتينا عبر حدودنا الشرقية هذه المرة ، وخاصة في ظل المعلومات التي تسربت بأن عملية عرقلة مرور الشاحنات كانت باوامر اميركية.

تبدو الرسالة واضحة .. بات في المنطقة قوى تستطيع التأثير على اقتصادنا وتسبب لنا الخسائر دون اللجوء الى العمل العسكري ؟

والمثير في تصريحات مسؤولي الجمارك على الطرف السوري بحسب ما نقلت الصحف ، وصفهم لتبريرات الجانب العراقي حول قضية عرقلة الشاحنات السورية من المرور عبر الحدود بانها لدواعي امنية بانها " حجج واهية " ، وهي قد تكون كذلك ولكن يمكن استخدامها بسهولة في مفردات الحرب " الباردة " التي تدور اليوم في المنطقة.

و يبقى السؤال ، حول الآلية التي يمكن ان تنتقل فيها الضغوط من الحدود السورية - اللبنانية ، الى الحدود السورية – الاميركية ( العراقية ). السؤال الذي ينقلنا مباشرة لتفحص الاوراق التي بقيت في حوزة السياسة السورية وفرص استخدامها في هذه اللعبة التي تزداد خطورة يوما بعد يوم.

ويبقى في قراءة الواقع الحالي حقيقة واضحة تتمثل في نجاح تحالف مجموعة من القوة الاقليمية والخارجية في اقصاء سورية عن موقع اللاعب الرئيسي في المنطقة ، والاستمرار في ممارسة الضغوط عليها بهدف تحريك الامور باتجاه المخططات المرسومة ، هذه المخططات التي لا شك انها تحقق في جزء كبير منها المصالح الاسرائيلية.

ليكون الحراك على محور محادثات السلام السوري الاسرائيلي وتمكين الطرف الاسرائيلي من تحقيق افضل المكاسب ، هو الحراك المرغوب فيه من خلال استثمار الظروف الراهنة والضغوط المطبقة على سورية.

وفي هذه الحالة وفي حال تحرك سورية في اتجاه استئناف محادثات السلام ، التحرك الذي بات يحقق اليوم مصالحها الوطنية اكثر من اي وقت مضى ، لن تكون هناك اية قضايا اخرى ذات اهمية ، بما فيها قضية النفوذ السوري في لبنان او بشكل عام العلاقات السورية اللبنانية وهنا يجب الانتباه بأن هذه القضية ليست ضمن الاهداف النهائية الموضوعة في المخططات المرسومة للمنطقة ، بل هي مجرد ورقة تستخدم لتحقيق المكاسب في اللعبة الحقيقية ، ومن هنا يجب على الساسة اللبنانيين ان يحسبوا خطواتهم جيدا في هذه المرحلة بما يخدم مصالحهم المستقبلية

مصادر
سيريا نيوز (سوريا)