في سياق التأمل وتقليب جملة انطون سعادة الشهيرة ( المجتمع معرفة والمعرفة قوة )، تبدو لي فجوة واسعة بين المعلومات كمعطيات عن الواقع، وبين المعرفة التي تعني تحويل هذه المعلومات الى فعل، لأن وجود المعلومات والاطلاع عليها فقط وربما تأكيد صحتها بالموافقة وهز الرؤوس هو عبارة عن (جهالة لا تضر)، ولكن تراكم الجهالة التي لا تضر يتحول مع الزمن الى معرفة اي ممارسة الجهالة ذاتها، فاجترار المعلومات حول المجتمع بفعاليته الاقتصادية السياسية الثقافية، يحولها الى نق وشكوى ،ثم الا تبرم واحتجاج، ثم الى يأس، ومع اليأس يبدو الفساد قانونا، والعنف رؤية، والعطالة توفير للطاقة، الابداع الى علاك يعطل الاولويات الملحة، والخطأ الى حل وحيد متراكم.

الطامة الكبرى ان المعلومات متوفرة ويلهج بها الجميع والخطأ بين والصواب بين، والمقارنة قائمة على قدم وساق الى حدود الملل، ونجاحات المجتمعات الاخرى القديمة منها والمستحدثة تقلع العين وتثير الغيرة والحسد ....

فلماذا نحن هكذا ؟؟؟

اوليس سؤالا يثير الريبة في مكوناتنا ... ننظر الى تجارب الامم والشعوب ونعرف كافة المعلومات حول التطور والانتقال من الفقر الى الغنى ومن العطالة الى الحركة والبناء، وعندنا معلومات عن الفارق بين الدولة والحكومة، والشعب والمجتمع، والمواطن وابن القبيلة، والعلم والشعوذة ،وكل ضرورات الحياة المعاصرة وفوقها عبر النجاحات المذكورة انفا، ومع هذا كله لا نخرج من (حيط فتنا فيه) حتى ( نفوت بقزاز ) بحركة بندولية تكره حتى ذاتها ... ونأبى عن تحويل المعلومات الى معرفة، وعندما تلح الحاجة الى ذلك نختلق الاعذار والذرائع كي نبعد هذا الكأس عن فمنا ..... فيار الى متى هذه الحال ؟ الم تعد واضحة ان نعرف او لا نعرف هي تماما نكون اولا نكون ؟؟؟؟؟؟ مين سائل !!!!!!