تلقت السلطات الهولندية من الخارجية السورية ردا على طلب سبق أن تقدمت به الجهات القضائية في لاهاي للاستفسار عن صحة ما أوردته تقارير إعلامية في وقت ما بشأن احتمال وجود شخص سوري بأحد سجون دمشق يدعى رضوان، تعتبره سلطات التحقيق الهولندية الزعيم الروحي لتنظيم «خلية العاصمة» الذي تصفه بأنه منظمة اجرامية ذو صبغة ارهابية. وقال المتحدث باسم النيابة العامة الهولندية ان سلطات التحقيق تلقت من الخارجية السورية ما يفيد بأنه لا توجد أية ادلة تثبت عودة رضوان الى سورية بعد مغادرته هولندا قبل ساعات من حادث مقتل المخرج الهولندي ثيو فان غوخ في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ونفت السلطات السورية الانباء التي ترددت حول احتمال ان يكون رضوان موجودا رهن الاعتقال في احد سجون دمشق. وجاء الطلب من جانب سلطات التحقيق الهولندية في اطار عملية بحث وتحقيق بشأن ما يعرف باسم تنظيم «خلية العاصمة» الذي يضم حوالي 15 شخصا من الأصوليين الإسلاميين. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أمس ان النيابة العامة الهولندية بصدد تقليص قائمة الاتهامات التي اعدتها ضد 13 شخصا من اعضاء التنظيم وان التقليص لن يشمل شخصين هما جاسون وشقيقه اسماعيل (اقل من 20 عاما) القت الشرطة الهولندية القبض عليهما بعد اسبوع من مقتل فان غوخ وهما يختبئان بأحد المنازل في لاهاي ،وتصر سلطات التحقيق على توجيه اتهامات اليهما تتعلق بالشروع في قتل عناصر الأمن بإلقاء قنابل يدوية عليهم اثناء محاولة مداهمة المنزل والقبض على الشقيقين. وذكرت مصادر اعلامية هولندية ان الاتهامات التي اعدتها النيابة العامة ضد عناصر التنظيم وتتضمن اعتباره تنظيما ارهابيا تجد صع وبة في توفير الادلة التي تثبت ذلك، وان هناك اتجاها باعتباره تنظيما اجراميا ذا صبغة ارهابية، وهو الامر الذي يمكن ان يكون له تأثير في تحديد نوعية العقوبة المتوقعة ضد اعضاء التنظيم الذين يواجهون اتهامات اخرى بشأن تهديدات بالقتل لعضوين في البرلمان الهولندي وهما هيرسي علي الصومالية الاصل والنائب اليميني المتشدد خيرت ويلدرز بالاضافة الى تهديدات مماثلة الى عمدة امستردام ونائبه المغربي احمد ابو طالب. كما ينوي الادعاء العام التراجع عن المطالبة بتوقيع عقوبات بالحبس ضد المغربي الأصل محمد بويري الذي سبق ان صدر ضده حكم بالسجن مدى الحياة في قضية فان غوخ، وهو الحكم الاول من نوعه في تاريخ القضاء الهولندي في مثل هذه الجرائم، وان النيابة العامة تتجه نحو الاكتفاء بالحكم السابق وعدم الإصرار على اعتبار بويري احد ابرز قادة التنظيم.
أرشيف |
