دمشق أنشأت "وحدات أزمات" لمتابعة العلاقة مع لبنان والتحقيق الدولي

في ختام زيارة خاطفة لم تستغرق سوى ساعتين قام بها الرئيس السوري بشار الاسد امس للقاهرة والتقى خلالها الرئيس المصري حسني مبارك، بدا ان الاسد حصل على دعم عربي عاجل انطلق من العاصمة المصرية، لكنه سيكتمل في العاصمة السعودية الرياض، في مواجهة ضغوط اميركية على دمشق ازدادت قوة في الاسبوعين الاخيرين، كما افادت مصادر مصرية مطلعة بعد المحادثات التي اجراها الرئيس السوري مع مبارك.

وصرح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد بان مبارك اكد للاسد رفض القاهرة "عزل سوريا"، موضحا ان مصر ابلغت الى العواصم العالمية المعنية ان زعزعة استقرار سوريا ستكون لها تأثيرات سلبية كبيرة على استقرار المنطقة، وكرر اكثر من مرة ان المنطقة "مليئة ببؤر التوتر وليست في حاجة الى المزيد"، في اشارة ضمنية الى الاوضاع الصعبة التي تواجهها الولايات المتحدة في العراق.

لكنه قال ان مبارك "شجع" الاسد على "مواصلة التعاون الكامل مع لجنة التحقيق الدولية" في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري والتي يرأسها ديتليف ميليس، وامتدح ما ابدته دمشق حتى الآن "من تعاون كامل وبحسن نية" معها.

ودعا الناطق الى عدم استباق نتائج التحقيق الدولي، معتبرا ان من "الخطأ الجسيم التسرع في توجيه اصبع الاتهام الى سوريا". وشدد على انه "ليس من الحكمة اطلاق اي تكهنات"، او توجيه الاتهام الى اي طرف "قبل ان يرفع ميليس تقريره الى الامم المتحدة" في 21 تشرين الأول المقبل.

واشار عواد بطرف خفي الى رغبة مصرية نقلها مبارك بوضوح الى الاسد في تغيير طريقة التعامل مع الاوضاع الداخلية اللبنانية وخصوصا من حيث استمرار دمشق في ابداء مظاهر الارتباط بالرئيس اميل لحود. وقال في هذا الصدد ان "الرئيس مبارك معني باستقرار العلاقة السورية – اللبنانية وباعادة هذه العلاقات الى طبيعتها".

وفيما رفض تأكيد او نفي وجود وساطة مصرية – سعودية لتخفيف الضغوط على سوريا قائلا: "اننا لا نفضل كثيرا الحديث عن وساطات ومبادرات"، اكدت المصادر المطلعة لـ"النهار" ان زيارة الرئيس السوري للقاهرة تمت في ذروة مشاورات واتصالات دارت اخيرا حول محور القاهرة – الرياض – دمشق لانضاج رؤية وخطة تحرك على الصعيد الدولي تستهدف الحيلولة دون انطباق طوق الحصار على النظام السوري.

"وحدات ازمات"

وفي دمشق افادت مصادر رسمية ان القيادة السورية في صدد "تشكيل وحدات أزمات" لمتابعة الكثير من القضايا والملفات التي تخص علاقة سوريا مع بعض الدول.

وكانت تقارير صحافية تحدثت عن تأليف "لجنة سياسية عليا تضم خمسة مسؤولين تعكف على تقويم الجولة الاولى لميليس"، غير ان المصادر اوضحت ان التعبير المناسب هو "وحدة ازمة" لان "مصطلح لجنة يوحي بالآنية"، وهذا غير دقيق، فضلا عن ان "وحدة الازمة ليست متعلقة بتقويم جولة ميليس فقط، بل من مهماتها متابعة الازمة في العلاقة السورية – اللبنانية وتقديم تقرير الى القيادة السياسية العليا والرئيس بشار الاسد".

وعلمت "النهار" ان وحدة الازمة تضم خمسة مسؤولين بينهم مسؤولون امنيون رفعيو المستوى واعضاء في القيادة القطرية لحزب البعث.

ورأت المصادر ان وحدة الازمة هذه "في حال نجاحها ستسمح بتعميم التجربة وتشكيل وحدات ازمات جديدة تخص الموضوع العراقي والعلاقة السورية – الاميركية بحيث نتجه الى مأسسة ادارة الازمة".

مصادر
النهار (لبنان)