تباين روسي ــ فرنسي حيال سورية وتقرير ميليس

برز تمايز واضح في موقفي فرنسا وروسيا أمس حيال الوضع في لبنان وسورية الذي استحوذ على اهتمام وزيري الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي والروسي سرغي لافروف حيث خصصا محادثاتهما ليل أمس الأول للوضع في لبنان قبيل صدور تقرير لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري. وجاء ذلك قبل أيام من إجراء الرئيس الفرنسي جاك شيراك ودوست بلازي مشاورات معمقة يوم الجمعة المقبل مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في باريس.

وعلمت "صدى البلد" من مصادر موثوقة بأن موسكو رفضت أمرين: "الأول: محاولة اللعب بورقة تغيير النظام السوري الحالي. والثاني: معارضة فرض عقوبات على سورية في مجلس الأمن"، أو الاستمرار في التضييق على دمشق. وأكدت موسكو على ان أزمة لبنان "لا يمكن حلها بطريقة منفصلة" عن مشاكل المنطقة.

وبعد سلسلة من الاجتماعات عقدها "مجلس التعاون الفرنسي ـــ الروسي حول المسائل الأمنية" في دورته الخامسة عقد وزراء خارجية ودفاع البلدين مؤتمراً صحافياً في مبنى وزارة الخارجية الفرنسية.

وقال دوست بلازي في بيان مكتوب: "بحثنا في المسائل الأمنية الأوروبية ومحاربة الإرهاب والملف النووي الإيراني حيث أكدنا أهمية وحدة الموقف منه ومواصلة التعاون الوثيق في الأسابيع المقبلة من خلال مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة. واستعرضنا الأزمات الاقليمية وخصوصاً ليل أمس حيث تناولنا الموضوع اللبناني. وفي المرحلة الحالية الدقيقة جداً يجب ان تدعم الأسرة الدولية الحكومة اللبنانية وان لروسيا دوراً لا يمكن الاستغناء عنه لنجاح جهودنا. وأجرينا مباحثات معمقة حول هذا الملف ليل أمس وأشكر السيد لافروف".

وقال دوست بلازي رداً على سؤال: "نحن متفقون على إحقاق العدالة في قضية اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري. الموضوع ليس تسييس تقرير السيد ميليس ولا استباق النتائج. وما نريده ان تأخذ العدالة مجراها بترفع وصفاء، ونولي ثقتنا الكاملة بالسيد ميليس والتنفيذ الكامل للقرار 1595".

وقال الوزير سرغي لافروف من جهته: "علينا ان نقدم الدعم والمساندة للسلطة اللبنانية من أجل البحث عن الحقيقة، وأعتقد ان التحقيق النهائي سيقوم به اللبنانيون، ولجنة التحقيق برئاسة ميليس مدعوة لتقديم العون لهم. إذاً نحن في انتظار تقرير السيد ميليس بعد نحو 10 أيام".

وسئل لافروف: هل تعارض روسيا ممارسة ضغوط على سورية أو عزلها دولياً فيما تبعث فرنسا برسائل عدة الى دمشق لعدم زعزعة استقرار لبنان؟ فأجاب: "نحن مهتمون جداً باستقرار هذه المنطقة القريبة من الحدود الروسية. ومشاكل هذه المنطقة لا يمكن حلها بطريقة منفصلة بين اسرائيل وسورية وبين سورية ولبنان وبالتالي فهي مكونات لا يمكن فصلها عن بعضها البعض".

وأضاف لافروف: "سلوك دمشق كان إيجابياً منذ صدور القرار 1559 حيث قامت بأعمال بناءة في لبنان لتنفيذ هذا القرار، ومن ضمنها الإجراءات من أجل ضمان حسن سير الانتخابات (التشريعية). نعتقد ان سورية كان بإمكانها ان تتدخل ولم تفعل. ونلاحظ ان سورية قامت بخطوات إيجابية وبناءة في لبنان لمساعدة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والرئيس الفلسطيني محمود عباس لتطوير العلاقات مع الفلسطينيين.

وأرى اتجاهات إيجابية في العلاقات السورية ـــ اللبنانية (...) وأعلم ان البلدين مهتمان بإقامة علاقات صداقة بينهما. لا شك اننا نريد ان نعرف الحقيقة حول المسؤول عن اغتيال الحريري".

وفي دمشق، اعلن السفير الفرنسي في سورية فرانسوا جيرار امس أن بلاده "لا تؤيد فرض عقوبات على سورية".

وقال جيرار في حفل افطار اقامه لرجال دين مسلمين وفاعليات اقتصادية في منزله ان " فرنسا لا تؤيد فرض عقوبات على سورية وتعتبر انه من الخطأ فرض مثل هذه العقوبات".

ونفى السفير الفرنسي في تصريح الى التلفزيون السوري الرسمي بحضور مفتي الجمهورية بدر الدين حسون "ما يشاع عن موقف فرنسي ضد سورية" قائلا: "ان مثل هذا الكلام ينطلق من فرضيات لا صحة لها". واضاف جيرار ان "فرنسا صديقة سورية وبينهما علاقات تعاون قوية".

مصادر
صدى البلد (لبنان)