في ظل هذه المعمعة التي رافقت استشهاد رفيق الحريري، والتي تتحلى بقسط وافر من شح الأسئلة، ووفرة وافرة من الاستنتاجات والاتهامات بل وخراب العلاقات الإنسانية قبل السياسية والاقتصادية، ما يذكرنا بقميص عثمان ( مع ما يكتنف الموضوع من واجب التعزية ورفض الاغتيال والقتل كوسيلة أو غاية وإدانته ) الذي أسدل على الأسئلة ستائر سميكة جاعلا من العقل جمهرة قبلية تطلب الثأر في فوضى قطيعية خلاقة ( بالإذن من الأخت رايس ).

السؤال الأول والذي يتبادر إلى الذهن: من هو رفيق الحريري ؟ وهنا لا نريد الدخول في تحقيق شارلوك هولمزي حول الرجل … ولكن من هو؟ ضمن المقاييس السياسية اللبنانية ؟ كيف أنوجد ؟ وهل وجوده كان طبيعيا ومرضيا عنه في خضم سياسة تتحكم في مفاصلها العائلات السياسية ( العريقة ) وهل قبلت هذه العائلات به أم رفضته أم سايسته ؟ هل قبلت بالمال كمحرك سياسي وحيد حتى لو أتى على مصالحها أو قاربها ؟

السؤال الثاني: الاغتيال السياسي ليس هو ان يقتل الجاني من كره ويبقي على من احب الاغتيال السياسي هو قياس جامد بارد وقاسي محسوب على مخطط الاستفادة من موت المجني عليه.. أي هل قبل الشهيد الحريري ما لم بقبله الحي الحريري ؟، وهنا السؤال ماذا رفض وماذا قبل ؟ وما تردد في قبوله أو رفضه ؟ الذي يستحق إزالته وبهذه الطريقة ؟

السؤال الثالث: ماذا عن الشرق الأوسط الكبير ؟ ماذا عن الفوضى الخلاقة ؟ ماذا عن الانزياح المفاجئ والنهائي في موقف بعض أو جل العائلات السياسية ( العريقة )، ماذا عن أميركا التي قتلت الكثير من الرؤساء باعتراف رجالها، وماذا عن إسرائيل التي تصفي أي شخص تستفيد من موته اكثر من حياته ؟؟؟؟؟؟

لا نريد الدخول في الاستنتاجات والإشاعات والاتهامات القبائلية، ولكن إلا يبدو ان الحريري الشهيد تحول إلى عربة يحمل عليها مخطط ما قد ينتزع منا امتننا ليعيد تشكيلنا على قد المصالح التي لا نلحظها نتيجة الغضب والخوف والتعتيم … والاهم إثارة الجمهرة العشوائية ليصبح التكاره والتحاقد هو وقود المرحلة … وبعدها يعود رفيق الحريري ليكون ابن صيدا العصامي الذي حاول بناء لبنان بأمواله وقلة معرفته بالسياسة اللبنانية من الباطن ؟؟؟؟؟