هتسوفيه - تشهد الحدود الشمالية سخونة من جديد. فبعد أقل من أسبوع على الهجوم الأخير لحزب الله والذي صدّه الجيش الاسرائيلي موقعاً خسائر فادحة في صفوف المهاجمين، يعود هؤلاء الى المنطقة مجدداً ليعيدوا بناء مواقعهم. وهم لا يخفون مهمتهم الفورية "أسر جنود اسرائيليين"، أو بدلاً عن ذلك "مواطنين اسرائيليين"، من أجل زيادة قدرتهم على المساومة مع اسرائيل. وهذا ما حذر منه يوم الأحد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء زئيفي فركش، خلال العرض الذي قدمه أمام الحكومة.

جاء في العرض الذي قدمه رئيس شعبة الاستخبارات أمام الحكومة أنه بحسب كل المؤشرات فإن حزب الله لم يستخلص العبر من فشل هجومه الأخير على المواقع الاسرائيلية، وبحسب كل المؤشرات، يستعد حزب الله الآن لشن هجوم جديد.

يجب على الجيش الاسرائيلي أن يكون مستعداً لصد الهجوم. وقد أشار رئيس شعبة الاستخبارات الى أن المنظمات الارهابية تخطط في المقابل لاختطاف مواطنين اسرائيليين من خارج البلاد أيضاً. وفي هذه الأيام أيضاً، ينشط حزب الله برعاية سوريا، على الرغم من أن دمشق تسعى الى تكوين انطباع تجاه الخارج مفاده أنها تتحفظ عن نشاط المنظمات التخريبية. وحقيقة أن حزب الله يواصل العمل بشكل حر في سوريا يثبت بشكل قاطع أنه لا يوجد أي حظر على نشاطاته.

ليس هنا فقط، بل ان سوريا تهتم بتسليح حزب الله بتنسيق تام مع ايران، ولذلك يجب عدم إعفاء سوريا من المسؤولية المباشرة عن نشاط هذه المنظمة الارهابية، بما في ذلك الخطط التي تبلور للمستقبل. صحيح أن رئيس الحكومة ارييل شارون منشغل الآن في تنظيم حزبه الجديد قبيل الانتخابات، لكن هذا لا يعفيه من واجب تخصيص اهتمام خاص بما يحصل على الحدود الشمالية. وحقيقة أن المسلحين رمموا في غضون أسبوع مواقعهم، بعد أن دمرها الجيش الاسرائيلي خلال الهجوم الأخير، تلزم شارون بتخصيص اهتمام أكبر للمواضيع الأمنية المطروحة على جدول أعمال الدولة.

من واجب رئيس الحكومة الاعتراف بحقيقة أنه رغم كل أهمية الحزب وتنظيمه، إلا أن الاحتياجات الأمنية للدولة يجب أن تحتل المكان الأول في جدول أعماله. نحن واثقون من أن هذا هو رأي شارون، لا سيما في هذه الفترة في أعقاب التقرير الذي سلمه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الى الحكومة حول التوتر على الحدود الشمالية.