دمشق – من شعبان عبود(النهار):

وسط أجواء من الكتمان الشديد، بدأت لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري استجواب خمسة ضباط سوريين في احد مقرات الامم المتحدة في فيينا، فيما رأى الرئيس السوري بشار الاسد ان لجنة التحقيق الدولية يجب ان "تصحح الاخطاء" التي ارتكبتها بعد اعتراف الشاهد السوري هسام هسام بأنه ادلى بشهادة زور.

وافادت مصادر ديبلوماسية ان محققي الامم المتحدة بدأوا في استجواب المسؤولين السوريين الخمسة.

وقال مصدر ديبلوماسي عندما سئل هل بدأ الاستجواب: "هذا هو الواقع".

واوضحت مصادر مطلعة في دمشق ان لجنة التحقيق استجوبت اثنين من الضباط السوريين الخمسة. وقالت: "بدأت عملية الاستجواب وسارت بشكل طبيعي وستستكمل في الايام المقبلة". واضافت ان الضباط الخمسة هم رئيس فرع ريف دمشق العميد رستم غزالي الذي كان يتولى رئاسة جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية التي كانت تنتشر في لبنان ومساعده العميد جامع جامع والخبير في الاتصالات واجهزة الكومبيوتر العميد ظافر يوسف والعقيدان من فرع فلسطين عبد الكريم عباس وسميح القشعمي. ونفت ان يكون العميد محمد خلوف من الذين سافروا الى فيينا.

وتوقع ديبلوماسيون ان يستمر الاستجواب حتى غد.

واشار بعضهم الى ان رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي الالماني ديتليف ميليس يمكن ان يطلب توقيف عدد من الخمسة بعد عودتهم الى سوريا.

الاسد

وسألت القناة الثالثة في التلفزيون الفرنسي الاسد في مقابلة اجراها معه الصحافي كريستيان مالارد ووزعت نصها الوكالة العربية السورية للانباء "سانا"، عما تنتظره سوريا من استجواب فيينا ومن التقرير الذي سيرفعه ميليس الى مجلس الامن في 15 كانون الاول الجاري، فأجاب: "من الطبيعي ان ننتظر ان يكون الاستجواب احترافيا يبحث عن اسباب الجريمة. ولكن، كما تعلم، الاستجواب هو جزء من عملية التحقيق بشكل عام، والتي كنا ننتظر منها الكثير، ولدينا عليها الكثير من الملاحظات، ننتظر ان تبدأ مراجعة الاخطاء التي حصلت. كما تعلمون منذ بداية التحقيق ظهر خمسة شهود يقدمون معلومات مزورة، اخيرا كان هناك شاهد سوري اعترف بأنه اجبر على الادلاء بشهادات تدعم وجهة نظر واحدة في هذا التحقيق، هذا يجعلنا نشعر بالقلق من سير هذا التحقيق، وبالتالي ما نتوقعه اولا ان يكون هذا الاستجواب احترافيا وان يراجع في الوقت نفسه وان تراجع لجنة التحقيق الاخطاء التي حصلت في الماضي لكي نصل الى تقرير عادل، تقرير موضوعي، تقرير يؤدي فعلا الى الكشف عن اسباب هذه الجريمة التي ذهب ضحيتها الرئيس الحريري".

وسئل: إذاً، بالمجمل، انتم تنتظرون ان تنزع التهمة عن سوريا في هذا الاستجواب؟

اجاب: بالنسبة الينا، نحن واثقون من نزع هذه التهمة، لا يوجد اي دليل على ان سوريا متورطة، لا دليل جرميا وليست هناك مصلحة لسوريا، وليس لسوريا تاريخ مشابه في هذه الاعمال. بالعكس، نحن لنا مصلحة بأن يصل التحقيق الى هذه الحقيقة، لأن هذه الحقيقة، من وجهة نظرنا، هي براءة سوريا بشكل كامل. لا يوجد لدينا اي شك في هذه النقطة، لذلك نتحدث عن ان التحقيق يجب ان يكون عادلا واحترافيا".

وما هو شعوركم اليوم؟ هل تشعرون بأن هناك مواجهة بين سوريا والامم المتحدة والمجتمع الدولي؟ ام هل تعتقدون ان هناك اليوم امكانا ما لتسوية ما. وما هو في نظركم هذا الامكان للتسوية؟

اجاب: "لو عدت الى تاريخ العلاقة السورية مع الامم المتحدة، فسترى انها علاقة تعاون مستمر دائما. نحن ندعم قرارات الامم المتحدة ونعتقد ان كل العالم له مصلحة في امم متحدة مستقرة وفاعلة. عندما نتحدث عن تسوية، فهذا يعني ان هناك خلافا على شيء ما وعلينا ان نجدحلا وسطا. لو عدنا الى ميثاق الامم المتحدة والى قرارات الامم المتحدة بشكل عام، فسنرى ان سوريا لها مصلحة في تطبيق هذه المواثيق وتطبيق القانون الدولي بشكل عام. المشكلة الان ليست خلافا بين سوريا والامم المتحدةـ بل المشكلة الان ان هذه الامم المتحدة، وتحديدا مجلس الامن، اصبح عبارة عن اداة تطبق ما يريده بعض السياسيين القلة في هذا العالم عندما يختلفون مع دول ما، ليس بالضرورة ان يطبقوه لمصالح بلدانهم. أنا اعتقد أنهم يستخدمون مجلس الامن ضد مصلحة بلدانهم وضد مصالحنا. فاذاً، الحل كي لا نقول تسوية، هو حل واضح تماماً بالعودة الى ميثاق الامم المتحدة. اذا طبقنا ميثاق الامم المتحدة، ستكون سوريا مستفيدة بشكل مباشر ولا داعي للتسويات. الحل بسيط جدا".

وهل يمكن ان نقول، سيدي الرئيس، انكم في كل الاحوال، انتم سيادتكم، وماهر الاسد، وصهركم، مستهدفون من القاضي ميليس؟ هل يمكن ان نقول ذلك؟

أجاب: "الحقيقة لا توجد لدي أي معطيات في هذا الاتجاه، ولكن نحن دائما نقول ان القضية ليست قضية اسماء، القضية ما هو الاساس القانوني الذي نعمل عليه؟ الى ماذا تستند لجنة التحقيق؟ ما هي الضوابط؟ كأي تحقيق يحصل في أي نظام قضائي في العالم، اذا أتيت بقاض جيد وأعطيته نظاما قضائيا سيئا، فلن تكون النتيجة جيدة، هذه هي المشكلة وليست الاسماء، ولم نتحدث بالاسماء في سوريا مع أي جهة أبدا".

انتم تؤكدون انكم ضحية مؤامرة دولية تحاك ضدكم من الولايات المتحدة ومن بعض حلفائها. هل تلمحون الى فرنسا والى الرئيس جاك شيراك الذي يحقد عليكم في هذه المؤامرة؟ أجاب: "أريد ان أتحدث عن الوقائع كي لا أتحدث بالعناوين العامة. القرار 1559 الذي صدر في ايلول 2004، قرار يتحدث عن أشياء، عن قضايا داخلية لبنانية، وعن قضايا سورية لبنانية ترتبط بالعلاقات المشتركة، او بشكل أدق بوجود الجيش السوري في لبنان في ذلك الوقت. صدر هذا القرار من دون طلب لا من سوريا ولا من لبنان. القرار الاخير المتعلق بالتحقيق، يتحدث عن او يصدر بناء على تقرير، تقول اللجنة انه لم يكتمل ويفرض على سوريا عقوبات او يهدد بعقوبات، بحسب الفصل السابع الذي يستخدم فقط عندما يكون هناك تهديد للأمن الدولي. القرار الاول والقرار الثاني شاركت فيهما فرنسا واميركا. ان لم نسمّ هذا مؤامرة، هل نسميه عملا خيريا على سبيل المثال؟ لا تهم التسمية، هذه هي الوقائع ونسميها ما شئنا، ولكن الان هناك مشاركة فرنسية في قرارات من هذا النوع لا تخدم الاستقرار في المنطقة".

وعندما يقول الرئيس الفرنسي جاك شيراك، وأنا هنا أنقل حرفيا ما قاله: "في حال اصرار الرئيس السوري على عدم الانصات وعدم فهم ما يجري، فعلينا ان ننتقل الى مرحلة العقوبات". ما ردكم على هذا الكلام؟ أجاب: "كما تلاحظ، نحن لم نرد سابقا على هذا الكلام ولن أرد الآن لأسباب لها علاقة بالأدبيات، وفي الوقت نفسه لحرصي على العلاقات السورية – الفرنسية. ولكن هناك بعض النقاط أستطيع ان أذكرها الان. عندما ينصت رئيس، ينصت اولا الى شعبه قبل ان ينصت الى آخرين، ومن ثم ينصت الى اصدقائه المخلصين والى شركائه السياسيين. ثانيا، ربما لا نفهم اشياء كثيرة، وفي مقدمها لا نفهم كيف تضع فرنسا كل ثقلها للتحقيق في مقتل الرئيس الحريري، ونحن نفهم هذا الشيء وندعمه، ولكن في الوقت نفسه لا تتحدث بكلمة واحدة عن اغتيال الرئيس عرفات الذي اغتيل في الاراضي الفلسطينية ومات في مشفى فرنسي، والامور تمر من دون ان نعرف اي شيء عنها. لماذا هذا المعيار المزدوج؟ لماذا ازدواجية المعايير؟ انها ليست من سمات السياسات الفرنسية، وأحد الاشياء التي لا نفهمها ولا نعرفها، هل سيأتينا جواب قريباً؟".

وقيل له: انتم تلمحون الى تسميم الرئيس ياسر عرفات ولكن ليس الفرنسيون هم الذين قتلوا ياسر عرفات. قال: "طبعاً، وليسوا هم من قتلوا الرئيس الحريري ايضاً، لكن الرئيس الحريري مات في اراض لبنانية، اما الرئيس عرفات فمات في الاراضي الفرنسية. هذا اولاً، ثانياً الرئيس عرفات اعلى موقعاً وتاريخاً من الرئيس الحريري، مع احترامنا للرئيس الحريري، فكان من الطبيعي ان تتحرك فرنسا لاسباب اخلاقية، والعدل هو جزء من دستوركم، ان تتحرك في هذا الاتجاه".

منذ اغتيال الرئيس الحريري الذي كان صديقاً حميماً للرئيس جاك شيراك، لدينا انطباع ان العلاقة بينكم وبين الرئيس شيراك تحكمها طقوس الكراهية، ما الذي في رأيكم، سيدي الرئيس، يمكن ان يعيد العلاقات السورية – الفرنسية، بينكم انتم شخصياً وبين الرئيس جاك شيراك، الى مجاريها والى سابق عهدها؟

اجاب: "اولاً، انا لا اكره الرئيس شيراك، وبالعكس، ربما في الماضي كنت اقدّر هذا الرجل كثيراً لاسباب عديدة، ولكن اريد ان أفصل هذه العلاقة عن العلاقة السورية – الفرنسية. هي ليست واحدة، وخلال هذه الفترة لم تتأثر كثيراً هذه العلاقة، ربما تأثرت نوعاً ما لهذا السبب ولاسباب اخرى لها علاقة بالدور الفرنسي الذي تراجع في منطقة الشرق الاوسط والذي يكاد يغيب احياناً. ولكن ما يعيد هذه العلاقة او يدفعها الى الامام هو، كما اقول دائماً، عندما تكون هذه العلاقة مؤسساتية مبنية على المؤسسات، وليست مبنية على الافراد فقط، وان تكون هذه العلاقة مباشرة بين سوريا وفرنسا، لا تمر عبر طرف ثالث، هذه الاشياء الآن غير متوافرة".

سئل: هل يمكننا ان نقول، او هل تقول لي اليوم ان على الرئيس شيراك وانت شخصياً ان تقررا معاً لكي تتحاورا وتضعا كل المشكلات على الطاولة امامكما؟ اجاب: "نحن حاولنا كثيراً منذ اكثر من عام ونصف عام وربما تقريباً عامين، ان نقوم بهذا الشيء، وطبعاً هذا ضروري جداً ولكننا لم نحصل على اي جواب وحتى هذه اللحظة لا نعرف تماماً ما هي الاسباب الحقيقية التي ادت الى تغيير موقف الرئيس شيراك. كل مرة تأتينا اجوبة عامة وغير مقنعة، فنحن ننتظر جواباً واضحاً. مع ذلك العلاقة بين المؤسسات والحوار بين المؤسسات يساهم في الوصول الى معرفة الاسباب، وهذا ما نسعى اليه اليوم".

وسئل: "اذا كان لكم اليوم رسالة تريدون ان تقولوها للشعب الفرنسي، وليس للرئيس شيراك وليس لكم، ما هي الرسالة التي تريدون ان تنقلوها للشعب الفرنسي انتم شخصياً؟

قال: "الشعب الفرنسي له تاريخ كبير جداً، وتاريخ يتميز عن تاريخ الكثير من الشعوب، حتى في اوروبا نفسها. هذا التاريخ اعطى ثقافة خاصة للفرنسيين، ثقافة منفتحة، هذه الثقافة انعكست على السياسة الفرنسية واعطت دوراً كبيراً لفرنسا في اوروبا وفي العالم وفي منطقة الشرق الاوسط. الرئيس شارل ديغول ايضاً اضاف الى هذا الموقع الفرنسي كثيراً. الحقيقة اليوم هذا الدور يتراجع، كما قلت قبل قليل، هذا الدور احياناً يبدو غير ظاهر، غير موجود، واحياناً يبدو تابعاً لادوار اخرى، وهذا لم يكن موجوداً في تاريخ الدورالفرنسي، وله اسباب كثيرة سياسية، وربما أسباب أخرى بحاجة الى بحث. ولكن في النتيجة، هذا يضر بمصالح الشعب الفرنسي أولاً، ويضر بمصالح أوروبا وبمصالح العالم وبمصالحنا نحن في الشرق الأوسط، ولا تستطيع ان تفصل مصالح أوروبا الآن عن الشرق الأوسط، والدليل هو ما حصل في الماضي، 11 أيلول في نيويورك، تفجيرات مدريد، تفجيرات لندن، ما يحصل في أندونيسيا، ما يحصل في الاراضي الفلسطينية. فاذاً، على الشعب الفرنسي ان يتحرك مجدداً من خلال مؤسساته لاعادة هذا الدور الفرنسي المنفتح على كل الثقافات ورفض محاولات عزل هذه الثقافة الفرنسية التي لم تكن معزولة منذ أكثر من مئتي عام، اي منذ الثورة الفرنسية".

وعن الاتهامات الاميركية بان سوريا لا تضبط حدودها مع العراق، قال الاسد انه على رغم ان قضية ضبط الحدود تماماً بالنسبة الى أي دولة هي قضية نظرية وغير ممكنة، الا ان سوريا تضبط حدودها الى حد كبير. وأضاف: "انهم يقولون انهم يقدرون الارهابيين في العراق بما بين ألف وثلاثة آلاف، وهم يعرفون ان سوريا أوقفت في الماضي من الارهابيين خلال العامين الماضيين حوالي 1600 وهذا يعادل 52 في المئة من العدد الذي يقدرونه". وأكد "ان كل ما يقال عن هذا الموضوع هو هروب الى الامام أو هو سياسة النعامة التي تطمر رأسها في التراب كي لا ترى الحقيقة"، معتبراً ان الخطر أو الخطأ الأساسي الذي يؤدي الى الارهاب في العراق هو الحرب الخاطئة والأداء السياسي الخاطئ في ادارة أمور العراق، من القوى المحتلة، وان اتهام سوريا هدفه القاء اللوم على طرف آخر".

وقيل له أيضاً: "في عالم يزداد فيه التطرف الاسلامي قوة، هل يشكل "الاخوان المسلمون" بالنسبة اليكم تهديداً لسوريا، كما هو الحال في مصر؟ وهل هذا هو السبب الذي دفع جيراناً لكم كالمملكة العربية السعودية ومصر الى ان يتدخلوا لدى الرئيس الاميركي جورج بوش مطالبين اياه بألا يمس بأمن سوريا واستقرارها؟ أجاب: "في أكثر من دولة عربية، هناك اخوان مسلمون، وفي كل دولة لهم قيادات، ولدينا علاقات مع جزء من هؤلاء. مشكلتنا او التهديد الذي يهدد سوريا هو جزء من هؤلاء يؤمن بالعنف والذي قام بأعمال ارهاب في سوريا في السبعينات والثمانينات وأدى الى مقتل الآلاف من السوريين. المشكلة ليست بالتسمية، المشكلة هي في الفكر الذي يحكم تلك المجموعات، اي التطرف، وسواء أكان هذا التطرف تطرفاً إسلامياً أو مسيحياً أو يهودياً أو كان تطرفاً اجتماعياً أو سياسياً، فان كل التطرف يؤدي الى التدمير. لكن أسباب هذا التطرف هي أولاً الفوضى الدولية الموجودة في العالم، الأخطاء السياسية الكبرى التي تقوم بها الدول الكبرى والتي تؤدي الى تزايد الارهاب الذي يُبنى على هذا التطرف. وبالتالي، قضية هل نحن قلقون، وهل مصر أو السعودية قلقة، كلنا قلقون. لو ذهبت الى أي من الدول العربية الآن، ستسمع هذا الكلام نفسه، وهذا القلق نفسه، فاذاً لا بد من حل السبب أو ازالة السبب كي نزيل القلق".

وبعد كل الذي جرى بين سوريا ولبنان، هل هناك، سيدي الرئيس، من مستقبل لاقامة علاقات طيبة وهادئة بين سوريا ولبنان؟ وهل هناك، اذا ما جاز لي القول، فرصة للسلام في الشرق الأوسط والعالم العربي، بينكم وبين اسرائيل؟ أجاب: "طبعاً، بالنسبة الى العلاقة بلبنان، من الطبيعي ان تعود الى سابق عهدها، هذا في حاجة الى توافر بعض الظروف التي لم تتوافر بشكل كامل الآن، وانما بشكل جزئي. ولكن نحن ولبنان مقتنعون بأهمية هذه العلاقة، لانها ترتبط بالتاريخ، ولا نستطيع ان نغير هذا التاريخ. بالنسبة الى موضوع السلام، نحن، أي الدول العربية، قدمنا مبادرة عام 2002 في القمة العربية في بيروت التي تطالب اسرائيل بالتوجه في اتجاه السلام، لكن التوجه في اتجاه السلام في حاجة الى عوامل عدة. العامل الأول، هو رغبة الشعوب. بالنسبة الى الشعوب العربية، لم يتغير موقفها من قضية السلام على رغم هذه الظروف السيئة التي تراها في الشرق الأوسط، وربما في معظم دول أو في معظم مناطق العالم. الشعب الاسرائيلي نعتقد انه ابتعد نوعاً ما عن السلام ربما بسبب قيادته وربما بسبب ظروف سياسية داخلية، الادارة الاميركية، وهي راع أساسي لعملية السلام، غير مهتمة على الاطلاق بعملية السلام، وهذا الكلام سمعناه منهم، من المسؤولين الاميركيين، في أكثر من مناسبة. الدور الأوروبي، وهو دور هام، يجب ان يتبدل. لا يمكن أوروبا ان تلعب في عملية السلام دور المسوق للسياسة الاميركية فقط تجاه عملية السلام، يجب ان يكون هناك دور أوروبي مستقل، ولكن يتوافق مع الدور الاميركي، لا يتناقض معه، بل يتوافق معه، وهذا في حاجة الى حوار أوروبي أميركي غير موجود الآن. لذلك الآن عملية السلام لا نراها قريبة. لنكن واقعيين، فكل يوم نتأخر فيه، سيكون هناك المزيد من الدماء، وكلما كان هناك المزيد من الدماء، يعني هناك المزيد من الحواجز ترتفع، وبالتالي، الثمن سيكون أكبر، فمن الأفضل ان نتحرك بشكل سريع في هذا الاتجاه".

وحذر من ان نزاعاً بين ايران والولايات المتحدة في شأن البرنامج النووي الايراني سيدمر منطقة الشرق الأوسط "وستمتد انعكاساته الى اوروبا والى مناطق بعيدة في العالم".