ايلاف: بهية مارديني

كشفت مصادر اعلامية عن أن ندوة مغلقة عقدت في لندن، قبل نشر "إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي " أبدى فيها ممثلون لتنظيمات إخوانية في عدد من الدول العربية تأييدهم مواقف الإخوان السوريين بشأن التغيير الداخلي في سورية، كما كشفت المصادر عن ان الاخوان وجهوا "رسالة سياسية خاصة" إلى الرئيس السوري بشار الأسد بغية فتح أبواب التعاون.

وقالت نشرة اخبار الشرق التي يصدرها مركز الشرق العربي في لندن ان الإخوان السوريين قدموا ورقة في بداية الندوة الخاصة، تناولت رؤيتهم للأوضاع الراهنة في سورية، بعد مرور خمس سنوات على تسلم الرئيس بشار الأسد السلطة في سورية وتناولت الورقة أيضاً التغييرات والمراجعات التي أجرتها جماعة الإخوان المسلمين في سورية، وعلاقتها مع نظام بشار الأسد.

واعتبرت الورقة أن "بشار الأسد كان عامل كبح لعملية الانفتاح على الداخل وعلى قواه السياسية معاً" واشارت إلى بعض "الحقائق" على الأرض، في ظل حكم الرئيس بشار الأسد، من قبيل "تعمق الصبغة الأمنية التي تصبح الدولة" في سورية، كما تحدثت الورقة عن "استمرار سياسات الاعتقال والتعذيب حتى الموت والتسلط على حياة الناس وخنق الأنشطة العامة مثل اغلاق منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي، إضافة إلى "عزل المجتمع وقواه الحية، والشخصيات النظيفة، تحت ذرائع ومسميات مختلفة، ورفض كل شكل من أشكال الحوار الوطني ".

ولفتت الورقة إلى إصدار الجماعة "ثلاث وثائق أساسية لاقت ترحيباً لافتاً على الساحة الوطنية والإسلامية والنخبوية العربية، ولكنها لم تلق من النظام إلا الإعراض والتشكيك"، في اشارة إلى ميثاق الشرف الوطني ايار( مايو) 2001 والمشروع السياسي لسورية المستقبل كانون الأول( ديسمبر) 2004 والنداء الوطني للإنقاذ نيسان( أبريل) 2005.

ورات الورقة أن الجماعة استطاعت أن "تخترق السوري الحديدي الذي فرضه النظام على سورية"، مشيرة إلى اللقاءات مع "كثير" من القوى والأحزاب والشخصيات "الوطنية المستقلة"، حيث تم إنشاء "أشكال من الحوار .. وأعلنا عن العديد من التوافقات، وتجاوزنا ذلك إلى عقد العديد من التحالفات ما يزال بعضها طي الكتمان" ، ونوهت الورقة الى ان "عملية الاختراق" تمثلت في قراءة كلمة باسم المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية المحامي علي صدر الدين البيانوني، خلال ندوة عقدها منتدى الأتاسي في 7/7/2005، حول الإصلاح ورؤية القوى السورية، بمشاركة ممثلين عن حزب البعث الحاكم في سورية وعلى أثر ذلك، اعتقلت السلطات أعضاء إدارة المنتدى التسعة، ثم أطلقت ثمانية منهم بينما أحالت الكاتب علي العبد الله، الذي قرأ كلمة الإخوان في الندوة، إلى محكمة أمن الدولة بتهمة الترويج لجماعة محظورة وقد أُفرج عنه عشية عيد الأضحى المبارك.

واضافت الورقة أن الإخوان السوريين تجاوزوا الطريقة الدستورية التي تم بها انتقال السلطة في سورية، واعتبروه رئيس الأمر الواقع، وقرروا التعامل معه على هذا الأساس "ولم نحمله الجرائم التي تمت في عهد أبيه، ودعونا إلى فتح صفحة جديدة" وتم التقديم لكل ذلك بميثاق الشرف الوطني الذي صدر قبل أحداث 11 أيلول( سبتمبر )2001 بأكثر من أربعة أشهر وقد تضمن الميثاق "نبذ العنف، ورفض الاستقواء بالأجنبي، والدعوة إلى بناء سورية دولة حديثة تقوم على ما تقوم عليه الدولة الحديثة".

وتحدثت الورقة عن "توجيه الخطاب الإيجابي المباشر إلى بشار الأسد عبر ثلاث قنوات"، الأولى تتمثل في "البيانات والتصريحات والمقالات وكتابات كتاب الجماعة التي تدعو إلى تجاوز الماضي وفتح الباب أمام المصالحة الوطنية" والقناة الثانية تمثلت في "الوساطات العربية والإسلامية المتعددة"، حيث اشترك في هذه "الوساطات" رؤساء وأمراء ورؤساء وحكومات وزعماء و"شخصيات مستقلة"، دون تحديد هوياتهم. وإضافة إلى هاتين القناتين، كشفت الورقة عن توجيه "رسالة سياسية خاصة" إلى الرئيس بشار الأسد، "فتحنا فيها أبواب التعاون، وأعلنا فيها عن رغبتنا في صيانة البلد ورص الجبهة الداخلية، والانطلاق بعيداً عن عقد الماضي إلى المستقبل"، لكن الورقة لم توضح كيف تم توصيل هذه الرسالة إلى الأسد، وما إذا كانت هناك جهة ثالثة تولت نقلها.

وقال مسؤول إخواني أن الرسالة التي وجهت إلى الأسد لم تتضمن أي مطالب "سياسية"، وإنا ركزت على القضايا الإنسانية، مثل قضايا المعتقلين والمفقودين والمنفيين.

واشارت الورقة إلى رفض النظام "التام لكافة المبادرات الإخوانية والوساطات، باستخدام عملية التسويف والمماطلة من جانب النظام، ثم بالإعلان الصريح عن اعتبار الجماعة ووجودها والتعاطي معها خطاً أحمر".