نجيب نصير

بالاعتماد والرجوع إلى مادة الأستاذ غسان الرفاعي (تشرين 11 ـ12 ـ 2005):
دأب الثقافيون منذ أمد على اتهام جائزة نوبل بالانحياز للغرب بل وحتى بالتصهين كلما منحت هذه الجائزة لمبدع ما. صحيح ان هذه الأصوات تخفت أو توارب عندما يكون المكرم نوبليا احد المبدعين المنضوين قسرا أو اختيارا تحت مانشيت القبيلة مسبقة الصنع وقد لا يسلمون من اتهام من هنا واتهام من هناك وحتى الذين اتهموا بأنهم يسعون إليها وهذا حقهم لم يسلموا من عار توصيفها الثقافوي السياسوي، لتبقى نوبل جائزة معرضة للشبه والاشتباه على الرغم من منحها لكتاب مشهورين باليسارية التي تعني هذه الأيام مناصرة الحقيقة والعدالة العالميين، فمنحت لـ خوزيه ساراماغو، وغونتر غراس، وداريو فو، إلا انها ظلت مؤثمة لأسباب قد يجهلها أو يجهل عدالتها أو ظلمها أعضاء اللجنة المانحة لسبب بسيط انهم ينتمون إلى لغة ثقافية أخرى نحن نجهلها تماما. ولكن وفي كل الأحوال منحت هذا العام لكاتب بريطاني مغمور بالنسبة لنا ـ وقبل ان نتسرع ونتهمه بالإمبريالية والصهيونية، تعالوا لنقرأ ما نقله لنا الأستاذ غسان الرفاعي من كلمة هارولد بينتر الملقاة في حفل تقليده الجائزة:

ـ ان الولايات المتحدة لم تكتف بالكذب لتبرير حربها على العراق، بل انها كانت تتبنى كل الديكتاتوريات العسكرية الظالمة في العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

دموية.أعلن لكم ان الولايات المتحدة هي دون أدنى شك أكبر تجسيد للشر والأذى في عالمنا المعاصر، انها.. دموية .. قاسية..، لا تكترث بما تولده أعمالها من مآس وفواجع … حاقدة … وبلا رحمة ولكنها تتمتع بذكاء هائل.

ـ غزو العراق هو قرصنة … نموذج واضح من إرهاب الدولة المعاصر، انها تنكر فاجع لكل القيم والقوانين والمشروعات الدولية، ومن الواجب ان يطالب كل أحرار العالم بمحاكمة ( بوش ) و ( بلير ) أمام محكمة جنائية دولية ….

!!!! هذا ما قاله هارولد بينتر الحاصل على جائزة نوبل للآداب هذا العام، فهل يمكن للجنة وحسب التصنيف والوصف الثقافوي العربي ان تمنح الجائزة لشخص يقول هذا الكلام على منبرها العالمي … إذا كانت تستطيع فالجائزة نظيفة ويحق لأي مبدع الحلم بها والسعي نحوها، وإذا كانت وسخة ومتهافتة فهارولد بنتر يكون قد قلع عيون اللجنة المانحة بإبداعه، وفي الحالين تكون قبيلة الثقافويين القبليين خارج التصنيف والسؤال أو من خارج الموضوع برمته.

ماذا نقول بعد ان سمعنا بعضا مما قاله هارولد بنتر ؟؟ والذي لم يمنعه أحد من قول ما قاله، ولم يحرم أو يستبعد من الجائزة، ولم يتهم بالخيانة ولم يطرد من اتحاد الكتاب وفرح بالجائزة وربما سعى إليها !!! ماذا سنقول عن الجائزة …. لا ريب وأنا اعتقد ما سيقوله اكثر من ثقافوي ( ان هذا الكلام الذي نطق به بينتر ليس عن "الهوى " وإنما بالاتفاق مع بوش وبلير وسلمان رشدي ودوائر السي أي ايه ) ولجنة نوبل التقطت الخيط والرسالة ونفذت المطلوب !!!! أما آن الأوان كي نكون من العالم وفي العالم، ؟ أليست الخصوصية التي تجلب كل هذا العنت خصوصية مدمرة ؟؟؟ ليس من أحد ضدنا لا نوبل ولا غيرها فقط إذا كنا مبدعين …..