الرأي العام ، جانبلات شكاي:

اصر عضو مجلس الشعب السوري المستقل محيي الدين حبوش على موقفه تجاه المطالبة باستجواب وزير الاعلام مهدي دخل الله، مؤكدا ان سورية «تخسر معاركها يوما بعد يوم بسبب الاعلام وليس عبر الجيوش».
واذ رفض دخل الله الرد على انتقادات حبوش، اوضح انه «يقدر حماسته واهتمامه لتطوير الاعلام، ما يؤكد أن مجلس الشعب يتابع مجمل القضايا التي تهم الناس وعلى رأسها الاعلام».
حبوش الذي كان يتحدث لـ «الرأي العام»، انتقد ايضا في شدة رئيس مجلس الشعب محمود الابرش، محملا اياه مسؤولية تأخير استجواب الوزير لما بعد المهلة القانونية، وقال «ان له دورا في تهميش المجلس في الوقت الذي يطالب فيه رئيس الجمهورية بتفعيل مؤسسات الدولة».
واوضح الابرش ان «حبوش سيأخذ دوره في شكل طبيعي في الاستجواب، الا ان ذلك لا يعني ان مجلس الشعب بات ملكا لاي عضو وانما هو ملك للشعب السوري»، معتبرا ان «تصريحات حبوش غير مسؤولة وغير جادة، وانا لا انتظر الشهادة منه».
وطالب حبوش بنشر كلامه في كل الوسائل المتاحة بما فيها الصحافة المحلية، وقال، انه «وحسب النظام الداخلي لمجلس الشعب فإنه وبعد تقدم احد الاعضاء باستجواب احد من السلطة التنفيذية، فإن على هذا ان يحضر خلال خمسة ايام، وانا تقدمت بطلب استجواب وزير الاعلام في جلسة عامة، وسجلت الطلب في الديوان، وفي اليوم التالي قرأ رئيس المجلس طلب الاستجواب من على المنصة، وقد مضى على تاريخ تقديم الاستجواب اكثر من اسبوعين».
واضاف: «يوم (اول من) امس طلبت من رئيس مجلس الشعب توضيح الاسباب التي حالت دون استجواب وزير الاعلام حتى تاريخه، فسأل السيد الابرش وزير الدولة حتى يرد، فقال هذا ان وزير الاعلام مستعد للحضور، لكن انتم في مجلس الشعب لم ترسلوا بطلبه، ولم يدرج استجواب الوزير في جدول اعمال المجلس», وتابع حبوش، وهو عضو مستقل عن مدينة دمشق، «ان الكلام السابق اعتبرته استهتارا من قبل السلطة التنفيذية، ثم بدا واضحا ان رئيس مجلس الشعب هو من قصر في هذا الموضوع، ولا ادري ما هي الغاية التي تقف وراء ذلك».
وعن القضايا التي سيركز عليها خلال استجوابه وزير الاعلام، قال: «لدي عشرة اسئلة معدة للسيد الوزير، وانا ارى ان معاركنا نخسرها يوما بعد يوم بسبب الاعلام وليس عبر الجيوش، وهذا من مفارقات عصرنا», واضاف «ان اعلامنا مغيب بكل طاقاته منذ نحو خمس سنوات، ولا نرى الا وزيرا يأتي ويذهب اخر، والجديد يأتينا بتصريحات ووعود لا يلبث ان ينساها، واما الوزير الاخير فهو لم يبدل ولم يطور، وكل ما قام به هو تبديل بين الطرابيش مع احتفاظه باعوانه«، في اشارة منه الى تعيين فايز صايغ القادم من رئاسة تحرير جريدة الثورة، مديرا عاما للاذاعة والتلفزيون بدلا من معن حيدر».
وفي تعليقه على التصريحات السابقة، قال دخل الله لـ «الرأي العام»، اني «احترم آراء السيد حبوش كما اقدر تماما حماسته واهتمامه لتطوير الاعلام، مما يؤكد أن مجلس الشعب يتابع مجمل هذه القضايا التي تهم جميع الناس وعلى رأسها الاعلام».
وفي ما يتعلق بموعد ذهابه الى مجلس الشعب تلبية لطلب حبوش، ذكر ان «الامر يتعلق بآليات مجلس الشعب ولا علاقة لي به», واكدان «بابي مفتوح لجميع الناس وخصوصا السادة النواب، وكان هناك سوء تفاهم غير مقصود من الطرفين، وانا في كل الاحوال ارحب به في أي مكان يريده».
بدوره، اكد الابرش لـ «الرأي العام»، ان المجلس انما «يمثل سلطة، وهو مؤسسة تعمل وفق نظامها الداخلي والدستور السوري، وتم تطبيق الانظمة بحذافيرها، الامر الذي يعني ان السيد حبوش سيأخذ دوره في شكل طبيعي في الاستجواب، الا ان ذلك لا يعني ان مجلس الشعب بات ملكا لاي عضو وانما هو ملك للشعب السوري».
وقال الابرش: «لا يستطيع أي عضو ان يفرض رأيه على مجلس الشعب بالطريقة التي يراها، واذا كان السيد حبوش يعتقد انه بات مالكا لمجلس الشعب فهو قد اخطأ، لان مجلس الشعب له 250 عضوا، وتخرج قراراته بالاكثرية وبالاريحية الديموقراطية».
وفي ما يتعلق وتقصيره بتفعيل دور المجلس على خلاف توجيهات الرئيس بشار الاسد، اعلن ان تصريحات حبوش «غير مسؤولة وغير جادة، وانا لا انتظر الشهادة منه، وانما القرار يعود للشعب السوري وللسلطة السياسية».
وأثار طلب استجواب دخل الله ردود افعال مختلفة، تراوحت بين تحميل وزارة الاعلام المسؤولية المباشرة عن «تراجع اداء الاعلام الرسمي وهزيمته بالضربة القاضية»، امام الاعلام الخارجي خصوصا منه اللبناني، بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وبين من ذهب الى توصيف المشكلة على انها ليست في وزارة الاعلام وانما في اماكن اخرى مختلفة تتدخل في شكل متواصل في اداء الوزارة والوزير.
وفي زاوية «مجنون يحكي»، وجه موقع «سيريا ـ نيوز» الالكتروني مجموعة اسئلة تحت عنوان «وقائع استجواب وزير الاعلام»، حيث افترض الموقع ان الاستجواب تم، فأورد الاسئلة التي وجهت الى الوزير كما يلي: «هل تملك ان تمنح ترخيصا لصحيفة سياسية يومية، او محطة تلفزيونية، او اذاعة اخبارية؟ هل لديك الصلاحية لـ «تشيل وتحط مدراء» المؤسسات الاعلامية والصحافية؟ هل انت من يصدر فعليا فرمانات توقيف بعض الصحافيين عن العمل؟ هل انت من يملك القرار لتغطية الاحداث الخارجية التي تهم سورية وانت من تحدد من سيغطيها وكيف؟».
ومن الاسئلة الافتراضية الاخرى للموقع: «هل لديك دور في تحديد الخطاب الاعلامي تجاه الاحداث السياسية والمحلية؟ هل انت الذي اوقف قناة الحرة الاميركية؟ هل انت الذي سمح بقناة سما الشام؟ هل انت الذي وقف في وجه مرسوم دمج جريدة الثورة مع البعث (والاصح مع تشرين)؟ وهل انت الذي اغلق صحيفة المبكي (الخاصة)، وهل ربحت دعوى مجلة الاقتصادية»؟
وفي اشارة الى التدخلات الخارجية خصوصا من الاجهزة الامنية تابع الموقع اسئلته: «ما هي الجهات التي لا تتدخل في عمل الوزارة؟ وهل تمر الاوامر والتعليمات من بين يديك او من تحت قدميك؟ هل انت محبط سيدي الوزير؟ وهل لديك رغبة في الاستقالة؟ هل حتى تستطيع ان تجيب؟ واخيرا، ما رأيك في المثل القائل: بالع الموس على الحدين»؟
ومن التعليقات الطريفة التي جاءت على الاسئلة السابقة على الموقع التفاعلي السوري الواسع الانتشار تحت عنوان «حارة كل مين ايدو ايلو»، تيمنا بعبارة كان اطلقها غوار الطوشة في مسلسل «صح النوم»: «اتساءل اذا بدلنا اسم وزير الاعلام باسم رئيس الحكومة، او باسم رئيس مجلس الشعب ألن تكون الاجابات ذاتها»؟ وتساءل صاحب التعليق الذي رفض ان يكتب اسمه: «اذا من هو المسؤول؟ وهل يستطيع وزير الاعلام او رئيس الحكومة وحتى رئيس مجلس الشعب ان يرفعوا من ارتفاع حيطانهم حتى لا يقفز احد على مسؤولياتهم», وختم صاحب بالقول: «يصح القوم انه لم يعد هناك رجال منذ وفاة عنترة».