نضال الخضري

في ذروة الاحتضار أتلمس نفسي، أو أبحث عن الصدى الذي يكتب صوتي فوق قادم يأتي أو تاريخ أريد أن أمحيه من ذاكرتي، لأن الماضي الملوث بالثأر من القبيلة أو برسم الأنثى رمزا لاحتضار الرجول، يخنق القادم من داخلي، فأتجرد من سيرة بني عبس وطاقة الدم التي تختزنها الصحراء .. فلماذا يحاصرنا "القحط" حتى في تفاصيل البحث عن قطرة ماء ... أو في تعابير النشوة المسروقة من وجوهنا ... إناث وذكورا ...

فإذا داعبني العام الراحل اشتقت للقادم، لأن خطوط السنين لا تترك على وجهي أي غرابة ... وربما تخط نوعا من الأسى لأن الزمن يتسرب دون وجل منا ... لكنني مشبعة بالقادم .. ومنسوجة على أرض يعشق كل منا تاريخها على طريقته ... أما طريقتي فهي الغرابة أو الدهشة .. أو ملاحقة وجوه الأطفال وهم يتشوقون نحو المستقبل ويعشقون القفز على البراءة التي تحملهم نحو أحلام لا نستطيع فهمها.

العام الذي أودعه لم يصدمني ... فأنا اعتدت منذ زمن الجواري أن اتقلب على الثواني ثم أركض باتجاهات أربع ... خارقة قوانين الفيزياء التقليدية لأن الأنوثة تملك قوانينها، وعشق المستقبل، أو كره الماضي يرسم نزظامه الخاص وسط الفوضى التي تمسح وجوه الدراويش والمصرين على اجترار الزمن وكأنه صورة متوقفة أو شاهدة قبر تعتصر قلبنا.

ربما عاصر زمن الاغتيال ... ودقائق نسف الذاكرة ... أو الهروب من الصور التي تلاحقنا لموت يحصد المئات، لكن الحلم هو الذي يكونني ويكون الآخرين .. أو يتركهم بقايا صور متناثرة على مساحة العقل والقلب و .... الوطن.