المقاومة ترد: مدى صواريخنا 15 كلم
السفير

مدفعية إسرائيلية تقصف شمالي قطاع غزة من موقعها في كيبوتس ناهال أمس (رويترز

كتب محرر الشؤون الإسرائيلية:
أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز أوامره لقيادة الجيش بالشروع فورا في تجسيد قرار حكومة ارييل شارون بإقامة شريط أمني حدودي مع غزة لوقف إطلاق الصواريخ، فيما ردت الفصائل الفلسطينية على هذا القرار بإطلاق المزيد من الصواريخ وإعلان امتلاكها صواريخ بمدى يزيد عن 15 كيلومترا.
وأمر موفاز قوات الجيش بالتغلب على الظروف الجوية التي حالت حتى الآن دون تنفيذ الشريط الأمني في شمالي القطاع. وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صادقت يوم الأحد على قرار المجلس الوزاري للشؤون الأمنية بإقامة مناطق أمنية في شمالي غزة وجنوبها. وبموجب هذا القرار، فإن الجيش
الإسرائيلي سيحظر على الفلسطينيين التحرك في مناطق معينة يقول أنها تستخدم لإطلاق الصواريخ. ويقضي القرار باستخدام المدفعية والطائرات وسلاح البحرية لقصف كل حركة للفلسطينيين في هذه المناطق.
وجاء الرد الأول على هذا القرار من جانب فصائل المقاومة التي أعلنت أن الخطوة الإسرائيلية لن تغير من الواقع في شيء لأن خلاياها تمتلك صواريخ ذات مدى أبعد، وأنها سوف تستخدم هذه الصواريخ في الوقت المناسب لردع الاعتداءات الإسرائيلية على المناطق الآمنة في القطاع. كما أن السلطة الفلسطينية التي أدانت القرار الإٍسرائيلي، طلبت من قواتها المنتشرة في المناطق التي أعلنتها إسرائيل شريطا أمنيا البقاء في مواقعها.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أوحت، من خلال نشر قوات برية كبيرة، أنها بصدد تنفيذ عملية برية واسعة في القطاع. ولكنها في الواقع قررت تصعيد نشاطها الجوي والقصف المدفعي لمناطق في شمالي القطاع إضافة إلى تنفيذ عمليات تحصين واسعة في المستوطنات والمواقع العسكرية المحاذية. كما قررت الحكومة الإسرائيلية تكثيف محاولات اغتيال النشطاء الفلسطينيين وخصوصا من حركة الجهاد الإسلامي.
وبحسب الصحف الإسرائيلية، فإن حكومة شارون صادقت على توصية أمنية بتوسيع الاغتيالات وزيادة قائمة النشطاء المرشحين للاغتيال. وقالت الصحف أن شارون أعلن في جلسة الحكومة <<أريد لهذه النار أن تتوقف فورا. اعملوا بشكل مكثف لوقف النار>>. وأشارت إلى أن شارون صادق على قائمة موسعة من الأهداف الواجب ضربها في القطاع، بما في ذلك مؤسسات تابعة لحركة الجهاد ولجان المقاومة الشعبية.
وكان تعرض عسقلان والمواقع الاستراتيجية المحيطة بها للصواريخ الفلسطينية، قد أثار حالة من الإحباط لدى الساسة الإسرائيليين، دفعت بعضهم إلى إطلاق تهديدات كبيرة من نوع قصف الفلسطينيين بصاروخ <<قسام إسرائيلي مقابل كل قسام فلسطيني>>.
واقترح وزير المواصلات، مئير شطريت، الذي يعتبر في العادة من التيار المعتدل في اليمين، على الحكومة في جلستها الأسبوعية بإنتاج صواريخ قسام تطلق ردا على صواريخ القسام الفلسطينية. وبحسب <<يديعوت أحرونوت>>، فإن شطريت ناقش الفكرة مسبقا مع خبراء أمنيين تحمسوا للفكرة. ويستند اقتراح شطريت إلى فكرة أن صاروخ القسام ذو ضجيج معنوي وقليل الأثر ماديا. ولذلك بوسع إسرائيل أن تبدأ بإنتاج صواريخ قسام إسرائيلية أكثر نجاعة ودقة من القسام الفلسطيني. وشرح شطريت الفكرة بقوله <<أن على إسرائيل بمبالغ ضئيلة إقامة خط إنتاج لقسام اسرائيلي يكون أكثر دقة، أكثر تطورا، أبعد مدى وأقل كلفة من المدفعية التي نطلق نارها. نحن نخرج مع قسام يحدث ضجيجا وجلبة مع قليل من المتفجرات الناجعة. ويمكننا أن نرد على كل قسام بعشرة أو مئة صاروخ قسام. نطلقها إلى مراكز مدنهم، إلى الساحات والطرقات. وسيكون خوف شديد هناك ويكون ضغط على السلطة من السكان لوقف نار القسام>>.
ولكن شارون وموفاز لم يتحمسا للفكرة وقالا انهما ليسا مع رد مماثل على صواريخ القسام. وقال موفاز <<لا يبدو لي هذا اقتراحا جيدا لان فيه عودة إلى أسلحة قديمة>>.
من جهتها، أكدت كتائب شهداء الأقصى وألوية الناصر صلاح الدين التابعة لحركة فتح وسرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، أن الاحتلال الإسرائيلي لن ينعم بالأمن حتى لو أقام شريطه الأمني على طول قطاع غزة وعرضه وليس فقط على شمالي القطاع، مشيرة الى ان المقاومة طورت صواريخها. وفي مؤتمر صحافي مشترك عقد في المسجد العمري في مدينة غزة، قال المتحدث باسم كتائب شهداء الأقصى، أبو ثائر، أن الشريط الأمني في شمالي غزة سيشكل هاجسا مرعبا للاحتلال وسيفشل كما فشل جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية، مشددا على ان <<الصواريخ المتطورة ستلاحقهم في كل مكان>>.
كذلك أكد المتحدث باسم سرايا القدس، أبو حفص، إن الاحتلال الإسرائيلي يقدم على تنفيذ الشريط الأمني لأنة شعر بالحرج أمام شعبه خاصة عندما صور الانسحاب من غزة كالانتصار مشددا على أن <<المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تطور الصواريخ ونأمل أن تطور لتدك قلب تل أبيب>>.