ايلاف، بهية مارديني

علمت" إيلاف" من مصادر مقربة من العميد رستم غزالي انه سيسافر السبت الى فيينا وسيلتقي الاثنين المقبل لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري التي ستستجوبه مع المسؤول الأمني السوري السابق سميح القشعمي كلا على حدى، ولم تستطع إيلاف الحصول على اي تأكيد او نفي رسمي سوري اذ يبدو ان هناك حالة من التعتيم على هذا الامر محليا ودوليا ، في حين اشارت المصادر الى ان غزالي بات يخشى الان من اعتقاله بعد ان ارتأت لجنة التحقيق الدولية سماع اقواله مجددا ، واكدت المصادر انه لن يحقق مع غزالي البلجيكي سيرج براميرتز رئيس لجنة التحقيق الدولية الجديد الذي سيتوجه الى لبنان لتسلم مهامه بعد تسلمه منصبه خليفة لسابقه ديتليف ميليس ، بل سيحقق مع غزالي اعضاء لجنة التحقيق .

وكانت المصادر عينها اكدت لـ"إيلاف" أن غزالي ينوي مقاضاة النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام لنعته له خلال لقاء مطول مع قناة العربية بأنه "حرامي" ومجرم واتهامه بسرقة مبلغ 35 مليون دولار من بنك المدينة، حيث نقل خدام عن لسان الأسد تأكيده أن غزالي سرق وبنى قصرا في قريته وسوقا ، كما قال خدام ان غزالي - الذي رأس جهاز الأمن والاستطلاع للقوات السورية التي كانت متواجدة في لبنان - كان يكيل الشتائم ويتصرف وكأنه الحاكم المطلق في لبنان، وأنه شتم رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط وحتى بعضا من اصدقاء سورية مثل فرنجية و ميقاتي.

وأشار خدام خلال اللقاء إلى أنه طالب الاسد بأن يقطع رقبة غزالي لتعرضه لزعماء لبنان بطريقة تسيء لسورية ولشخص الرئيس بشار الاسد ، وأضاف خدام أنه نصح الأسد بجلب الضباط الذين أساءوا في لبنان وتحويلهم الى محكمة ميدانية، ليتحملوا مسؤولية الاخطاء التي حصلت في لبنان، متسائلا لماذا تتحملها الدولة السورية والرئيس الاسد.

وحول مدى صحة تهديده لرئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري رفض غزالي في اتصال هاتفي اجرته قناة الجزيرة الفضائية الإجابة على هذا السؤال بحجة عدم التعكير على التحقيق، وقال " أتمنى أن لا أدخل في تفاصيل ما جرى بالتحقيق حفاظا على سرية التحقيق .. حتى لا أساهم في التعكير على كشف الحقيقة وهذا الأمر احتفظ به لنفسي وللجنة التحقيق" ، واما بخصوص كيفية حدوث التحقيق في فيينا قال "ان السيد الرئيس بشار الأسد قال نحن ملتزمون بقرارت الأمم المتحدة ونحن امتثلنا لهذه القرارات وأنا التزمت من ضمن التزام اصدقائي الآخرين وذهبت لفيينا والتزمنا بكل ما طلبته منا اللجنة".

وردا على سؤال يتعلق بالملايين التي قال خدام إن غزالي أخذها من بنك المدينة، اكد غزالي انه سبق وأعلن لاحدى الصحف العربية بأنه وأصوله وفروعه مستعدون لكشف حساباتهم. ودعا الى "الكشف عن حساباتنا فإن وجدوا قرشا واحدا في أي دولة في العالم فليكشفوها وليشهروا بنا " ، وقال "إن هذا كله يأتي ضمن الحملة الظالمة التي تتعرض لها سورية ويتعرض لها رموز او جنود أو وطنيون في هذا البلد".

وعن أسباب المباشرة في تكرار اسم غزالي، أكد أن الحملة موجهة وظالمة وعارية عن الصحة، وتابع بانه يخضع للتحقيق مع اللجنة الدولية وأنه وضع كل ما لديه في تصرف اللجنة بخصوص الوضع المالي "والأيام القادمة ستثبت بأن الحملة ظالمة". وافاد بأنه "مستعد مستقبلا لإظهار ما لدينا من وثائق ومستندات تتعلق بهذا الأمر" ، معتبرا "بأن الوطنيين المخلصين يعلمون بحقيقة الأمور ويعرفون بأن هذه حملة ظالمة سواء في لبنان أو سورية".
واعتبر غزالي ان خدام ، مس سورية الوطن ولم يمس الرئيس السوري بشار الاسد او يمسه فقط ، وكذّب الشائعات التي تحدثت عن محاولات انتحاره، واعلن انه وأصوله وفروعه على استعداد لكشف حساباتهم المصرفية للجميع .

وقال غزالي ان ما روي عن انتحاره "ينصب في محاولات واتهامات ظالمة ضد سورية" ، وقال ان "هذه الإشاعات ليست جديدة وسبقتها اشاعات في المرحلة الماضية وهي مغرضة يراد منها التشويش والدس وخلق البلبلة" ، وأضاف " أنا أتحدث من الجنة، جنة سورية، وجنة عرين القائد الأسد.. أنا في الجنة وأتحدث معكم من الجنة "، واضاف " أربأ بنفسي أن أرد على السيد خدام ، وأنا جندي في الجيش العربي السوري، وهو لم يستهدفني ولم يستهدف النظام بل استهدف سورية الوطن واستهدف كل مواطن سوري كل جندي سوري كل شهيد سوري وأنا واحد من الشعب السوري والجيش العربي السوري وأربأ بنفسي من الرد عليه".

وحول المقابر الجماعية التي أثيرت مؤخرا أكد غزالي أن اللبنانيين الذين كانوا في تلك المنطقة قالوا إن هذه الجثث كانت نتيجة القصف الإسرائيلي خلال الاجتياح للبنان عام 1982.

وعن رؤيته للصورة المستقبلية مع تنحي ميليس ، لفت غزالي إلى أن سورية باقية على مواقفها بالتنسيق والتعاون مع لجنة التحقيق الدولية بما يحفظ السيادة.

وفي ما يتعلق برؤيته للوضع المقبل لدمشق في ظل الضغوط الدولية وطلب لجنة التحقيق الدولية بلقاء الرئيس السوري بشار الاسد ووزير الخارجية فاروق الشرع وخاصة انه من ضمن من استدعوا الى جنيف للتحقيق معه، قال غزالي "ان هذا امر تقرره القيادة السياسية ، وقال " نحن ملتزمون بكل القرارات الدولية بما يحفظ السيادة الوطنية والسيد الرئيس القائد بشار الاسد هو رمز السيادة الوطنية في سورية" .وشدد على انه "ملتزم بأوامر القيادة وجندي خلف قيادة الرئيس بشار الأسد".

وفي ما لو طلب من غزالي الاستقالة أو التنحي لتهدئة الأوضاع قال غزالي انه مستعد للاستقالة اذا طلب منه الرئيس السوري بشار الاسد ذلك، واضاف غزالي "اذا طلبت مني قيادتي الاستشهاد فانا حاضر فكيف بالاستقالة، الاستقالة اذا طلبت مني انا حاضر واذا طلب مني الاستشهاد انا حاضر".

وحول إشارات الاستفهام التي تدور حول اسم غزالي وفي ما إذا كان هناك تطور ما على موقعه او استقالات ستلوح بالأفق حسبما تردد بعد تصريحات خدام، أكد غزالي أنه "جندي في الجيش العربي السوري وضابط في الجيش العربي السوري وما تقرره القيادة ملتزم به بمحض إرادتي". وقال: " لن استقيل من مهمتي أبدا وسأتحمل كامل مسؤولياتي كجندي في الجيش العربي السوري وسأبقى مناضلا ومقاتلا ومجاهدا خلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد".