نضال الخضري

علينا افتراض هذا الصراع الأبدي، كما يريده الآخرون، او حتى على شاكلة الثنائيات التي غزت ثقافتنا ما بين الخير والشر والجنة والنار والشرق والغرب ... وأخيرا "محور الشر" و "الديمقراطية" ... لكنني في النهاية لا أرى الغد كما اكتسبته عاطفتي على صورة حواء القابلة للغواية والقادرة على الإغراء، لأنه غدٌ على شاكلتي وعلى مساحة اختياري.

أحاول النظر إلى اللون الذي ينتظرني فلا أستطيع فهم التراث الذي احتواني، لأنه أعطاني شرعية النظر إلى مساحة "الذكورة" وكأنها الغموض الذي علي تكسيره، وعليه اكتسابي أو اغتصابي أو حتى احتوائي دون سابق إنذار ... ورغم أنني لا أستطيع نسف عمر البشرية وتراكم معارفها، لكننا نعيش عصر اللامألوف في قدرتنا على ابتداع الحلول، فأتخيل أن الزمن القادم هو على صورة الخصوبة الدائمة، أو حتى التفاصيل الناعمة لجسد انثى. فهم يريدونها صورة الجمال التي يتخيلونها ابتداء من حور العين، وانتهاء بمقاسات النجوم. بينما تريد نفسها وفق تراث المحظيات "قائمة بأعمال الرجل" ... لكنني أراها في الغد وفق الصورة القصوى لرهافة نفتقدها في لحظات الأزمات.

هل نستطيع جرح الزمن؟!! أو إلغاء الدموع السخية لإناث لا يملكن السلاح؟!! مازلت احلم، لكنني أركب على موجة من الضوء التي لا نستطيع العيش دونها لأعيد صورة نفقدها يوميا لأننا نفترض الصراع على سياق الجنس، أو السياسة والدين. بينما تختلط أمورنا لنجد أننا نقف على حدود فاصلة نحو المستقبل ...

ما أريده هو ان نكون كما نحن!!! دون إضافات من وحي اللون القاتم الذي يرى مساحات الغزو تقتصر على أجساد النساء ... ثم يجد رجولته منسية في تفاصيل الأجساد العارية ...

ما أريده أن نكون صورة دون إضافات لا مبرر لها، لأن الوصاية أحالت الإناث إلى فريسة، وحولت الذكور إلى قناصين فقط ... ما أريده هو "الغد" الذي يرسمني ويرسمه ومضة داخل زمن استثنائي نريد استقباله بالتجريب والمحاولة وربما بقدرتنا على تخطي الفشل.