السفير

كشفت صحيفة <<جمهورييت>> التركية أمس النقاب عن أن قاعدة الرادارات التي أنشأها حلف شمال الأطلسي على مقربة من الحدود التركية مع سوريا لتشديد مراقبتها، ومراقبة إيران، دخلت حاليا بالفعل حيز التشغيل وسط استمرار تأكيدات المعارضة التركية لتبعية هذه القاعدة لواشنطن وإصرار الحكومة على خضوعها إلى الجيش التركي.
وأوضحت الصحيفة أن هذه القاعدة الخاصة بالرادارات أقيمت في مثلث <<أنطاكيا الاسكندرون سامان داغ>> في موقع كيسه شيك على ارتفاع ألف وسبعمئة متر لمتابعة مراقبة التحركات والأنشطة الجارية في سوريا وإيران وفي منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه تم تشغيلها بالأقمار الاصطناعية وتصدر تعليمات تشغيلها وعملياتها الخاصة بالتجسس والتنصت من قاعدة انجيرليك جنوب تركيا.
ونقلت الصحيفة عن النائب فؤاد شاي، وهو من حزب الشعب المعارض، قوله إن <<العمل في هذه القاعدة كان قد بدأ في العام 1998 لكن ببطء قبل أن يتم الاستعجال في هذه الأعمال للانتهاء من إقامة القاعدة اعتبارا من العام الماضي تحسبا للقيام بعمليات عسكرية أميركية جديدة في منطقة الشرق الأوسط>>.
وقال شاي إن <<العمل بهذه القاعدة انتهى منذ منتصف العام الماضي لكن تشغيلها بدأ الآن>>، مشيرا إلى أن <<سبب اختيار هذا الموقع المرتفع لإقامة قاعدة الرادارات هو إتاحة الفرصة
للتنصت بشكل خاص على سوريا بشكل دقيق عن طريق أقمار اصطناعية وبتكنولوجيا حديثة تنقل كل المعلومات التي يتم التوصل إليها مباشرة إلى واشنطن وقيادة الأسطول الأميركي السادس في البحر المتوسط والى قاعدة انجيرليك وأماكن عسكرية حساسة أخرى>>.
وأضاف شاي أنه <<تم تصميم هذه القاعدة للعمل من دون حاجة إلى العنصر البشري من خلال برنامج تكنولوجي متطور>>، مشددا على أن هذه المنشأة <<غير خاضعة للقوات المسلحة التركية وإدارتها>> وموضحا أنه <<لو كانت القاعدة خاضعة للجيش التركي لكان قد تم التوصل إلى معلومات بشأنها من خلال مذكرة استفسار للبرلمان>>.
وشدد شاي على أنه <<إذا كانت هذه القاعدة بالفعل تحت سيطرة حلف الأطلسي لكانت قد عملت بشكل علني وليس بالشكل السري الذي تعمل به حاليا لأن هناك العديد من منشآت حلف الأطلسي في تركيا وهي تعمل بشكل علني>>، مؤكدا أن <<هذه القاعدة تخضع للإدارة الأميركية>>.
ونقلت <<جمهورييت>> أيضا عن المحافظ السابق لإقليم هاتاي، عبد القادر صاري، قوله إن تركيا عضو في الأطلسي وإن هذه القاعدة تابعة للحلف الذي يستخدمها.
ونقلت الصحيفة عن المواطنين الأتراك في قرية كيسه شيك التابعة لمحافظة أنطاكيا ان <<العديد من الضباط العاملين في قاعدة انجيرليك العسكرية جنوب تركيا أشرفوا على إنشاء هذه القاعدة كما وصل إليها ضباط من أنقرة واسطنبول ومن حلف الأطلسي>>. وأشاروا، بحسب الصحيفة، إلى أنه تم نقل العديد من الأجهزة والمولدات الكهربية والوقود إلى هذه القاعدة من قاعدة انجيرليك منذ بدء العمل في إنشائها. ويقول سكان من القرية إن الولايات المتحدة تعتزم إقامة مطار صغير داخل القاعدة.
غير أن وزارة الخارجية التركية جددت تأكيدها على أنه ليس لأميركا أية علاقة مطلقا بالقاعدة المذكورة. وقال المتحدث باسمها، نامق تان، ردا على تقرير <<جمهورييت>>، إن <<قيادة القوات الجوية التركية ستقوم بتشغيل هذا الرادار من أجل أمن تركيا القومي>>، مشيرا إلى أن الأطلسي سيقوم بتمويل إقامته وتجميعه.
وأوضح تان أنه <<تم الانتهاء من أعمال إقامة الرادار لكن لم يتم تسليمه إلى تركيا حتى الآن ولذلك فإنه لا يعمل حتى هذه اللحظة>>.