النهار

رأى نائب رئيس قطاع التخطيط والاستراتيجية في القيادة المركزية الأميركية الجنرال مارك كيميت ان سوريا تملك القدرات لتصير قوة استقرار في المنطقة، الا ان تطور العلاقات بين واشنطن ودمشق تقرره الحكومة السورية في حال دعمها استقرار كل من العراق ولبنان.

وقال "اود ان اقول اولا انا أحب دمشق كثيرا وأتمنى زيارتها كسائح"، لكن " تطور العلاقات بين البلدين تقرره الحكومة السورية لأنها تملك القدرات لتصير قوة استقرار في المنطقة وعليها ان تدرك ان اقامة عراق مستقر يخدم مصالحها ايضا وهذا الموقع يفسر لماذا نجد تصرفات الحكومة السورية مشوشة ومربكة وتؤدي الى سوء فهم، لأن كل المؤشرات الصادرة عنها توحي وكأنها تريد زعزعة الاستقرار في العراق وفتح حدودها امام عبور المقاتلين الاجانب والاستمرار في ايذاء لبنان وتقديم الاسلحة والدعم لحزب الله".

وأضاف ان "سوريا امة عظيمة ولها تاريخ عظيم وشعب عظيم ايضا وعليها ان ترتقي الى مستوى امكاناتها لتكون قوة كبيرة للاستقرار في المنطقة، ولا اعتقد اننا نفكر في هذه المرحلة في القيام بعمل عسكري ضدها، ومع ذلك لا نزال نحن في القيادة المركزية للجيش الأميركي نحتفظ بالقدرات والامكانات لتنفيذ ما يطلبه منا قادتنا".

وأفاد ان المشاكل الكبرى التي تواجهها الولايات المتحدة في العراق هي "استمرار تهديد حركة التمرد التي تدعمها من عناصر النظام البعثي السابق والحملة الارهابية التي يقودها ابو مصعب الزرقاوي الى جانب المقاتلين الاجانب".وأكد ان "هناك أدلة واضحة على ان الكثير من المقاتلين الاجانب يدخلون العراق من طريق سوريا وان العاصمة دمشق تُستخدم نقطة تجمع لهم، بينما تُستعمل حدودها نقطة تسلل الى العراق، وعلى ان الكثير من اركان النظام العراقي السابق يقيمون في دمشق ومدن سورية اخرى ويقدمون الدعم المالي للمتمردين في العراق".

وسئل هل يتهم سوريا بمساعدة المقاتلين الاجانب، فأجاب: "استطيع ان اقول ان غياب اي اجراء من سوريا ضد هؤلاء يعد في ذاته دعما وتأييدا للمتمردين في العراق".

وسئل ايضا عن الادلة الواضحة التي في حوزة واشنطن على تسلل المقاتلين الاجانب من سوريا، فأجاب ان "الأدلة هي غياب اي اجراء فعلي من جانب السوريين". وتساءل: "هل تعتقد ان مثل هذا الامر كان سيحصل خلال فترة حكم الرئيس السابق حافظ الاسد، وهل تعتقد ان الجيش السوري ووزارة الداخلية غير قادرين على التصدي لهذه المشكلة؟".

وسئل هل اخفقت واشنطن او ارتكبت اخطاء جسيمة بعدم تبنيها خططا ملائمة لمرحلة ما بعد صدام حسين، فأجاب: "ارفض اولا اقتراح الفشل او الاخفاق لان القوات الأميركية تبنت خططا من هذا القبيل قبل شن الحملة العسكرية ... كما انها في اعتقادي تعاملت مع الاوضاع في العراق بشكل جيد".وتحدث عن " تقدم على صعيد العملية السياسية ... وأدخلنا تعديلات على تكتيكاتنا العسكرية حين شعرنا بان هناك حاجة الى ذلك، لكن احدا، بمن في ذلك واضعو الخطط في الجيش، لم يكن يتوقع حصول حركة تمرد على هذا المستوى وان يبرز الزرقاوي ويصل الى هذا المستوى من الفظاعة التي اظهرها في عملياته الارهابية".

وسئل هل تبدأ واشنطن هذه السنة سحب قواتها من العراق، فأجاب: "اولا العملية السياسية لم تنته وهي تكتمل الآن في العراق، وكنا اعلنا من قبل خططا لخفض قواتنا من 18 الى 15 لواءً في المستقبل القريب"، غير انه لم يحدد اي موعد. وقال: "ليست لدينا استراتيجية خروج بل استراتيجية انتصار".