نجيب نصير

الشباب والغرب … أراء قدمت على شاشة احدى الفضائيات كي تؤكد ان الزمن القادم هو زمن العداء للغرب مرة أخرى والشوق اليه دائما ، فقد أكد الشباب بضيق ان الغرب موجود ونحن مضطرون للقبول بذلك ، او يا ليته ما كان موجودا لكان ذلك اريح ،فنحن صناع حضارة كما اكدت احدى الشابات ولكن …. لا أحد يتركنا نكمل ما بدأنا على راحتنا طبعا هي لا تدري لماذا ، ولكنها تؤكد عبر عدم الدراية هذه مقولة الرئيس بوش لماذا يكرهوننا !!! شابة أخرى من بلد عربي آخر قالت انها مرتاحة للغرب ولا ترى اي ازعاج من وجوده فهي مبسوطة ومتآلفة معه ، شاب ثالث اصر انه علينا تقديم ذواتنا بصورة صحيحة اما ما هذه ( الصحيحة ) فالعلم عند الخالق .

من جديد يعود الينا سؤال النهضة الاساسي … كيف ننهض ؟ .

تعود الينا دهشة رفاعة الطهطاوي ، واجتهادات محمد عبدو ، وجهود فرنسيس مراش ، وتراجعات طه حسين ، وصمود على عبد الرازق وكل سلسلة صارخي البرية ، ليتدجن السؤال على قد الفهم ليصبح كسؤال البيضة والدجاجة ،الحرية اولا ام الكفاية ؟ الكرامة ام النجاح؟ الخصوصية أم الابداع ؟ التقليد الاعمى للغرب أم التقليد الاعمى للتراث ؟ رفض الحرية أم رفض القيم التي تنتجها ؟ رفض العلم أم رفض النتائج السلبية منه ؟ الخ الخ اسئلة ومفترقات لا تدع للمرء وقتا كي يحك رأسه ، فما بالنا بمصير أمم ومجتمعات .

مثلنا . لم يدر الشباب ما هو الغرب ، وليس هناك من هو على استعداد ليجهد نفسه ، لأن هذا الجهد قد يذهب بالفضيلة وهي الخصوصية الاكثر تداولا بين ظهرانينا ، دون ان ينتبه احد ان الملابس التي يلبسها جملة وتفصيلا هي انتاج غربي بالكامل ، ليس لأنها ناتجة عن ماكينات نسيج غربية او لأن الموضة التي قدمتها غربية ولا المكواة التي تكويها غربية ، بل لأن الذهنية والقيم والمفاهيم التي قدمتها غربية بالكامل ، والمساهمة بها حتى لو كنا صناع حضارة في السابق هي مساهمة واهية اذا لم نكن مشاركين بهذه القيم والمفاهيم ، وفعالين في الابتكار والتصميم والباقي تفاصيل مهما كانت فضائلنا ومهما كانت خصوصياتنا ، فالمفاهيم اليوم هي مفاهيم عالمية مشتركة ، ولا تظهر الخصوصية ايجابيا الابالتفاعل معها والتشارك بها واقتسام نتائجها السلبية والايجابية ، فاذا كانت هناك قضية نهضوية فنحن مسؤولون عن انجاحها وليس تقزيم الآخرين مفيدا لأنجاح هذه القضية .

أكثر من صوت لهؤلاء الشباب كان يوحي بأن اتركونا بحالنا ونحن بألف خير … ياله من طلب محق … ولكن ؟؟؟؟؟