خصص المعلق في "هآرتس" أوف بن مقالته امس للكلام على المظلة الدفاعية التي وعدت الولايات المتحدة بتقديمها الى اسرائيل في حال تعرضها لهجوم عسكري ايراني، ننقل ما جاء فيه: "تصريح الرئيس جورج بوش ان الولايات المتحدة ستدافع عن اسرائيل في وجه هجوم ايراني يشكل خطوة اساسية في العلاقة بين واشنطن والقدس على طريق تأسيس حلف دفاعي بين الدولتين.

فالصيغة جرى التفاهم عليها مسبقاً بين زعيم البيت الابيض ومكتب رئيس الحكومة في القدس... لقد اراد بوش ومساعده ديك تشيني الرد على التهديدات العلنية للرئيس الايراني الذي دعا الى محو اسرائيل من الخريطة وانكر المحرقة. ولقد اثار محمود احمدي نجاد قلق الطائفة اليهودية في اميركا الشمالية اكثر مما اثاره داخل اسرائيل. فالمزج بين الخطاب الغاضب والحماسة الصلفة وتطوير السلاح النووي الايراني يبدو كأنه تحضير لمحرقة ثانية، ولا ترغب اميركا في مواجهة مثل هذا الخطر.

لقد جاء الرد الاميركي ثلاثي البعد، فضاعفت الادارة الاميركية مساعيها الديبلوماسية ضد المشروع النووي الايراني ونجحت في جمع غالبية ساحقة داخل المجتمع الدولي من اجل نقل معالجة الموضوع الى مجلس الامن. وجرى دعم التصريحات الديبلوماسية للسياسيين في استطلاع الرأي العام الاميركي الذي ايد مهاجمة ايران. اما البعد الثالث فكان مظلة دفاعية علنية منحها بوش لاسرائيل.

ولكن لا شيء مجاناً في الحياة السياسية. وهناك ثمن لكلام بوش، فهو يدحض اي امكان ان تقوم اسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية في ايران مثلما حدث عندما قصفت المفاعل النووي العراقي عام 1981. يشكل ادخال اسرائيل تحت المظلة الدفاعية الاميركية تغيراً في موقف الادارة الاميركية التي دعمت في السنة الاخيرة التلميحات الاسرائيلية الى هجوم محتمل على ايران. وحذر تشيني علناً الاوروبيين من ان الصبر الاسرائيلي قد ينفد. واعلن البنتاغون تسليم سلاح الجو الاسرائيلي قنبلة قادرة على تدمير المخابئ المحصنة تحت الارض وقادرة على تدمير المنشآت النووية تحت الارض.

الآن كل شيء انتهى، وقرار موعد تنفيذ العملية ضد ايران سيتخذه البيت الابيض. والنتيجة الاولى لذلك كانت امتناع اولمرت عن تهديد ايران والغاء الفصل المتعلق بايران من خطابه السياسي في هرتسليا. وعلى اهمية المظلة الدفاعية الاميركية، فإن تصريحات بوش لا تشكل حلفاً دفاعياً رسمياً مقروناً باتفاق مكتوب وافق عليه مجلس الشيوخ. هذه المظلة تصبح مهمة عندما يجري الانتقال الى تفاصيل الخطة العسكرية المشتركة في اطار التفاهم المشترك على الظروف التي تقدم بها الولايات المتحدة مساعداتها الى اسرائيل. وغير ذلك سيبقى الكلام في الهواء وسيكون تعبيراً عن تأييد الادارة الاميركية للمرشح القريب الى قلبها، اولمرت".