أنان يحذر من خطوات تؤدي الى “التصعيد”

النهار

مضت طهران في تحديها لقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية اشراك مجلس الأمن في الجهود المبذولة لمعالجة الملف النووي الايراني، اذ افادت مصادر ديبلوماسية أمس ان ايران بدأت فعلا العمل من اجل تخصيب الأورانيوم في ناتانز، الامر الذي سيتيح لها صنع وقود نووي سواء لاغراض مدنية او عسكرية. كما ارجأت طهران المفاوضات المزمعة هذا الأسبوع في شأن اقتراح روسي يستهدف تفادي مواجهة مع مجلس الأمن من طريق تخصيب الأورانيوم الايراني في روسيا. لكن موسكو قالت انها مستعدة لاستقبال وفد ايراني الخميس المقبل كما هو مقرر.

وإذا ما تأكدت خطوة التخصيب، فسوف تكون مؤشرا لإصرار ايران على تجاهل أي تحرك لاعاقة برنامجها النووي بعد قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الرابع من شباط احالة ملفها على مجلس الأمن الذي قد ينظر في فرض عقوبات عليها.

وردت طهران على القرار بوقف عمليات التفتيش المفاجئة للوكالة وهي اداة ضرورية لتقرير ما اذا كان البرنامج النووي الايراني مخصصاً بكامله لأغراض سلمية أم لا وتوعدت بمعاودة تخصيب الأورانيوم.

وقال ديبلوماسي أوروبي طلب عدم ذكر اسمه: “المؤشرات لمعاودتهم التخصيب تفسر لماذا أرجأوا المفاوضات الروسية المزمعة هذا الأسبوع”.

أحمدي نجاد

وأنحى الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد باللائمة على الولايات المتحدة في التوتر مع بلاده. ونقلت عنه صحيفة “ يو أس أي توداي” الأميركية: “لقد اختاروا تهديدنا وإطلاق مزاعم زائفة ويريدون أن يفرضوا اسلوب حياتهم على الآخرين وهذا أمر غير مقبول... الطريقة التي عاملوا بها شعبنا هنا لم تترك أي مجال للحديث... هم يعتقدون أن في امكانهم حل كل شيء بقنبلة. لقد ولى زمن مثل هذه الأشياء منذ فترة طويلة”.

وتجرى عملية التخصيب بوضع غاز سداسي فلوريد الأورانيوم في أجهزة الطرد المركزي وهي عبارة عن آلات اسطوانية تتولى تنقية المادة بالدوران بسرعة تفوق سرعة الصوت. وإذا وصلت درجة نقائه الى نحو خمسة في المئة، يمكن استخدام الأورانيوم وقوداً في المفاعلات النووية. وإذا وصلت درجة نقائه الى نحو 90 في المئة، وهي عملية أطول واصعب، فيمكن ان يحصل التفاعل المتسلسل اللازم للتفجيرات النووية.

واستنادا الى تقديرات ديبلوماسيين وخبراء نوويين، تحتاج ايران الى ما بين سنتين وأكثر من عشر سنين لاتقان التكنولوجيا المطلوبة لصنع ترسانة نووية إذا كانت تريد فعلاً امتلاك مثل هذه الترسانة.

المحرقة

وكرر أحمدي نجاد تصريحاته المثيرة للجدل التي تدعو الى “محو اسرائيل من الخريطة” وتصف المحرقة النازية لليهود خلال الحرب العالمية الثانية بانها “خرافة”. وقال: “لا اعلم من ينزعج من كشف الحقائق. لكننا نعلم بكل تأكيد ان الشعب الفلسطيني يتعرض للقتل كل يوم باستخدام المحرقة النازية كمبرر، وحرمت شعوب المنطقة السلام والامن”.

أنان

وحذّر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، بعد لقائه الرئيس الاميركي جورج بوش في واشنطن، من اتخاذ خطوات تؤدي الى “تصعيد الموقف”، داعياً ايران الى التجاوب قبل اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا الشهر المقبل. وقال ان “الجانبين يستطيعان العودة الى طاولة المفاوضات وايجاد مخرج لهذه الازمة”.