في ضوء الكلام الرسمي الاسرائيلي على البدء بخطة امنية ضد حركة "حماس" والسلطة الفلسطينية فور اداء المجلس التشريعي المنتخب القسم الدستوري، توقع المعلق زئيف شيف في "هآرتس" امس ان تكون المعابر بين اسرائيل والاراضي الفلسطينية ساحة المعركة المقبلة. نثبت هنا ما جاء في المقال: "في حال تدهورت العلاقات بين اسرائيل والحكومة الفلسطينية التي تسيطر عليها حماس، فان المكان الاساسي للمواجهة بينهما والذي سيحدد المصير الاقتصادي للسلطة الفلسطينية سيكون المعابر الحدودية بين قطاع غزة واسرائيل. فهنا يمكن الاقتصاد الفلسطيني ان يخطو نحو الازدهار او يتعثر. معظم الاعمال تدور الآن كالعادة ولكن يتخوف الجانبان من ان تتحول الامور نحو الاسوأ. واوضح من الان ان لا مجال في الوضع الحالي لتشغيل المعبر بين قطاع غزة، والضفة.

الجانب الفلسطيني غير مستعد لصرف قرش واحد لتسهيل عبور العمال والبضائع. والتبريرات لذلك كثيرة ومتعددة، وهو ينتظر ان تقوم اسرائيل والاميركيون والمجتمع الدولي بالمساعدة في مرور الاشخاص والبضائع. وهذا لا يمنع مهاجمة السيارات التي تجتاز معبر ايريز بالسلاح الحي، وليس بعيدا عن المعبر يستمر اطلاق صواريخ "القسام على اسرائيل، بالاضافة الى ذلك هم يقاطعون المعبر الجديد الذي فتحته اسرائيل في كرم شالوم.

مندوب اللجنة الرباعية جايمس ولفنسون يتصرف كأن شيئا لم يحدث. وهو من شجع على جمع المال من اجل السلطة بعد صعود "حماس" ويطرح على اسرائيل اقتراحات مضحكة مثل الغاء معظم الاجراءات الامنية على المعابر كأننا على الحدود بين كندا والولايات المتحدة...

قبل الانتخابات في السلطة كان يبدو ان الاميركيين مستعدون ليديروا بأنفسهم المعابر، مما كان سيؤدي الى نوع من معبر دولي في ارض اسرائيل ولكن رُفض الاقتراح.

منذ اتخذت الحكومة قرارا بادارة المعابر في اطار وزارة الدفاع بدأت اسرائيل بتحسين المعابر بينها وبين قطاع غزة، والضفة والاردن من اجل مساعدة الاقتصاد الفلسطيني على النمو. وهكذا قررت اسرائيل توظيف نحو 150 مليون شيكل في معبر ايريز من اجل مساعدة آلاف العمال الفلسطينيين. وكان المفترض تجهيز المحطة الجديدة بأجهزة امنية وتكنولوجية حديثة لا تقل في نوعيتها عن الموجودة في مطار بن غوريون . منذ خمسة اشهر يمر في معبر البضائع في كرني 350 شاحنة يوميا وكان الهدف رفع الرقم الى 800 شاحنة. واليوم من غير المؤكد ان هذه الخطط ستنفذ. قبل فوز "حماس" في الانتخابات كان الحديث عن الحاجة الى اعادة تنظيم المسؤوليات على المعابر وتقليص مسؤوليات الجيش الاسرائيلي في الموضوعات الامنية وجعلها في يد طرف واحد... ثمة شك في ان يدرك الفلسطينيون ان كل شيء معرض للانهيار في حال عملت "حماس" على الغاء الاتفاقات المعقودة مع اسرائيل وواصلت القول انها في حالة حرب معها".