نضال الخضري

كان علي الابتسام لكنني تواريت خلف الظل الأول لجسدي، واعترفت أمام الجميع بأن خصوبة الزمن تتعرض للاغتصاب قبل ان نستمتع بها، لأن "تحالف الحضارات" يقف في مواجهة الصرامة والصلابة للمتحدثين.

فأنا أحلم بهذا التحالف منذ اللحظات الأولى للولادة، وأرسم في مساحة نظري تهويمات لزمن لا يصبح فيه التفوق عامل شهوة مسلط على رقبتي، فتكتسحني الحداثة بدلا من أن تداعب مسامات جلدي.

في الصورة الأولى لـ"تحالف الحضارات" شاهدت مدينة الدوحة تعانق حلمي، ثم يعتصر الحضور رقبتي لأن ما أحلم به من هذا "التحالف" هو نشوة الشباب باتجاه المستقبل، بدلا من تصلب الشرايين الذي رافقني وأنا امام التساؤلات التي رميتها في وجه الحضور ... فهل أنا مضطرة لرؤية "القرضاوي" و "عمرو خالد" وكوفي عنان وغيرهم من أصحاب الصرامة في المظهر على الأقل حتى أحقق حلمي .... ولماذا لم أستطع أن أشاهد جموعا من الشباب وهم يكسرون "ثقافة الحرب" و "الصورة النمطية للإسلام" ويملؤون الدنيا صخبا.

كنت احلم بتحالف على سياق ثورة الطلاب في أوروبا رغم أني لم أعاصرها ... وكنت أتمنى صورا للدهشة تبهر العالم كي يعرف حقيقة "التحالف"، كما أبهره بريق الحرب عندما ظهر "إتلاف حرب الحضارات" ... وفي المشهد الثاني كان الإعلام صاحب الفضل في تعرفنا على أبرع تقنيات الاقتتال، وعلى أهم مدارس التصريحات في زرع الحقد من تورا بورا إلى البيت الأبيض.

أنا خائفة لأنني أشهد اكبر استلاب على وجه الأرض، وأعاصر لحظات الاجتياح القوي لـ"إتلاف حرب الحضارات" في مواجهة البرود في "تحالف الحضارات". فإذا لم تهتز الصورة الجامدة لأسلوب الحوار فنحن مازلنا في حرب ... وإذا لم تتغير الوجوه الدائمة ونجوم شاشات التلفزة فلن يكون للسلام موعد معنا ....

وأنا خائفة لأنني أعرف طبيعة المصير الأصفر الذي يبحث عنه البعض، بينما تبقى أجيال من الحب والعشق والرغبة في الحياة معلبة ومرمية على هامش الحياة التي نريدها .. "تحالف للحضارات" نعم ولكن على صورة الزهو الذي يريده المراهقون وليس باصفرار وجه أصحاب الدبلوماسيات، أو بالكلام الذي يحمل "الحكمة الهرمة" لأن الحرب فاقت كل الاحتمالات وعلينا البحث عن "سلام" يتجاوز التوقعات.