شكوك تحيط بالاتفاق الروسي – الإيراني

النهار

احاطت الشكوك أمس بالاتفاق الذي توصلت اليه موسكو وطهران في شأن تخصيب الأورانيوم الايراني في الاراضي الروسية، اذ أبلغ وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي الى الحكومة اليابانية ان طهران لن توقف نشاطات البحث والتطوير النووية، بينما أصر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على مطالبة ايران بتجميد التخصيب في أراضيها.

وكان رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية غلام رضا أغا زادة صرح الاحد بان بلاده توصلت الى اتفاق "أساسي" مع روسيا في شأن مشروع مشترك لتخصيب الأورانيوم. ولكن لم يتضح ما ينطوي عليه الاتفاق، كما أشار المسؤولون الايرانيون والروس الى عقبات كبيرة تعترض التوصل الى اتفاق كامل.

وتتعلق هذه العقبات أساساً بتعليق نشاطات التخصيب في ايران وهو المطلب الرئيسي للقوى الغربية التي تهدد بالعمل على استصدار قرار بفرض عقوبات من الامم المتحدة. وتصر ايران على انها تقوم بابحاث سلمية لسد حاجات الطاقة لديها.

ونقل مسؤول في وزارة الخارجية اليابانية عن متقي قوله في اجتماع مع وزير الخارجية الياباني تارو آسو: "نحن نقوم بالبحث والتطوير النوويين على مستوى معملي ومن المستحيل بالنسبة الينا ان نوقف ذلك مجدداً... لنا الحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية ولا يمكننا ان نقبل بتمييز عنصري في المجال النووي".

وحض آسو ايران على تهدئة المخاوف الدولية من طريق "الاستجابة الحكيمة" للاقتراح الروسي. ونقل عنه ان "اليابان لا تريد العزلة لايران"، لافتاً الى ان "اليابان هي الدولة الوحيدة التي كانت ضحية القنبلة الذرية وان مسألة الاسلحة النووية حساسة جداً في بلادنا".

اما في موسكو، فصرح لافروف للصحافيين بان "الاقتراح الروسي اقامة مؤسسة مشتركة لتخصيب الأورانيوم في روسيا يندرج في اطار جهد عام لحل المسائل المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني". وأضاف: "نحن على اقتناع بان من العناصر الاخرى لهذا الجهد، تجميد تخصيب الأورانيوم في ايران ما لم يوضح خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية كل المسائل".

وكان الاقتراح الروسي الاصلي يقضي بتخصيب الأورانيوم الايراني في روسيا للقضاء على المخاوف من امكان استخدام بعض الوقود النووي في برامج لتصنيع الاسلحة. وأكد مسؤول روسي طلب عدم ذكر اسمه للصحافيين في موسكو ان المفاوضات الروسية - الايرانية ستعاود اليوم في موسكو. وقال ان المسؤول الثاني في مجلس الامن الايراني علي حسيني تاش "سيكون في موسكو غداً ( اليوم) لاجراء محادثات في مجلس الامن الروسي".

واشنطن

وفي واشنطن، أبدى الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان "شكوك " الادارة الاميركية في حسن نيات ايران بعد اعلان امكان التوصل الى اتفاق مع روسيا، مذكراً بلجوء ايران سابقاً الى اخفاء معلومات عن برنامجها النووي. وقال "سنرى. نظراً الى تاريخهم، تستطيعون فهم سبب تشككنا ... لقد أظهر النظام اننا لا يمكن ان نثق به ... سنرى ما سيحصل في المناقشات مع روسيا. لكن مخاوفنا معروفة جداً، والخطوات التي يتعين على النظام ان يتخذها أوضحتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذا يعني تعليق كل النشاطات المتعلقة بالتخصيب".

وتتهم أوروبا والولايات المتحدة ايران بالسعي الى تطوير برنامج عسكري تحت غطاء برنامج نووي مدني، وهذا ما تنفيه طهران. وقد تقرر الوكالة في اجتماعها في السادس من آذار احالة ملفها النووي رسميا على مجلس الامن.