حذر الناشط في جمعية المساواة المدنية ايتسيك غرشون في "هآرتس" امس من ان يشكل الاعتداء على كنيسة البشارة في الناصرة شرارة قد تؤدي الى دمار اسرائيل.

ننقل ما جاء في المقال: "للوهلة الاولى لا يبدو ان ثمة ما يدعونا الى القلق كيهود في عقب احداث (اول من) امس في الناصرة. فما حدث ان ثلاثة مختلين عقليا قرروا بسبب مشكلاتهم الشخصية ومن دون اي دافع قومي ان يقوموا بما قاموا به كي يلفتوا الانظار اليهم.

ولكن من يستمع الى كلام السكان العرب بعد الحادث والى تصريحات زعماء الجمهور العربي يستــطيع فورا ان يقرأ بوضوح ما يحدث. صحيح اننــا عشــية انتخابــات وان هــناك زعمــاء عربــا يعتبرون التحريض خبزهم اليومي، ولكن الصحيح ايضا ان الرأس المحلي للكنيسة الكاثوليكية البطريرك ميشال صباح ليس من الشخصيات التي توزع شعارات ديماغوجية، وعندما يقول ان استمرار وجود اسرائيل مرتبط بمستقــبــل العلاقات بين القطاعين، وان على حكومة اسرائيل تحمل المســؤولــيــة الكــامــلة عــمــا يحــدث ومعــالــجة العنــاصر التي نشأت على مبدأ الكراهية والاحتجاج ضد الجــمــهــور العــربــي ينــبــــغــي الانتــبــــاه الى كــلامــه.

وعندما يقول رئيس لجنة المتابعة شوقي الخطيب ان الجمهور العربي لم يعد قادرا على تلقي ضربات جديدة من هذا النوع، وينبه زعماء الدولة من اي محاولة جديدة لالحاق الضرر بالجمهور العربي بكل طوائفه او رموزه، علينا ان نفهم ان هذا الكلام ليس شعارات انتخابية، وانما هو صرخة احتجاج حقيقية للسكان الذين يشعرون بان الحبل بات مشدودا جدا وعلينا الا نتركه ينقطع.

ويضيف الخطيب مشددا على الخوف من فقدان السيطرة:

كل مجتمع يُحشر في الزاوية بسبب الفقر والبطالة والقمع ينفجر. منذ 58 عاما ونحن نناضل من اجل المساواة في الحقوق الديموقراطية، لكن قدرتنا على التحمل شارفت الانتهاء، وعلى احد ان يوقف التدهور.

علينا الا نخدع انفسنا. هنا لن نشهد اندلاعا للعنف. لكن هناك خطر على وجود دولة اسرائيل. هناك خوف حقيقي لمواطنين لا تعترف بهم الدولة. ولم يفشل زعماؤها وحكوماتها في دمج هؤلاء في المجتمع الاسرائيلي فحسب وانما زادت في ممارسة التمييز ضدهم وفي نزع الشرعية عنهم. ولا تتحمل هذه العجالة ذكر امثلة كثيرة، ولكن يكفي ان نتذكر مقتل 12 شابا عربيا في تشرين الاول عام 2000 وعدم توجيه التهمة الى اي من رجال الشرطة، ومقتل 19 مواطنا عربيا في مناسبات عدة برصاص الشرطة، وفي معظم هذه الحالات لا يصل الامر الى مجرد توجيه كتاب اتهامي.