الجزيرة نت

فوجئ قادة وزعماء العالم بنبأ وفاة الزعيم الصربي سلوبودان ميلوسوفيتش في زنزانته في السجن التابع لمحكمة لاهاي الخاصة بجرائم حرب يوغسلافيا السابقة، وأبدى قليل منهم أسفه على وفاته داعين الصرب إلى عدم التطلع إلى الماضي.

وأعرب المتحدث باسم الحكومة الأميركية توم كيسي أمس عن أسفه للنبأ واعتبر ميلوسوفيتش الشخصية الرئيسية المسؤولة عن تشظي يوغسلافيا عام 1990 وعن انفجار حربي البوسنة وكوسوفو.

واعتبر الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر أن وفاة الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش تحرم البلقان من العدالة.

الاتحاد الأوروبي
من جهته أعرب خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي في تصريحات أدلى بها في مدينة سالزبرغ النمساوية عن أمله في أن تساعد وفاة ميلوسوفيتش صربيا على طي صفحة الماضي بالكامل والتوجه نحو المستقبل.

وقال سولانا في تصريحات للصحفيين إنه كانت له "علاقة شخصية شديدة التعقيد مع ميلوسوفيتش" في إشارة إلى كونه كان يشغل منصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي في الفترة التي قاد فيها الحلف حربا ضد صربيا، وهي الحرب التي أفضت إلى انسحاب القوات الصربية من كوسوفو.

أما وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي فقال "اسمحوا لي بتوجيه تحية خاصة جدا إلى جميع الذين عانوا من التطهير العرقي والقومي الذي نظمه هذا الرجل".

من ناحيته، صرح وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس بأن "التاريخ هو الذي سيحاكم ميلوسوفيتش".

ووصف وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ميلوسوفيتش "بالعنصر الضار" في منطقة البلقان، معربا عن أمله بأن يمكن غيابه شعب صربيا من "التصالح مع ماضيهم لأنها الطريقة الوحيدة لكي يواجه المستقبل بصورة صحيحة".

وشددت نظيرته النمساوية أورسولا بلاسنيك التي ترأس بلادها حاليا الاتحاد الأوروبي على ضرورة أن تضع صربيا والمنطقة برمتها حدا لهذا "الإرث الماضي".

وأضافت الوزيرة التي تعتبر بلادها من مؤيدي دول البلقان أن ذلك "أحد التحديات الأساسية أمام المنطقة لكي تتوصل إلى الهدف النهائي الذي نطمح إليه جميعا وهو السلام الدائم والمصالحة".

وخلال مؤتمر صحفي في سالزبرغ قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن موت الزعيم الصربي "يجب ألا يحبط جهودنا لإقامة السلام في البلقان ومنع تجدد الحرب في تلك المنطقة".

واعتبر المسؤول في "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الإنسان موت الزعيم الصربي بأنه "نكسة للضحايا ونكسة للعدالة".

قادة البلقان
وأعرب وزير خارجية صربيا والجبل الأسود فوك دراسكوفيتش عن أسفه إزاء كون وفاة ميلوسوفيتش تعني أنه لن يلقى جزاءه العادل أمام القضاء.

وقال دراسكوفيتش للصحفيين على هامش اجتماع سالزبورغ "لقد أمر ونظم العديد والعديد من عمليات الاغتيال بحق أناس من حزبي.. كما أمر بتنفيذ عمليات اغتيال عدة ضدي أنا شخصيا".

من جهته قال الرئيس البوسني سليمان تيهيتش إنه يأسف لوفاة الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش لأن "العدالة لم تكتمل".

وعن موت ميلوسوفيتش المفاجئ قال تيهيتش "بسبب ما خلفه من الضحايا وسعيا لتنفيذ العدالة كنا نرغب في أن تطول حياته ليشهد نهاية محاكمته (أمام محكمة جرائم الحرب الدولية)".

وفي زغرب نقل عن الرئيس الكرواتي ستيبان ميسيتش قوله أمس إنه يأسف لموت سلوبودان ميلوسوفيتش لانه لم يلق "العقاب الذي يستحقه".

وحذر رئيس إقليم كوسوفو فاتمير سيديو من "أفكار" الرئيس الصربي السابق التي ما زالت حية في المنطقة. وقال "للأسف، لا يزال لبعض الناس في صربيا ذهنية مثل ميلوسوفيتش"

مقابل ذلك اعتبر رئيس جمهورية سربسكا -إحدى مكونات الفدرالية البوسنية- دراغان سافيتش أن شخصية تاريخية ومثيرة للجدل غابت عن المسرح وهي شخصية كانت موضعا للنقد والثناء.

واعتبر الرئيس السوفياتي الأسبق ميخائيل غورباتشوف أن قرار محكمة لاهاي بعدم السماح لميلوسوفيتش بتلقي العلاج في روسيا "غير إنساني".