أتوجه بهذا القول إلى كوادر وقواعد الحزب التقدمي الاشتراكي، وإلى كل أعضاء كتلة اللقاء الديمقراطي في لبنان، لأن ما يحدث هو شيء يخجل النفس ويخزي الضمير، ويجعل المرء يمشي مكباً على وجهه من سوء أفعال وأقوال هذا "الوليد".

لست كسوري متألماً من مناصبة السيد وليد جنبلاط العداء لسوريا، فللرجل حساباته الخاصة ودوافعه سواء حين كان حليفاً وحين أصبح معادياً، وحين يعود حليفاً أم يمسي معادياً، وهكذا دواليك.

ولست معنياً لتغيير الرجل لمواقفه بعدد الدقائق والثواني، فللرجل مزاجيته وأجوائه وأهوائه.

كذلك لست معنياً بحياته الشخصية، سواء كان مدمناً أم غير مدمن، صاحياً أم غير صاح.

لكنني معني جداً أن يُمثل شخصية كهذا طائفة عرفت بكل القيم العربية الأصيلة من إباء وشموخ وعزة وكرم وأصالة ونبالة.

معني أن يكون شخص كهذا في زعامة طائفة عروبية الدم واللسان، يشهد بوطنيتها ومصارعتها لكل أشكال الاستعمار والاحتلال العدو قبل الصديق.

أنا معني أن يكون شخصاً كهذا ابناً لكمال جنبلاط القائد والحكيم والفيلسوف العربي الأصيل.

هناك شيء خطير يجري ولا يمكن السكوت عنه، فإذا أراد وليد بك أن يعيش أهوائه ومزاجياته فليعشها كوليد، وليس كقائد وزعيم لحزب وطني عروبي حر. إذا أراد وليد أن يلهوا بإحراق بيته فالعاقبة ستكون عليه وعلى زوجته وأطفاله، أما إذا أراد أن يحرق طائفة ويدمر بلداً ويجعل من الطائفة طوائف ومن البلد بلدان، فلابد من أن يكون هناك من يردعه ويوقفه عند حده. إذا كان الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي يرى أن مصلحة لبنان في مناصبة العداء لسوريا فليفعل، ولكن كقائد وقيادة ذات شهامة وكرامة ومنطق وتوازن وعقلانية.

أما أن يقف على رأس هذا اللقاء شخص كان إلى حين يناصب أمريكا العداء، بل كان يصرخ بأنه يفرح عندما يقتل جندي أمريكي في العراق، وأنه اليوم يقف على عتبات وأعتاب البيت الأبيض والبنتاغون ليسبح بحمد أمريكا ويطلب منها العون لحمايته وبركته ومساعدتها لإسقاط النظام في سوريا..؟!

أما أن يقف على رأس هذا اللقاء شخص يلهو باللعب بالنار، فيطلق التصريحات من صالات وكواليس المخابرات المركزية الأمريكية داعياً لإفشال مؤتمر الحوار الوطني في لبنان، والذي يكاد يبدو أنه مؤتمر الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان من شرور وآثام حرب أهلية لا يعلم مداها إلا الله..؟!

أما أن يقف على رأس هذا اللقاء شخص يهددنا بالنزول إلى الشارع وكأنه يدعو لمذبحة لمريديه وأتباعه والذين هم كذلك بحكم أنه ابناً لكمال جنبلاط ولأنه يقف في موقع القائد لحزبهم..؟!

ما هذه الدعوة المجنونة للنزول إلى الشارع ليقتل الأخ أخاه ويحارب المرء ابن عمه ويفني أبناء العشيرة والطائفة بعضهم بعضاً. إنه الجنون بعينه وإنه الدفع للسير في طريق الكارثة وفي طريق الجحيم.

هذا شخص فلت من عقاله العقلي، وإذا أخذ الله ما أوهب أسقط ما أوجب. لذلك يجب إقصاء هذا الوليد عن المركز الذي يحتله، ويجب الحجر عليه، وهذه مهمة عاجلة وليست آجلة، وهي مهمة كل كوادر الحزب وكل قواعده، وهي مهمة لها أولويتها المطلقة وإلا فإن كارثة –لا سمح الله- ستقع وستحرق أول ما تحرق أهل البيت والعشيرة وعندها لن ينفع الندم.