كورين ليسن لوموند

الشيء الذي صار غير محتمل بالنسبة له هو الطعام الدسم. البطاطا المقلية, الهامبورغر. منذ عودته من العراق , لم يعد الجندي إيريك بانغر يستطيع أن يرتاد مطاعم الوجبات السريعة مع أنّه كان يأكل فيها "طوال الوقت" سابقاً . ولم يعد يستطيع مشاهدة التيليفزيون . يقول: " هناك كثيراً من الأشياء التي لم تعد تلائمني في المجتمع الغربي" .

لقد أمضى إيريك بانغر ثلاث سنوات في العراق وأفغانستان مع المظليين التابعين للفرقة 82 المحمولة جوّاً, وعمره الآن 23 سنة . لقد تطوّع ليدفع نفقات تعليمه. يقوم الجيش الآن بدفع أقساطه في جامعة أوغوستانا, في سيوكس فولز , داكوتا الجنوبية بواقع 1000 دولار في الشهر. وبدأ يربّي لحيته , علامة النقاهة بعيداً عن الجيش. حاول الديموقراطيون تنسيبه للحزب ليرشح نفسه في الانتخابات المقبلة ولكنّه قاوم.

يقول:" أنا أاسف لمن سيكون الرئيس المقبل , فالوضع في العراق ليس مجزياً ." وحسب الإحصائيات الأخيرة فإن ثلثي الأمريكيين يفكرون بنفس الطريقة بعد ثلاث سنوات من إعلان الحرب . يشرح الجندي :" إن ثقافة الجمهور هي التي أخذت الريادة." ويأسف إيريك بانغر أيضاً للاعتقادات الحيّة الآن في الولايات المتّحدة ويقول:"هناك أكواماً من الأفكار الجاهزة مسبقاً عن المسلمين . وأهمها الخلط بين الإسلام والإرهاب.

في ساحة الحرب لم يتلقّ الجندي الشاب أي دعم نفسي . لم يكن الضباط يشجعون الاستشارات النفسيّة . وكان يطلقون نعوتاً على كل من يبحث عن علاج نفسي :" بسيكو"( المقطع الأول من بسيكولوجيا) . وبعد أن ترك الجيش , بدأ إيريك يتعرض إلى نوبات الإحباط :" يحصل لي ذلك عندما يبدأ الناس بالعراك." تعرّض للكوابيس وللقلق, وهي العوارض الكلاسيكية لمرض الإجهاد قبل الاكتئاب (PTSD ) . وتزداد أعراض حالته عندما يجتمع مع مقاتلين آخرين قدامى. إنّهم ينظّمون حملة ضد مشروع الإدارة مراجعة تعريف مرض (PTSD ) وذلك لتقليص المنح .

وحسب تقارير الجيش, فإن واحداً من كل ثلاث جنود عائدين من العراق يعاني متاعب نفسيّة . إن نسبة الأشخاص المصابين هي الأعلى من كل الحروب السابقة, من البوسنة إلىأفغانستان. يشرح الكولونيل شارل هوغ في ( جورنال أوف أمركان ميديكال أسوسييشن) :" في العراق ليس هناك خط جبهة . 80 إلى 85% من الأفراد كانوا شاهدين أو أطرافاً لحدث يسبب صدمات نفسيّة : قتال مع العدو, موت الغريم , هجوم بآلية مفخّخة .

ويشير ستيف روبنسون , مدير هيئة المساعدة في الحرس الوطني , عندما سألته الواشنطن بوست :" في الفيتنام , كان هناك مناطق آمنة يمكن للناس فيها أن يستعيدوا توازنهم , أما في العراق فليس هناك مكان للهروب من المأزق . المنطقة كلّها ساحة حرب ".