اعتبرت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها ان التصويت في الانتخابات التي ستجرى بعد ثلاثة ايام هو استفتاء على مستقبل الضفة. ومما ورد فيها: "وصف بنيامين نتنياهو الانتخابات بانها استفتاء على مستقبل الضفة ويجب التعامل معها على هذا الاساس. فالذي يرغب في استمرار السيطرة الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني سيصوت لمصلحة الاحزاب اليمينية. اما الذين يقدرون شجاعة ايهود أولمرت الذي عرض على الناخب خطته للانسحاب من غالبية الضفة واخلاء المستوطنات الواجب اخلاؤها، وتعهد ان يضم الى الائتلاف فقط الاحزاب التي وقعت على اتفاق الانسحاب، فسيصوتون لمصلحة "كاديما"، او لحزب العمل او لميريتس.

لقد اضاعت اسرائيل والفلسطينيون فرصا كثيرة للتوصل الى اتفاق، فأقيم في الاعوام الماضية مزيد من المستوطنات التي لا فائدة منها، وانفقت الاموال، وقتل اشخاص وازدادت الكراهية وبقي الاحتلال مستمرا. وفي حال لم تلتزم حكومة حماس الشروط الدنيا التي وضعتها اسرائيل والمجتمع الدولي من اجل اجراء المفاوضات (اي الاعتراف باسرائيل، وقف الارهاب واحترام الاتفاقات المعقودة) وفي حال لم يرغب رئيس السلطة محمود عباس او لم يقدر على التفاوض مع اسرائيل على اتفاق معقول، وفقا لخريطة الطريق، ستقوم الحكومة التي يترأسها اولمرت، اذا اختاره الناخب، بتنفيذ انسحاب جديد من طرف واحد بدلا من انتظار الاتفاق لسنوات.

ويجب ان يحظى هذا الانسحاب بتأييد دولي واسع على الاقل بالنسبة الى الحدود التي ستحدد. سيكون النقاش الداخلي حول حجم كتلة المستوطنات التي ستبقى تحت السيطرة الاسرائيلية شاقا، ولكن لا مفر منه. ونأمل ان تستطيع حكومة كاديما مع العمل وميريتس وكل الاحزاب التي ستنضم اليها وتتبنى خطة الانكفاء شق طريقها في اتجاه الخط الاخضر، بطريقة حكيمة وعملية، بحيث يوظف كل قرش في المناطق للتعويض والاخلاء.

ان اعلان اولمرت بدء البناء في منطقة E1، اي بين معاليه أدوميم والقدس، يتناقض مع المصلحة المشتركة الاسرائيلية والفلسطينية في المحافظة على التواصل الاقليمي للدولة الفلسطينية. ان البناء في المنطقة المذكورة سيجعل الانسحاب مرفوضا من جانب اميركا واوروبا، ولا يمكننا ان نسمح لبضعة آلاف من الوحدات السكنية بأن تتحول سببا لا لزوم له للخلاف.

وفقا لأولمرت فان خطة الانكفاء ليست مناورة انتخابية، ولا ينوي التهرب من تنفيذها. ويمكننا الافتراض انه سيدفع ثمن مواقفه الواضحة لدى ناخبي اليمين. وفي الخلاصة، فان هذا هو يوم الذين يعتبرون الانسحاب من المناطق حاجة ضرورية بالنسبة الى دولة اسرائيل، وعليهم ان يتوجهوا الى الصناديق ويدلوا باصواتهم المؤيدة لهذا النهج. والذين يتلكأون عن الحضور ولا يشاركون في الاستفتاء العام الوطني الاول على مستقبل الاحتلال، لا يستطيعون ان يبقوا مرتاحي الضمير ولن يساهموا في ايجاد اكثرية ثابتة في الكنيست من اجل تنفيذ الانسحاب. ان كل اهمال من شأنه ان يساعد في فوز اليمين حيث الناخبون اكثر يقظة، فكيف بالاحرى عندما يكون الموضوع حكومة تلتزم الانسحاب".