«الشرق الأوسط»

قالت إن على بيروت إثبات هوية مزارع شبعا وإقناع الأمم المتحدة بذلك

انتقدت أوساط سياسية سورية محاولات المبعوث الدولي تيري رود لارسن، إدراج مسألتي ترسيم الحدود بين سورية ولبنان، وإقامة علاقات دبلوماسية بينهما لدى البحث في تنفيذ القرار 1559. وقالت الأوساط لـ «الشرق الأوسط»، ان لا علاقة لهاتين المسألتين بالقرار 1559، مؤكدة أن مزارع شبعا لبنانية وأن سورية تعترف بلبنانيتها «مما يجعل مشكلة هذه المزارع لبنانية» وقضية تقع بين لبنان وظروفه «وتنبع من كون الأمم المتحدة تعتبرها سورية»، على الرغم من أن سورية سبق أن وجهت عبر مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة سابقاً، ميخائيل وهبة، رسالة تقول إن مزارع شبعا لبنانية، فضلا عن أنه سبق لنائب الرئيس السوري فاروق الشرع أن أعلن في برشلونة لبنانية هذه المزارع.
وفي هذا السياق، رأت الأوساط السورية أن على لبنان أن يثبت بما لديه من أدلة، لبنانية المزارع ويقوم بإقناع الأمم المتحدة بذلك، موضحة أن سورية لن تكون عقبة في وجه ذلك، ولافتة من ناحية ثانية إلى أن ثمة ما يمنع ترسيم الحدود السورية اللبنانية في منطقة المزارع الواقعة الآن تحت الاحتلال، الأمر الذي يجعل ترسيمها في ظل الواقع الراهن أمراً متعذراً، وذكَّرت الأوساط بأن سورية لم ترفض ترسيم الحدود، مشيرة إلى الرسالة التي سبق أن أرسلها رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري بهذا الشأن إلى نظيره اللبناني فؤاد السنيورة، ولافتة إلى أن موقف الأمم المتحدة من تبعية المزارع يُعقِّد الأمر على اللبنانيين. وبالنسبة لطرح لارسن مسألة إقامة علاقات دبلوماسية بين سورية ولبنان، أعادت الأوساط إلى الأذهان حقيقة أن القرار 1559 لا يتضمن هذه المسألة ولا يوجد في القرار أي نص يأتي عليها، وأشارت إلى أن أول تقرير قدمه إلى الأمم المتحدة تناول لارسن هذه المسألة وغيرها على الرغم من أنها غير موجودة أصلاً في القرار 1559، حيث اعترضت سورية على ذلك في حينه مؤكدة عدم جواز توسيع مهمة لارسن لما يتجاوز ما ورد في القرار 1559، ولا تزال على موقفها ذاته وهو من دون شك موقف سوري حاسم.

وأوضحت الأوساط أن وزير الخارجية السورية وليد المعلم لم يبحث مع لارسن لدى زيارته لموسكو القرار 1559، على أساس أن سورية نفذت ما يتعلق بها منه، إنما بحث معه الأوضاع في المنطقة. وشددت الأوساط على أن مسألة إقامة علاقات دبلوماسية بين دمشق وبيروت، هي قضية ثنائية سيادية بينهما لا علاقة للأمم المتحدة بها، مؤكدة أن سورية لا ترفض ذلك، لكنها تعتبر هذا الأمر جزءا من صورة العلاقات السورية اللبنانية مستقبلا، تدرس كلها مع بعضها وليس بشكل منفرد.